الشيخ السعيد: التقارب المذهبي تكتنفه إشكاليات مزمنة
مؤكداً على محورية الدور السياسي في تحقيق التقارب المذهبي
دعا إمام وخطيب جمعة العوامية الشيخ عباس السعيد علماء الأمة وساستها إلى علاج ما سماها (الإشكاليات المزمنة) التي تحول بين الأمة وبين التقريب المذهبي.
وفي خطبة الجمعة أشار السعيد إلى أن الواقع السياسي الداخلي للأمة الإسلامية قد يساعد في دفع عجلة التقريب المذهبي إذا اعتمد العدالة والمساواة في التعامل مع المواطنين، وإلا فإنه قد يتسبب في إيقاد نار الطائفية إن اعتمد التمييز بناءً على أسسٍ مذهبية.
وتابع بأن استقرار الرأي السياسي العام في العراق على أن تكون الحكومة المقبلة حكومة وحدة وطنية تمثل كافة المذاهب والانتماءات مما يخدم أمن العراق واستقراره، كما أن الأمر يخدم مسيرة التقريب المذهبي.
مشيراً إلى أن دعوة بعض الأطراف الشيعية خارج العراق إلى ضرورة إدماج السنة في الحكومة العراقية المقبلة يصب في ذات المصب.
واستدرك بأن ما يحدث لشيعة الخبر من إغلاق المصليات واعتقال وتضييق وتمييز واضح يؤخر من مسيرة التقريب المذهبي. مؤكداً على ضرورة علاج الأزمة من خلال القبول بالتعددية الدينية التي تتيح لكل المذاهب ممارسة حقوقها الطبيعية الثابتة شرعاً ووضعاً.
ومن جهة أخرى أوضح بأن عدم القبول بالتعددية الدينية وحق الآخر في الاختلاف والتعبير عن الذات هو الذي أفرز ما بات يعرف (إشكالية التبشير المذهبي).
وتابع أن التحول المذهبي هو حالة طبيعية في ظل التبادل الثقافي والانفتاح الاجتماعي بين المذاهب، مؤكداً إن إتاحة الحرية الثقافية سيصحح الصور المغلوطة ويخفف من حدة التطرف ويعمل على خلق الانسجام الاجتماعي؛ وهي ضرورة أمنية، على حد قوله.
وفي سياق تقييمه لمسار حوارات ولقاءات التقريب أكد السعيد أن إصرار بعض الفئات على اجترار دعاوى مستهلكة أجيب عليها مراراً وتكراراً، والتباين بين توصيات لقاءات التقريب وبين الثقافة العامة التي تبث إلى الشارع، كل ذلك يترك انطباعاً سلبياً لدى الشيعة، لكونه يُشعِر بأننا لا زلنا في المربع الأول، بحسب تعبيره.
وأضاف بأن هذا أصاب الكثيرين بالإحباط والتحفظ على المسار الواقعي للتقريب لا أهميته النظرية.
واختتم السعيد حديثه بأن جهود التقريب لن تحقق ثمارها المرجوة في واقعنا الداخلي إلا إذا تجاوزت الإشكاليات المزمنة التي لا تزال عصية على العلاج.