خدمات العريفي والإنقسام الجديد

 

  كنت أتسائل في نفسي إلى اي مدى سنصل .. وإلى أي هاوية يريدون أن نصل؟ ،الحروب والدماء والتكفير والسيطرة على العقول والذل والإذعان أهذا ماتريده هذه الفئة على مر العصور ..؟

بعد التصريحات التي قام بها العريفي أظهرت لنا وبشكل واضح وصريح من يقف وقفة منصف من اهل السنة .. وبمجرد الوقوف على تداعيات الحدث نجد الكثير من السنة تعارض وترفض هذا الفكر التكفيري والطائفي المتشدد والمتزمت والجاهلي في الحقيقة ..والذي عبروا عنه من خلال أصواتهم وأقلامهم ومنشوراتهم المختلفة على الشبكة وفي الصحف بطرق مباشرة وغير مباشرة ..ليظهر لهم ما يعارضهم من قعر دارهم وهم غافلون عن ان هناك عقول وضمائر حية ووطنية تجري في دمائهم الإنسانية وإنصاف المظلوم أيً كان عرقه ومذهبه.

 فهل سنشكر العريفي على هذه الخدمة في بيان المحق والمتخلف ومن يقف مع من ..! ، ومن يحترم الأخر وحقوق الأنسان بغض النظر عن دينه وعرقه وجنسه .ولأنه كلما قذف الشجر المثمر تساقط رطباً جنياً ..فالخدمة الأخرى التي أسداها العريفي هي الإنتقاص من شخصية وصلت إلى درجات عالية من القرب إلى الله ومن الإرتقاء والسمو ومليونية الأتباع من كل بقاع العالم فيكون بذلك قد سلط الأضواء عليها و فتح الباب أمام من لا يعرف السيد السيستاني ليبدأ مرحلة البحث والتنقيب عنه والتعرف عليه وعلى شخصيته وليس مستبعدا ان يتأثر بفكره القويم ونهجه وهو نهج رسول الله وأهل بيته عليهم الصلاة و السلام فيدخل شيء في قلبه ربما تكون نقطة لهدايته بإستثناء طبعا أصحاب القلوب المريضة التي تستعصي على الهداية ، المتحجرة في قعر القبلية والطائفية والتكفير المطلق    والخدمة الأخر التي لا تقل أهمية عن الأولى ، تعري الأفكار وصبغ الخطب والدعوة بالغل والحقد الذي يكنه هؤلاء للأخرين وبالأخص الطائفة الشيعية،هذا الفكر الذي يكفر الجميع بإستثناء نفسه فقط ، وهذا التعري أمام العالم فاضح لدرجة تباين الفرق بين الفكر الوهابي وبين أهل السنة فهل سنشهد إنقاسماً سني سني ..! ، وبمعنى أوضح سني وهابي بعد ان عرف واتضح لأهل السنة كل هذه الفروق الموجودة أصلا والتي بدات تظهر إلى السطح اليوم.

ولك ان تقف على ردات الفعل من كلا الطرفين  .. فبعد تصريحات السيد السستاني بتهدأة الشيعة وحثهم على الاخوة وعدم مقابلة الإساءة بالإساءة ، نجد العريفي واصحابه مازالوا يواصلون حملتهم الشنيعة بمزيد من التصعيد والتمزيق بين أبناء البلد الواحد، كما بدا ذلك بنشر مطويات أطلقوا عليها "حقائق عن السستاني" في محاولة يائسة منهم لإحقاق الباطل و زرع الفتنة في ظل صمت الحكومة التي تتعامل مع الأمر وكأنه لا يعنيها .

 موقف أخر يحسب للشيعة التي تضامنت مع اهل السنة المنصفين لتعقد محاضرات وملتقيات لنشر فقة التعايش بين المذاهب المختلفة وذلك حين نظم مركز الفقاهة للدراسات والبحوث الفقهية بالقطيف على مدى يومين "الملتقى الفقهي السنوي الأول" بعنوان «فقه التعايش في الشريعة الإسلامية» حفاظا على الوحدة وحقن الدماء وعدم الإنجراف في سيل الطائفية التي بدأها العريفي والذي بدأ في الغرق فيه مجموعة من السفهاء وأصحاب العقول المغيبة والمحشوة بالتكفير والتفجير ..والذين تعدى الحد فيهم إلى تهديد الأصوات السنية التي تعارضهم بالقتل والتقطيع أن لم تصمت ، فشتان مابين هذه وتلك  ان مجرد الوقوف على مجريات الأحداث والتدقيق في مواقف الفئتين يتضح لنا الموقف الحق من الضال والأعمى والذي لا ندري حتى الأن ان كانت هذه الفئة موجهة ومدعومة لمصلحة خارجية .

من الطبيعي ان نشطح بعيداً حيث أن تمزيق المسلمين يتزامن مع مصالح الكثير من الدول الغربية والرغبة في السيطرة والإستعمار. ومن الطبيعي أذن أن نلوم المواقف الرسمية والحكومية على هذا الأمر والتمادي فيه ..حيث أنها تقف موقف المتفرج ..إلى أن يقع الفأس في الرأس وتشب المنطقة بالحروب الأهلية وتمتلى الكؤوس الغربية من الدماء البريئة ونتحول في طرفة عين إلى غزة اخرى