الشيخ السعيد: المؤسسة الدينية مسؤولة عن صيانة الهوية الدينية للمجتمع
أكد إمام وخطيب جمعة العوامية الشيخ عباس السعيد على أن صيانة الهوية الدينية للمجتمع هي مسؤولية ينبغي أن تتحملها المؤسسة الدينية وأن القول بكون المجتمع متعدد القناعات والاتجاهات لا يرفع مسؤولية التذكير والتواصي بالحق.
وفي معرض علاج إشكالية (دور المرأة) وعلاقتها بمحيطها الخارجي- والتي أثيرت مؤخراً- أشار السعيد إلى أن الدين لم يجعل المرأة حبيسة الدار وإنما فتح لها أبواب المشاركة الاجتماعية وفق ضوابط الستر والعفة والحشمة في التعامل مع الرجال الأجانب.
وبين أن إتهام الفكر الديني بأنه المسؤول عن تراجع الدور الاجتماعي للمرأة ليس في محله لكونه يتغافل عن كثير من الانتاجات الثقافية التي تؤصل للدور الاجتماعي والعام للمرأة.
من جهة أخرى أوضح أن الخطاب الليبرالي يدعو إلى ما يسميه (الاختلاط العفيف) بين الجنسين لتحقيق ما يسمى بالتواصل الثقافي معقباً أنه بصرف النظر عن براءة هذه الدعوات من عدمها إلا أن البشر يبقى بشراً والتعامل مع الجنسين كما لو كانا جنساً واحداً خلاف السنة التكوينية على حد تعبيره.
وأضاف إن الاختلاط بين الجنسين وإن كان جائزاً في نفسه وبالعنوان الأولي إلا أنه قد يحرم إذا ترتب عليه الفساد وأنه لا يصح النظر إلى الأحكام الأولية من دون النظر إلى سياقاتها الواقعية وأكد على أن الاختلاط يبقى أمراً غير محبب لدى الشارع على حد قوله.
وفي سياق التفكيك بين رؤية الدين والمتدينين بيَّن السعيد أن دور المرأة حجبته العادات والأعراف والتقاليد والأفهام المغلوطة للدين وأن ما عليه بعض الاتجاهات الدينية التي تتوجس من حضور ومشاركة المرأة بحاجة إلى إعادة نظر.
وعن بيان كيفية التعاطي مع التحولات الاجتماعية الجديدة التي تمس وضع المرأة والتي قد تحدث بفعل وسائل الاتصال الإعلامية والثقافية أشار السعيد إلى ضرورة التمييز بين ما يتعارض مع القيم وبين ما يتعارض مع الأعراف والتقاليد.
وأضاف أن هذه التحولات إذا كانت تخالف بعض الأعراف التي لا رصيد لها من الشرع ولم تكن هذه التحولات تتعارض مع قيم الستر والعفاف والحشمة وكانت لها مصالح معتبرة أخذنا بها أما إذا كان هذا التحول والجديد مخالفاً للقيم رفضناه حيث أن الدين وسط بين التشدد والميوعة بحسب وصفه.
واختتم حديثه بإلقاء المسؤولية على المؤسسة الدينية أن تصون الهوية الدينية للمجتمعمبيناً أن تعدد القناعات الثقافية لا يسقط مسؤولية التواصي بالحق وتذكير المجتمع بقيمه المثلى.