حرب استنزاف... في الحوادث المرورية
تطالعنا الصحف المحلية في صفحاتها"الحوادث "بعناوينها المختلفة حول حوادث المرور والتى لم يخلوا يوما الا وقرأت من المأسي والحوادث المروعة مصرع خمس ونجاة اثنين ، مصرع معلمين ونجاة 3 بطريق صفوى ، العناية الالهية تنقذ شابين وخمسيني بحادث مروع ،مصرع واصابة سبعة بحادثين بالطائف ، مصرع مواطنة واصابة آخرين بطريق الجبيل – الظهران ، مصرع مواطن بحادث مروع بالاحساء ، مصرع مواطن في حادث انقلاب وكأننا نخوض حربا ضروسا ونتكبد الخسائر البشرية والمادية وهذا لاشك يعتبر ضريبة التقدم التى ابرزها آثار حوادث المرور وانعكاساتها النفسية والاجتماعية والاقتصادية على المجتمع ، مما اثارة حفيظتي للبحث عن احصائيات عبر الشبكة العنكبوتية وكذلك صور لبعض الحوادث التى يهتز لها الوجدان وتتفطر القلوب , مشاهد تنفر من مشاهدتها ،ونتائج البحث والتجوال بالشبكة ازعجتني هذه الاحصائية والدراسة التى تقول أن عدد الذين قتلوا في حوادث السير خلال العشرة الأعوام الماضية بلغ 39441 شخصا. وكشفت الدراسة عن أن عدد الحوادث خلال نفس الفترة بلغ أكثر من مليون حادث.وأشارت الدراسة إلى أن السرعة هي العامل الرئيسي في الحوادث إذ يعزى إليها أكثر من ثلث الحوادث المرورية. كما تمثل مع "قطع الإشارة" 40 بالمائة من إجمالي أسباب الحوادث. وكانت آخر الإحصائيات الرسمية خلال السنوات العشر الماضية ذكرت أن الخسائر الناتجة عن حوادث المرور في السعودية بلغت حوالي 21 مليار ريال (4.2 مليار دولار) أي بواقع ملياري ريال سنويا. ، وفي العام 1428هـ كشف تقرير إحصائي جديد للإدارة العامة للمرور أن عدد الحوادث المرورية التي وقعت خلال العام 1429 بمختلف مناطق ومحافظات المملكة بلغت أكثر من 485 ألف حادث راح ضحيتها 6485 شخصا أي بمعدل 17 شخصا في اليوم الواحد. وأشار التقرير إلى أن عدد المصابين من جراء تلك الحوادث بلغ أكثر من 36 ألف مصاب وبلغت نسبة الحوادث الجسيمة 5 % من إجمالي عدد الحوادث وهناك 13 حالة وفاة لكل ألف حادث ومهما يكن دقة هذه الاحصائية الا ان الوقوف امام هذه الارقام تحتاج الى التصدي لوقف هذا النزف من الخسائر والوقوف امام المسببات الحقيقية لتلك الحوادث ، ومعالجتها والتركيز عليها ومما لاشك فيه ان الادارة العامة للمرور ممثلة بوزارة الداخلية تسعى لنشر الوعي بين قادة المركبات من خلال النشرات والتوجيهات الدائمة ووضع الوحات الارشادية المرورية والتى تصل بقائد السيارة الى بر الامان وسلامته ، ونحن بحاجة مستمرة لتلك التوعية ، والاهم من ذلك هو انجاز اعمال الطرق بسرعة حتى لاتكثر التحويلات التى قد تتسبب في كوارث وحوادث كما هو على طريق الاحساء الدمام والتى تكثر فيه التحويلات وخصوصا في السير ليلا ، اذا لابد ان نسعى الى تقليل الحوادث والحد منها وذلك لا يتم الا اولا اعداد دراسات متخصصة للوقوف امام احصائيات دقيقة ودراسة الآثار والأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والنفسية للحوادث المرورية والتخطيط العمراني للطرق وكذلك التوعية المستمر والحملات المرورية المكثفة و التعرف على اسباب الحوادث من خلال المركبة او من قائدها وكذلك الطرق ، الجانب الاخر والمهم هو وعي المواطن نفسه وحرصه على الحفاظ على روحه وارواح الاخرين والتقيد بانظمة السلامة المرورية من خلال الارشادات وحزام الامان والتقيد بالسرعة المطلوبة لكل طريق وبث الثقافة المرورية بين ابنائه واترابه وجيرانه حتى نكون كتلة مرتبطة بين المواطن قائد المركبة وادارة المرور ووزارة المواصلات نكمل بعضنا البعض من اجل سلامتنا جميعا ، ولعل اسبوع المرور والذي يحضى بتكثيف اعلامي وتوعوي اعتقد ان استمراره بشكل دائم طوال العام واقامة المعارض الدائمة ، كما انني اتمنى المديرية العام للمرور بالتعاون مع ادارة التربية والتعليم بوضع منهج دراسي مروري للمراحل الدراسية ،يضاف الى الاهتمام بالوحات الارشادية والتى تنعدم في قرى والارياف وحتى المدن كما تخطيط الشوارع وتحسينها مهم لسلامة قائدي المركبات ايضا نحاول ان نجد مكافئات خاصة من رجال الامن للمواطن المثالي وذلك مثل ما يوقف المخالف للمرور ويعطى مخالفة وجزاء ايضا الملتزم والسائق المثالي يكافىء من قبل رجل الامن ونشعر قائد المركبة باهمية الالتزام خلال هذا الحافز والموارد كثير في هذا المجال ولاشك ان الادارة العامة للمرور تسعى الى تخفيف تلك الحصائيات المخيفة وصور الحوادث المرعبة والتى تصل احيانا ابشعها وكانها كرة قدم من خلال تأهيل رجل الامن وتدريبه وجعله ذات جاهزية لخدمة الوطن والمواطن كذلك تقوم الادارة العامة للمرورمن خلال استخدام النظام تقنية شبكة الكاميرات الرقمية المتصلة بإدارات المرور وبمركز المعلومات لدى وزارة الداخلية وذلك عبر نظام ساهر ومن اهدافة تحسين مستوى السلامة المرورية، والرفع من كفاءة شبكة الطرق في جميع مدن المملكة ومحافظاتها، من خلال توظيف أحدث التقنيات المتقدمة فيما يعرف بمجال النقل الذكي، والعمل على إيجاد بيئة مرورية أنظمة المرور بدقة واستمرارية فاعتقد انها قادرة لتقليص تلك الاحصائيات التى تفوق من يدخل حربا من الحروب .