أنا الضحية
لست أفهم ما يريده من يحملون انتماءً للطائفة الشيعية ولو بالاسم من نشرهم أخباراً تسيء إلى الطائفة فتظهرهم تارةً بشخصية دراكولا و تارةً أخرى بشخصية الفسق و العهر وفي كل الحالات " أنا الضحية ".
إن ما ينشر على صفحات الجرائد اليومية مذيلاً بتوقيع أناس يقال أنهم من الشيعة تحمل مقالاتهم في ظاهرها توجهاً لإصلاح المجتمع و تارةً توجهاً آخر لإضفاء صفة الاعتدال ومواكبة العصر و التمدن – عبر السفور – و عبر مقالي هذا أطرح وجهة نظر شخصية أخاطب بها هؤلاء المحررين إذ أشعر أن مقالاتهم لا تحمل سوى إشاعة الفاحشة بين المؤمنين عبر تشويه صورة المجتمع الشيعي من خلال طرح صور شاذة وربما كان هذا التوجه للحصول على الشهرة و إرضاء الآخر و إن تم هذا على حساب المجتمع الذين هم أبناؤه.
لطالما كنا في معرض الدفاع عن انتماءنا و مجتمعنا المتدين الذي انتشرت فيه صور الفساد ولكن تمت محاربتها لتكون الأقل على مستوى البلاد وتفاخرنا بعلماءنا الذين هم امتداد لخط أهل البيت عليهم السلام ولم ندخل في حوار إلا و كنا أصحاب الكلمة العليا لأننا نعي جيداً معنى وأسباب ارتباطنا بالتشيع فلم يبخل العلماء بتوثيق هذا الحب و التمسك و المحاماة فينا و لكنني اليوم أطأطئ رأسي حين تتحدث زميلاتي – ممن ينتمين إلى المذهب السني – عن القضايا المطروحة في الصحف و التي تسيء إلى الصورة التي رسمناها أنا وزميلاتي الشيعيات عن مذهبنا و مجتمعنا و ما أثارني ودفع بقلمي لكتابة هذا الموضوع هو ما قالته إحدى المشاركات في ماراثون جمعية العطاء في تعليق على الصورة التي نشرت في الصحف لمشاركات لا يلتزمن بالحجاب الإسلامي فقالت أنها كانت أمام عدسة المصور وهي بكامل حجابها و تحمل شعاراً خاصاً بالسباق لكن المصور لم يلتقط صورتها بل بحث عن صورة جعلت الآخر يفكر بأن كل منتمية للطائفة الشيعية سافرة لا تلتزم بالحجاب الشرعي و لست في معرض الدفاع عن السباق أو منظميه ولكنني أشعر بالغيظ و الحنق إذ صرت ضحية بلا ذنب فزميلاتي يشككن بكلامنا و التزامنا بسبب الطرح الخاطيء و المسيء لنا و هذا غيض من فيض فطرح قضايا العنف وإلصاق هذه الصفة بنا هو وجه آخر فقد أظهر كاتب المقالات عن قضية والد سجن ولده في منزله بغية إصلاحه أن مجتمعنا غير متكافل و لا متراحم فلم يذكر تدخل أحد ليصلح ذات البين و لذا لجأ الولد إلى حقوق الإنسان لإنصافه . إن خيوط القضية متشابكة و معقدة و لا نستطيع نحن البعيدون عما جرى إطلاق حكم صريح و صحيح على ما حدث و الناس ليس لها إلا الظاهر و ما أطلبه من هؤلاء المحررين التركيز على الوجه الحسن للمجتمع الذي يزخر بالشرفاء و المؤمنين والمبدعين في شتى مجالات العلوم فهذا حق المجتمع عليهم .