من جديد مؤلفات المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي..
الإمام المدرسي : (سورة النور) دراسة قرآنية لاستنباط السُنن الإلهية
(سورة النور) دراسة قرآنية لاستنباط السُنن الإلهية
تتأكد الحاجة الى القرآن الكريم يوماً بعد آخر مع ازدياد المسافة بيننا وبين كتاب الله المجيد الذي يفترض ان يكون دستورنا نحن المسلمون، ونباهي به العالم كآخر كتاب سماوي لم يأته الباطل من بين يديه ولا خلفه، لكن مع ذلك نجدنا نساير طائعين بقية الأمم والشعوب التائهة والحائرة في مناهجها الاجتماعية والاقتصادية، فهي تعيش الانحطاط الاخلاقي والضبابية في الفكر والتسطيح في الوعي، ومن هنا جاء الاهتمام الخاص من لدن سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي – دام ظله- بتقريب المسافة بين المسلمين وبين كتابهم المجيد، فجعل القرآن الكريم بمنزلة الروح لمسيرة حافلة بالعطاء الثقافي والفكري، فاطلق مبادرته الرائدة في (التدبّر في القرآن الكريم)، في محاولة شجاعة لكسر الطوق التقليدي للتعاطي مع القرآن الكريم والذي كان مختصاً على العلماء والمفسرين والباحثين، ومحاولة تشجيع المسلمين والمؤمنين للتدبر في الكتاب الكريم، وذكّر بالآية المباركة "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أفقالها".وحتى تكون الفكرة مجسّدة على أرض الواقع إرتأى سماحة المرجع المدرسي لأن يودع التدبر في القرآن الكريم بين دفتي كتاب يضاف الى مكتبته الثقافية والفكرية الحافلة، والكتاب الذي بين أيدينا ومن المتوقع أن يكون انطلاقة لسلسلة من كتب التدبر في القرآن الكريم، حسب السور القرآنية، يتناول سورة (النور) ذات الاهتمام الاجتماعي والأسري بالدرجة الأولى، قد أسلم المؤلف يراعه للآيات المباركة لتضيء لنا بالتسلسل المفاهيم الاخلاقية والتعاليم السامية والحضارية الكفيلة ببناء مجتمع وأمة متماسكة مؤهلة لأن تكون "خير أمة أخرجت للناس"، فمن الآية الأولى من هذه السورة المباركة وحتى الآية الأخيرة، بيّن سماحة المرجع المدرسي مختلف القضايا والأمور التي تعيشها الأسرة اليوم، في مقدمتها الحثّ على الزواج و (النكاح) على أنه (سنّة فطرية)، كما يعبّر عنها المؤلف، وأيضاً قضية الاثارة الجنسية، أحكام النظر داخل وخارج الأسرة وإشاعة الفاحشة ومواجهة وساوس الشيطان والتربية الجنسية للأطفال، ومواضيع أسرية واجتماعية ونفسية تناولتها سورة (النور) المباركة.الكتاب مكون من (258) صفحة من القطع المتوسط، الطبعة الأولى عام 2010، الناشر مركز العصر للثقافة والنشر.وجاء في مقدمة كتاب كتاب (بينات من فقه القرآن)، وبقلم سماحة المرجع المدرسي: (وفقني الرب سبحانه، وبفضل أحاديث الرسول الأكرم وأهل البيت (صلوات الله عليهم) للتدبر في كتاب ربنا العزيز، وهكذا جعلته محورأحاديث وبحوثي الفلسفية والأصولية والفقهية والاجتماعية والسياسية وذلك على مدى أربعة عقود من الزمن... وبعد عودتي الى مدينة جدي الامام الحسين (عليه السلام) بعد سقوط نظام الطاغية بالتدبر في آيات الكتاب في محضر علماء البحث وبعد دراسة الفقه، وكان من بين السور المباركة التي تدبرت فيها سورة (النور)، وكذلك تدبرت في السورة ذاتها بمحضر علماء مدينة طهران في ليالي شهر رمضان المبارك، وكان من عظيم فضل الله عليّ أن وفقني لتحرير تلك التأملات وأرجو أن أكون قد وفقت لخدمة القرآن الكريم).