حكـاية ... جـــدة
كنت أفكر في كتابة مقال تحت عنوان " حكاية جدتي " ولكني تراجعت عنه بعد أن كان حديث المجالس والمقاهي والبيوت وحديث الشارع بكل تنوعاته حول جراح العروس المؤلمة في سابقة لمتكن معهودة ولا متوقعه فأحببت هنا وضع المقال تحت عنوان " حكاية جدة " فيالها من حكاية مؤثرة والتي كان لها وقع خاص واثر كبير لدى مجتمعنا السعودي والآثار التي أحدثته جراء السيول الذي اجتاح الأخضر واليابس والثابت والمتحرك ، ولعلي لم أكن قريبا لمشاهدت تلك الصور المروعة عن كثب وهي بلا شك جرس إنذار يدق على مسامع المسؤولين والخسائر البشرية والمادية لتلك الكارثة ، وغزارة الإمطار الطبيعية والتي تجتاح الكثير من دول العالم من سيول وفيضانات بشكل كبير ولعل تسونا مي الفاجعة الأكبر من نوعها ولكن مع حجم تلك الحادثة إلا إن هنالك الأرصاد الجوية اعلنت عنها حيث جمعت الكثير من الإمكانيات لتصدي لها ولكن لقوتها المزلزلة حالة الا ان تقع الخسائر البشرية الهائلة ودمرت الكثير من المنازل والبيوت مع ذلك الكثير ممن تحدثت معهم حول هذه الكارثة كانوا في حالة من الدهشة والاستقراب ان تحدث بالخصوص في مدينة جدة تلك المدينة صاحبة التاريخ التليد والمجد العريق اذا من المسؤول عن تلك الكارثة ؟ وأين الأرصاد الجوية ؟ تساؤلات كثيرة تسائل عنها الناس ، ولعل استأذنا الفاضل محمد البكر في عموده بجريدة اليوم ارجع ذلك الى "تشري الفساد " وهذا نصه " حادثة جدة ليس لها عنوان الا " الفساد " فحكومة و عبر ميزانيتها الضخمة لم تبخل على العروس فخصصت في كل عام مليارات الريالات لدعم بنيتها التحتية ولكن الفضيحة كانت عندما تطايرت تلمك المليارات وبقية البنية التحتية كما كانت عليه قبل عشرة سنين " ولعل من المشكلات التي تورق الدول الفساد الإداري والتي لها الأثر في تخلف الدول وهتزاز البنية التحتية لكل قطاعاتها ، حتى على مستوى المشروعات الصغيرة ، والشيء بالشيء يذكر فعندما كنت واقفا أمام زفلتت احد الطرق ببلدتي ضمن السفلته العامة وتحسين المداخل والطرق بالاحساء قلت للمسؤول عن السفلته بقية جزء لم يسفلت وكان محاذيا لأحد المدارس فقال لي هذا الجزء سوف يوضع عليه رصيف فتبشرت خيرا قلت ما شاء الله راح يكون له منظر وجمال ، فنتهت السفلته والى يومنا هذا بقية الحال كذلك وعندما ذهبت إلى البلدية وخبرتهم بذلك فقال لي احد المسؤولين اكتب ملاحظاتك حتى لا نسلم مخصصات المؤسسة المشرفة على التنفيذ حتى تنهي ما تفضلتم به من ملاحظات ! فضحكت انا شخصيا مع احد الأصدقاء كان معي , فقلنا عجبا أليس من المفترض ان يكون هنالك متابعه من البلدية نفسها وتابعة المقاول في ذلك أم تنتظر المواطن هذا شيء ونزر بسيط ، ولعل الطريق التي يربط بلدتي بالقرى الأخرى بعد الانتهاء منه والكثير من طرق الاحساء لا يوجد احتياطات خاصة لتصريف مياه الإمطار وكل شوارعنا كذلك فتصريف مياه الأمطار مطلب وبالخصوص المدن القريبة من البحر ، زرت احد الدول والتى تسقط عليها الأمطار وبغزارة فكنت تلك الحظة في الفندق فسمعت هبوب الرياح وتساقط المطر فقلت في نفسي الآن بالخارج الأمور ما تسر والمستنقعات والحالة مزرية فما ان توقفت الأمطار حتى خرجت وإذا تلك الأمطار التي استمرت ساعات لم أجدها وكان الأمر لم يكن عندها شاهدت الطريقة التي تصّرف فيها المياه ، الأمر طبيعي ان يحدث في الدول مثل تلك السيول والفيضانات ولكن أين الاحتراز وان كنا نقول نحن بعيدين عن ذلك ونحن منطقة صحراوية ومنطقة لم يسبق ان حدث ذلك في تاريخها ، ولعل تلك الحادثة تذكر ني أحد السنوات التي مرت علينا بسقوط الأمطار بشكل كبير مع هبوب رياح عاتية مما احدث خسائر في البيوت وأشجار النخيل فيذهب الفلاح إلى مزرعته فيشاهد بعض نخيلاته متراكمة على بعضها البعض والمستنقعات فكانت سنة لم يأتي مثلها وانا اتذكر تلك السنة تماما اذا نحن ممكن نتعرض لتلك الكوارث الطبيعية كما ان هنالك احترازات مالية وممكن ان ينهار الأسواق المالية واخذ الحيطة والحذر او حتى الأمراض التي تظهر علينا بين الحين والآخر وأخرها مرض افلونزا الخنازير من المناسب ان نهتم بكل مامن شئنه وقاية للصحة العامة اذا البنية التحتية وصلابتها مهم والبحث عن الجودة والتى هي اهتمام كثير من الدول والقضاء على الفساد الإداري الذي هو أساس في تردي البنية التحتية والتخطيط السليم والمتابعة من قبل الجهات الخاصة وحكومتنا الرشيدة تسعى الى ذلك تماما ولكن على المسؤول الحرص على تنفيذ ما في العقود والمتابعة للمقاولين وأصحاب المشروعات والشركات المنفذة بشكل دقيق ولعل بادرة وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله على متابعة المنكوبين والتعويضهم وتصحيح الوضع وإعادة الحياة إلى طبيعتها وتشكيل لجان عاجلة في التحقيق في الكارثة وكذلك دليلا اهتمام القيادة ما من شئنه نهظة الوطن ورفع وسلامة المواطن.
وحكاية جدة تلك العروس الجميلة التى تحتضن ملايين الحجاج من الخارج ومقر التجارة والحركة السياحية والاقتصادية والثقافية وجماليتها والحضارة والنهضة التى تشهدها حارت بها ان لا تحضى باهتمام في مجال مصارفها الصحية ومواجهة الأمطار و السيول ، ان المناظر والصور التى وصلتني عبر البريد الالكتروني حول الكارثة فعلا مشاهد مخيفة فهي كارثة بكل ما تعنية الكلمة وما أحدثته من أضرار ولكن يبقى ان تدرس المسببات والأسباب وإيجاد أنجع الحلول من اجل ان نتلاف أمثال تلك الأخطار الطبيعية وكذلك متابعة الأرصاد الجوية بكل دقة واحترافية لما قد يتوقع حدوثه ، لذا قد تكون حكاية جدة فيها الكثير من المأسي والأضرار وما فيها من جراحات الفاقد والمفقودين والاضرارا المادية والممتلكات ، وما فيها من أسباب بالتالي هي لابد ان نواجه أمثال تلك الكوارث بعقلانية والعمل بجدية ومسؤولية لبناء وتعمير ما اجتاحته السيول وبالتالي توفير جميع الإمكانيات لتلك الأحياء المنكوبة والاهم ان الحرص على إيجاد حلول لا يجاد مصارف خاصة لمجابهت مثل تلك السيول والأمطار المزلزلة فعلى أمانة جدة الشيء الكثير بعد كارثة الأربعاء وخصوصا بعد شفط المياه وإجراء الصيانة والتعديلات وصيانة الطريق وأعمال النظافة لابد من دراسة الوضع لتلافي مثل تلك الكوارث فهي إنذار للمسؤولية الملقاة على عاتق الأمانة فنحن جرفتنا سيول جدة فكيف لو جرفتنا سيول تسونا مي كيف نصبح ؟ .