منبهاً إلى أن هناك فجوة كبيرة بين حِكم الصوم وبين ممارسة المسلمين
الشيخ السعيد: حركة التغيير لا تتقدم بدون الثقة بين الجماعات العاملة
أكد إمام وخطيب الجمعة بالعوامية سماحة الشيخ عباس السعيد -حفظه الله- على أهمية الثقة بين العاملين في الساحة الاجتماعية، مشيراً إلى دورها الأساسي في حركة التغيير والنهضة والتقدم.
وأشار سماحته في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام الحسين بالعوامية بتاريخ 29/8/1430 إلى أن اهتزاز الثقة بين الجماعات العاملة يعد جداراً يقف أمام التواصل والتلاقي، الأمر الذي ينهك المجتمع بالانقسامات.
وقد توقف سماحته متسائلاً: هل أن مجتمعاتنا تعيش أزمة ثقة بين العاملين في الساحة الدينية والثقافية؟ فأجاب بأن الواقع العملي هو خير جواب على هذا السؤال، إذ أن البرود الذي يخيم على علاقات الرموز الدينية والاجتماعية والثقافية، مضافاً إلى المسافات الفاصلة بين الجماعات، كل ذلك يكشف عن أزمة ثقة في واقعنا الاجتماعي.
ثم تعرّض الشيخ السعيد إلى الأسباب التي تؤدي إلى اهتزاز الثقة بين مختلف الفاعليات والجماعات، فأشار سماحته إلى: أن الثقة تغيب وتحضر بناءً على نظرة كل طرف إلى الأطراف الأخرى، بيد أن هذه النظرة تارة تكون مستندة إلى معرفة حقيقية، وتارة تكون مستندة إلى ظنون وأوهام لا واقع لها.
ولهذا ألفت سماحته إلى: أن الانطباعات التي نشكلها عن بعضنا البعض قد تكون مبنية على سوء الفهم والنقولات والتصورات التي تفتقر إلى الدقة.
كما أشار إلى: أن الثقة تبتني على المصداقية، والتي تتوقف بدورها على الالتزام بالقيم المشتركة، سواءً كان الأمر بين الجماعات العاملة في الساحات الاجتماعية، أو بين الشعب ونظامه السياسي.
وفي ختام خطبته الأولى أوصى الشيخ السعيد: بضرورة النقد الذاتي لتقويم المصداقية، مضافاً إلى ضرورة التواصل والحوار، والخروج من حالة العزلة والقطيعة.
وقد تحدث الشيخ السعيد في خطبته الثانية عن ضرورة استقبال شهر رمضان، فالفت إلى: أن شهر رمضان يعدُ فرصة سانحة من أجل أن يخرج الإنسان منه بنقلة نوعية في شخصيته إلا أن ذلك يتوقف على الإرادة الجدية لاستثمار أجواء هذا الشهر الكريم.
وفي سياق نقد تطبيق المجتمعات الإسلامية لفريضة الصيام أكد الشيخ السعيد: وجود الفجوة الكبيرة بين الِحكم الإلهية من تشريع الصيام، وبين التطبيق الخاطئ للمسلمين، فأشار في حديثه إلى عدة مفارقات بين النظرية والتطبيق، فذكر عدة أمور:
- أولاً: هل ننام الليل أم ننام النهار!
حيث أن تنمية الإرادة والعزيمة من حِكم الصوم الأساسية، وهي لا تحقق لمن سهر ليلاً ونام نهاراً.
- ثانياً: إلى من نستمع في شهر رمضان؟
هل نستمع إلى نداء الحق، أم إلى نداء الشياطين؟
حيث ألفت سماحته إلى: أن الاستماع إلى الناطقين باسم الشيطان والإنصات والمشاهدة للبرامج والمسلسلات التي تعرض السفور والمجون لا يعني إلا الابتعاد عن أجواء الرحمة الإلهية التي تحققت بنزول القرآن في هذا الشهر الفضيل.
- ثالثاً: هل نصوم عن الطعام والشراب والجنس فقط أم تصوم كل جوارحنا؟
فذكر سماحته: بأن حقيقة الصوم هو الإمساك عن كل المحرمات، وليس الإمساك عن الطعام والشراب والجنس فقط.
- رابعاً: هل أن شهر رمضان من أجل ضبط غريزة الطعام والشراب والجنس أم هو من أجل إثارتها؟
حيث الفت سماحته إلى: أن أحد الحِكم الإلهية من تشريع الصوم هو ضبط البطن والفرج، إلى أن الممارسة الاجتماعية قد تسير بالاتجاه المعاكس، حينما يجعل رمضان موسماً للتنافس على التفنن في إعداد الأطباق التي يسيل لها اللعاب، كما أكد على: ضرورة اجتناب القنوات الفضائية التي تعرض السفور والمجون في شهر الله الكريم.
وفي ختام خطبته أكد الشيخ السعيد إلى: أننا بحاجة إلى أن نستقبل شهر رمضان بعقلية مختلفة، نستحضر فيها الأهداف الإلهية السامية من هذه الفريضة الإلهية.
روابط صوتية لخطبتي الجمعة بتاريخ 29-8-1430 هـ
عنوان الخطبة (1) كيف نبني الثقة الاجتماعية؟
http://www.mediafire.com/?miomzg0mmaf
عنوان الخطبة (2) شهر رمضان بين حِكم التشريع وتطبيق المسلمين
http://www.mediafire.com/?mtyxnqgj2ad