الشيخ العوامي يشدِّد على عدم الانجرار وراء الانفعالات والإثارات الطائفية
معلِّقاً على ما يروج من كلامٍ طائفي
شدّد سماحة الشيخ فيصل العوامي على عدم الانجرار وراء الانفعالات والإثارات الطائفية، والفعل ورد الفعل، خاصةً وأن الأجواء الإسلامية متشنجة طائفياً، مما يلقي بظلال سلبية على الأمة، مؤكّداً على ضرورة المراهنة على العقلاء والأخيار.
جاء ذلك في الخطبة الأسبوعية لسماحته التي افتتحها بروايتين إحداهما عن الإمام الصادق في الموثق يقول فيها: (رحم الله عبداً حبّبنا إلى الناس ولم يبغِّضنا إليهم، أما والله لو يروون محاسن كلامنا لكانوا به أعزّ، وما استطاع أحدٌ أن يتعلّق عليهم بشيءٍ، ولكن أحدهم يسمع الكلمة فيحط إليها عشراً). وثانيها في المعتبر عن عبد السلام الهروي أنه قال: (سمعتُ الرضا يقول: رحم الله عبداً أحيا أمرنا. فقلتُ: وكيف يحيي أمركم؟ قال: يتعلّم علومنا ويعلِّمها الناس، فإن الناس لو سمعوا محاسن كلامنا لاتبعونا).
حيث تساءل سماحته في البدء عن المراد بـ (محاسن الكلام)؟
وفي معرض الإجابة على ذلك أشار إلى أن كلام أهل البيت ليس فيه إلا الحُسْن، والإضافة هنا (محاسن كلامنا) بيانية، وليس كما قد بتصور البعض بأن في كلامهم محاسن وغير محاسن. ثم أضاف إلى أنه في روايات أخرى ما يشير إلى أن من أقرب القُرُبات إلى الله تعلُّم كلام أهل البيت وتعليمه للناس.
وعن أثر نشر فكر أهل البيت وتبيين علومهم آثار كبيرة بيّن أثرين منها، ما يعود علينا ومنها ما يعود على الآخر، فأما الأول: أن ذلك يعطي المؤمن عزّاً، وهذا ما عبّرت عنه الرواية المتقدِّمة (كانوا به أعز)، حيث ينظر الآخرون إلى أن أصحاب هذا الفكر أصحابُ كلامٍ رصينٍ، وفكرٍ أصيلٍ، وعقلٍ راجح، وهذا ما يدركه كل منصِف وإن كان مخالفاً. ونشر كلامهم وعلومهم ينبغي أن يكون دون تقوُّلٍ عليهم، أو إضافة ما لم يقولوه على كلامهم، (ولكن أحدهم يسمع الكلمة فيحط إليها عشراً).
أما ما يعود على الآخر، فأشار سماحته إلى أن الآخرين ينظرون إلى من يأتي بكلام منكرٍ مُدّعى بخفّةٍ وسذاجة، بخلاف من ينشر فكراً أصيلاً، وذلك يعود على الآخرين بأمورٍ، منها أنه يزرع المحبّة في قلوبهم تجاه أهل البيت -على أقل تقدير-، وربما اتبعوا منهجهم ، وهذا ما جاء عن الإمام : (فإن الناس لو سمعوا محاسن كلامنا لاتبعونا).
واختتم سماحته حديثه بملاحظاتٍ ينبغي الالتفات إليها، خاصةً في هذه الأيام التي تتناول فيها وسائل الإعلام بعض التصريحات المنبوذة كالتعرض لسماحة السيد المرجع السيستاني -حفظه الله- ومن هذه الملاحظات أن لا نجاري الآخرين في أخطائهم، حيث سمعنا وسنسمع الكثير من هذا القبيل، بحيث لا نرد إلا بكلامٍ يرضي أهل البيت ، حيث كانوا يتخذون أمثال هذه المواقف لإبانة فضلهم وفكرهم الأصيل. وأن لا نتخذ هذه الأخطاء ذريعةً للهروب، ومن ملاحظاته أيضاً، أن نترك التعميم فأهل السنةِ ليسوا كلهم أمثال هؤلاء المتشنجين المتطرفين، بل منهم المنصفون العقلاء الذين يتأذون هم أيضاً من أمثال أولئك، وهؤلاء من ينبغي أن نراهن عليهم، حتى نفوِّت الفرصة على المتطرفين من الطرفين، وذلك من خلال ما نتعلّمه من أهل البيت من التعامل بالأسلوب الراقي الرفيع.