المرجع المُدرّسي"دام ظله": يامن أنتخبكم الشعب.. دعوا الأنانيات و أجلسوا على طاولة واحدة وأتخذوا قراراً حكيما

من يريدون للعراق ان يتمزق ويعود للمربع الأول فيأخذوا "أمنيتهم الشريرة" معهم الى قبورهم

شبكة مزن الثقافية


       
دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي"دام ظله" التيارات والساسة في البلاد الى الأبتعاد عن الانانيات والمصالح الشخصية  الضيقة، والاتعاظ من التجارب ، والجلوس على طاولة حوار صادق ومنتج لتوحيد الصف والكلمة والخروج بقرار صائب يخدم مصالح العباد والبلاد ويحصنها في وجه المخططات الارهابية والتحديات والدسائس التي يحوكها اعداء الشعب العراقي. وفي كلمة لسماحته القاها بمكتبه في مدينة كربلاء المقدسة أمام حشد من الشخصيات والوفود والفعاليات الثقافية والاهلية، قال سماحته " نحن في مفترق الطريق والضغوط تتراكم علينا، وأنتم ترون متى تتراكم علينا الضغوط، في أيام الانتخابات وايام  تشكيل الحكومة، وحين يريدون أن يغيروا إرادتنا وأن نتوجه لهم ونركع ونقبل ايديهم وأن نذل لهم ..".

واشار سماحته الى "دسائس ومشاكل ومؤامرات تقع اليوم في العراق" واوضح أنها  ليست وليدة اليوم فقط  بل "هي كانت قبل سقوط النظام وبعده سقوطه، وقد شاهدتم، و لعله ما كان في كنانة المنافقين والكفار والمدسوسين من  سهم حاقد إلا وأطلقوه على أبناء هذا الشعب" واضاف " أنظروا ماذا فعلوا؟ الفضائيات ماذا فعلت؟ والأموال دخلت في البلد في محاولة لتحريف اتجاههم، وأنواع الأسلحة والعمليات الارهابية التي استخدمت ضد هذا الشعب، أنها مؤامرات كبرى، لكن شعبنا بحمد الله لا يزال قويا  صامدأ، .. وليعلم هؤلاء الذي يريدون للعراق ان يتمزق ويتشرذم ويعود الى الحرب الطائفية والأهلية ويعود الى المربع الأول أن عليهم أن يأخذوا امنيتهم الشريرة هذه معهم الى قبورهم، لأننا نملك ما نملك من ركائز القوة ، وأعظم ما نملك ديننا وقيمنا وولايتنا لأهل البيت  هذه الولاية العصمة، هي الكهف الحصين و الصراط المستقيم والعروة الوثقى و التي أمرنا الله تعالى بالاعتصام بها ، والتي قالت عنها الصديقة الزهراء في مسجد أبيها في المدينة المنورة: وولايتنا حصن للأمة.. هذا هو شعبنا .. فماذا يظن  الاعداء وبماذا يفكرون؟!.

وفي اشارة الى التفجيرات الاجرامية التي ترتكب بحق أبناء الشعب في أكثر من محافظة، ومنها قيام الارهابيين بتأجير منازل وغرفاً في مبانٍ شكنية في بغداد وتفخيخها وتفجيرها بالساكنين وقتلهم، قال سماحته  إن هذا لايمكن أن يسمى الاّ  "نذالة وجريمة كبرى" وليس " شجاعة وشرفا او بطولة و نظالاً " كما يزعم مرتكبوها، واوضح بالقول أن اعداء الشعب من الارهابيين ومن يقف ورائهم " هؤلاء مجموعة شياطين ولديهم  أدواتهم وتنظيماتهم، وخاطبهم سماحته  بالقول " انتم الذين تفعلون هذا الشيء، ويامن تساندونهم وتقفون وراءهم .. أن لم يكن لكم دين وكنتم لاتخافون المعاد ، فكونوا أحرار في دنياكم إن كنتم عُربا كما تزعمون ، وهذه كلمة  الإمام الحسين في كربلاء لاعداءه وقتلته".

واشار في هذا السياق الى أن الاعداء "من جهة يبعثون هؤلاء المسوخ والعلب المتفجرة.. ولكن من جهة ثانية أيضا يحاربون شعبنا  أيضا ببث دعايات وشائعات  وشبكات وأفكار " وتابع " ولكن نقول لهم كلا، نحن آخذين بفضل الله بالحبل القوي المتين، فحبلنا قوي وتمسكنا به قوي أيضاً ولذلك لا يمكنهم أن يفعلوا شيئاً" واستدرك بالقول"  ولكن أعود وأقول: ياأخواني هذا الحبل الذي نتمسك به، حبل القرآن و الولاية، يجب أن يُوضَح ويعزز أكثر فأكثر، العلماء والخطباء والمفكرون وكل من يستطيع يجب أن يعمل على عودة المجتمع  و الناس عودة حقيقية وفاعلة الى القرآن لإنه نور وحياة و هو الذي يفتح لنا الطريق ويبين لنا ما هي مسؤوليتنا.. وأيات القرآن الكريم تبين لنا أن  الهدف الأسمى من البأساء والضراء هو أن يصل  الانسان مستوى الضراعة ، وهي أن تسقط الحجب ما بينه وبين رب العزة، فيتوجه اليه بصدق النية، و يفتح قلبه على نوره سبحانه ..

 فيا أخواني، يا شعبنا، يا أهالي الشهداء والمجروحين، يا أيها المجروحون، ما هذه إلاّ امتحانات وابتلاءات ستنتهي بإذن الله  وتصبح أحاديث ، لكن أصمدوا ، ولنتوجه جميعا  الى الله .. فإذا اعطانا تعالى  النعمة فلا نطغ بها، وإذا انتشر الأمن فلا نذهب وراء المفاسد، ولنطهر أنفسنا من بعض المفاسد والحالات السيئة التي تظهر في مجتمعنا.." وتابع بالقول " نحن شعب و بلد الرسالات والأنبياء فلا نذهب وراء السفاسف.. وأنت يا موظف لا تأخذ رشوة، وأنت يا جندي ويا شرطي أخدم خدمة صحيحة، وأنت يا رجل  لطالما دعوت حتى تكون حكومة في العراق لتخدم، وقد وصلت الآن الى الكرسي والمنصب فلا تمد يدك الى جيوب الناس وجيوب المساكين، وانتم ياسياسي، تجلس اليوم في بغداد وقد انتخبك الناس،  فوحد صفك مع اخوانك وجماعتك وتنازل عن حقك قليلاً ، نعم هو حقك، ولكن الله سبحانه يصف المؤمنين بإنهم: "أذلة على المؤمنين" و: "رُحَمَاء بَيْنَهُمْ" ، حسنا، نقول حقك واستحقاقك الانتخابي، وليس هناك مشكلة، ولكن تواضع و تنازل قليلاً لاخوانك من أجل هدفك وقضيتك  وخدمة هذا الشعب.. ودعوا الانانيات والمصالح الضيقة  والتفكير في فخفخة الدنيا،  وفكروا قليلا  في الآخرة والصراط والحساب.... فمن تواضع لله رفعه الله، ومن يتكبر فإن الله يوكل به ملكاً يضرب على رأسه الى الأرض، فتعالوا نتواضع الى الله ونحب بعضنا ونجلس على طاولة واحدة ونقرر قرارا  واحد حكيما،  وهذا الكلام لا أقوله للسياسيين فقط وإن كانوا هم الأولى به، ولكن الحديث أيضا  لشعبنا ، أن  تعالوا نوحد انفسنا ونصفي نياتنا ونصدق فيها ونحب بعضنا البعض ونتحدى أعداءنا، وونواجه التحديات..".