الشباب والعنف

هناك الكثير ممن تطرق الى قضية العنف لدى الشباب وأبدى رأيه  فيها وكلا يبدي رأيه ووجهة نظره لكن هذه أرائهم. من وجهة نظري البسيطة إنما هي نتاج لأمور قد ترتب عليها أشياء وهي لم تأتي من فراغ وإنما بنا عليها الزمن فعندما تشتري مزرعة او بستان تحتاج  لتوفير المواد الخاصة به من زراعة و سقي وسماد و فرش الأرض برمال جديدة هذه من ناحية المواد وبعد توفيرها تحتاج الى أيدي عاملة تقوم برعايتها إذا مع وجود هذين العاملين الرئيسيين معا سوف نحصل على الثمر أما عدم توفر احدهما  دون الآخر فلن نحصل على ما نريد .  فمع وجود الرعاية الجادة للشباب لن نرى العنف منهم فالشاب كغصن الشجر إذا أنحنى ولم يبادر الفلاح بتقويم هذا الأنحاء فسيبقى على انحنائه. إذا العنف هو سلوك مكتسب يغرس في نفس الطفل منذ صغره وينشأ معه خطوة بخطوة  الى ان يصل إلى ذروته لمرحلة الشباب والمراهقة وهي التمرد والعنفوان ولا يوجد تفسير واحد صريح لأسباب انتشار العنف بين الشباب وانما توجد عوامل عديدة تؤدي الى ذلك.

العامل الأول: وهو العامل الأسري فعندما يتربى الشاب على الدلال الزائد تتكون شخصيته بحيث يجب ان تلبى طلباته وإلا سوف يصول ويجول وعند ذلك نفقد السيطرة عليه وما أن تلبي طلباته أيا كانت معقولة أم لا يعود كما كان .

العامل الثاني: القسوة في غير محلها وأعني بذلك بحيث تقسي عليه بحق أو بغير ذلك فيجب ان يكون العقاب من جنس العمل ونتخذ قرار دقيق بتعقل ونتذكر دائما أننا نتعامل مع نفس بشرية لها أحاسيسها وعواطفها لا مع حيوان.

العامل الثالث: العاملة المنزلية ألتي تعود عليها الشاب منذ صغره و لربما أنشغل الوالدين عنه لفترات طويلة مما يؤدي الى أن يتربى على يديها .

العامل الرابع: وسائل الترفيه والتسلية التي تعلم الأبناء العنف فدائما نجد أن القصص التي تقدم للأطفال عبارة عن خير وشر أي أن هناك شخص شرير يحارب شخص خيربحيث تدور أحداث القصة في الصراع الذي يدور بينهما ولا يتم الانتصار على ذلك الشخص السيئ إلا من خلال العنف.

العامل الخامس: العاب الفيديو(بلي ستيشن)تحتوي على بطل ما يحارب عدو له الى ان ينتصر عليه,وإذا لم يخوض البطل أية معارك سوف تجد ضحكات الشر وكلمات التهديد فتارة يكون جسدي أو معنوي فلا بد ان نعلم أبنائنا عدم التجرد من الصفات الإنسانية فأنت تعلمهم من الصغر على السلوك الحسن ثم بكل بساطة يأتي من يهدمها.

العامل السادس: ممارسة الرياضة العنيفة مثل العاب القوى والمصارعة  فالشخص الذي يمارس الرياضة يريد أن يطبق هذه التمارين على أي شخص أمامه .

العامل الأخير: هو صديق السوء. أصدقاء المراهق لهم تأثير كبير على تكوين أفكاره ومعتقداته ولهم دور في رسم سلوكياته، هذه المرحلة تتسم بسرعة انتقال الخبرات بين المراهقين سواء أكانت هذه الخبرات من النوع الإيجابي أو السلبي، وتأثير المراهق على صديقه قد يفوق تأثير المنزل والمدرسة مجتمعين. وتتوافر فرص قضاء الفترات الطويلة بين المراهقين خلال اليوم الواحد سواء في المدرسة أو النادي أو حتى بسبب الجيرة، وهذه الفترات تسمح بانتقال الخبرات والأفكار دون رقيب، واستعانة كل منهم برأي الآخر في حل مشكلاته

وحري بالأسرة الإهتمام بتوفير الأنشطة التي تملأ وقت فراغ الشاب أو الفتاة خلال موسم الصيف حتى لا يجرفه التيار ولا يشغله أصدقاء السوء بتجاربهم السلبية ويصبح من الصعب علاج هذه الأزمة .. والسؤال لماذا العنف؟! انت عندما ترى مصارع الثيران وهو يضع الخرقة الحمراء ويلوح بها أمام الثور نجده يهيج وكذلك الشاب عندما يفقد السيطرة على أعصابه ومشاعره سواء كرد فعل طبيعي اتجاه موقف أثاره أو آذى مشاعره وهذه طبيعة في الشخص لعدم توفر صفة الصبر في مواجهة ابسط الأمور. ويعتقد الشاب الذي يميل الى العنف انه يحل مشاكله بهذه الطريقة بإخافة الآخرين واكتساب احترامهم لكنه لا يعرف أن النتيجة سوف تكون عكسية وهي عدم احترام الآخرين والانعزال عنه ثم كره الناس له.

  • كيف نتصدى للعنف عند الشباب؟

ينبغي على كل إنسان مؤمن ان يتحمل دوره في مواجهة العنف ولكن بجهوزية تامة ,أذكر بعض النقاط التي تساعدنا للتصدي للعنف.

النقطة الأولى:التحلي بالأخلاق والصبر وتحمل الأذى فمن لا يملك هذه الأمور لا يستطيع أن يصلح بين اثنين متخاصمين او متعاركين.

النقطة الثانية:قوة القلب والشجاعة والبأس وعدم الخوف.

النقطة الثالثة:التدريب على فنون القتال مثل المصارعة والكراتيه وغيرها

النقطة الرابعة:أن تكون مسؤلية التصدي للعنف على الجميع بحيث نكون معا يدا واحدة فأذا اتخذنا موقف الأنحياد لن نسلم على أنفسنا و أولادنا  من هؤلاء.

روي عن النبي أنه قال : لا تزال امتي بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر والتقوى ، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات ، وسلط الله بعضهم على بعض ، ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء.(1)

(1)وسائل الشيعة 16 : 56 ، ح 2 .