بِهذا شُوه الإسلامُ في الغرب....!!
شروع المنظمات الهولندية وتماديها في مسلسل الإساءات المتكررة لديننا الحنيف ، وسكوت الدول الغربية على مثل هذه الأعمال ما هو إلى دعم واضح لهذه المؤسسات... ، ولو كان العكس لوجدت الإعلام الغربي والعربي يلهث شرقا وغربا دفاعا عن فكر ومعتقدات الغرب ، ولكن مع الإسلام والمسلمين يختلف الأمر تماما ، فتوجه الإساءات المهينة للإسلام في أقدس الشهور (شهر رمضان) ويضرب بشتى أنواع الدسائس والضغائن والتعدي وكل ذلك وكأنه أمر عادي ، ولماذا هذا كله..؟؟ ، هو لتشويه أساسات هذا الدين القويم وإظهاره بصورة معوجة عن واقعه الحيوي و الحقيقي ، والعمل على إلغاء دوره الرائد في خدمة الإنسانية جمعا ، ويعبر عن كل هذا بحرية الرأي والتعبير.
والمخزي المؤلم هو أن الدول العربية والإسلامية في سبات طويل ونوم عميق على كل ما يجري من مؤامرات وسياسات خفية لضرب الإسلام وأهله ، وكأن الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا بعيد ، وهنا تذكرني حادثة اللعين سلمان رشدي كاتب كتاب آيات شيطانية ، والفتوى الشهيرة التي أصدرها آية الله الخميني رضوان الله عليه في حقه والتي هزت الغرب بأكمله ، وحركت القيادات السياسية في العالم الغربي لإلغائها أو إيقافها ولكن دون جدوى . وضلت الفتوى تلاحقه في عقر داره ، حتى صار حبيس داره مختبئا فيها كالفأر في جحره ، واستمر العمل بالفتوى حتى بعد وفاته رضوان الله عليه ، وهذا ما نحن بحاجة إليه اليوم ، وقفة صادقة لرفع هذه المعانات عن الإسلام والمسلمين.
ولو تمعنا وتطرقنا لواقع هذه الإساءات المختلفة التي تعرض إليها الإسلام بصفة عامة والرسول الأعظم محمد بصفة خاصة ، لوجدنا أن هذه التجاوزات من أعداء الإسلام لم تكن وليدة صدفة ، ولم تأتي من العالم الخارجي ، وإنما أتت كرد فعل على أفعال وسلوك المسلمين أنفسهم ، وكذلك ثقافتهم الدينية ، فقد سطرت كتب المسلمين وبكل وقاحة ما لا يقبله العقل ويرضاه الضمير في الثقافة الإسلامية والكتب العقائدية ، مما ساعد الغرب على انتهاج هذا النهج المنحرف ، وكذلك قاموا بممارسات بعيدة كل البعد عن نهج الإسلام وخطة الرسالي السمح ، وانتهجوا نهجا معوجا ومتشددا بعيدا كل البعد عن قيم الدين الحنيف كالذبح العلني ، الأسر ، الخطف وكذلك الاعتداءات الجنسية على المخطوفين ومن ثم ذبحهم ، ودعمهم بذلك الإعلام المشبوه الذي روج لكثير من هذه الحوادث وأوصلها للغرب بصورة خاطئة ، وبهذا النهج الوحشي والهمجي أدخلوا الإسلام في دوامة الحقد والكره والعنصرية البغيضة لغير المسلمين ، وكان عاملا أساسيا لحمل الغرب على الحقد على الإسلام وأهله ، والانتقام منه وضربه بكل وسائلهم المشروعة والغير مشروعة.
كما أن هناك أمرا أدهى وأمر من هذا كله وهي الإساءات الموجهة لضرب الإسلام بالإسلام ، وأذى المسلمين لبعضهم البعض أكبر وأشد وطأة من إساءات الغرب للإسلام ويقول الشاعر:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهنّد
ما تعرض له قائد الأمة وسيدها محمد بن عبد الله من إساءات على يد المسلمين أنفسهم أقسى وأمر مما جاء من غير المسلمين ، فعندما تطالع وتقرأ بعض ما نقلته كتب المسلمين لا يكاد يصدق ، بل لا يقبله العقل ، ويشم منه رائحة النيل من الرسالة وصاحبها ، فهذه الأحاديث الموضوعة جاءت في اصح كتب المسلمين ، وبعضها نقلا عن زوج الرسول وأم المؤمنين عائشة ، هذه الروايات تمر على العوام من الناس بكل سذاجة وقبول وتجد آذان صاغية ، وأن هذه الدسائس دست لتشويه صورة الحبيب المصطفى بأفظع أنواع التلفيق والخبث والدس المبرمج للنيل من هذه الشخصية القدسية ، علما بأن هذا أفضل الخلق أجمعين ، وخاتم الرسل ، وسيد ولد آدم ، وللتوضيح ليس إلا نستشهد ببعض هذه الروايات التي تتناسب مع المقام ، علما بأن هناك المئات من هذه الروايات المنبوذة حتى عند رواتها ، لكنهم يروونها ويصححونها أحيانا ويضعفونها في مصادر أخرى:
حدثنا ابن فضيل عن مطرف عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيت جنبا فيأتيه بلال فيؤذنه بالصلاة فيقوم فيغتسل فأنظر إلى تحدر الماء من رأسه ثم يخرج فأسمع صوته في صلاة الفجر ثم يظل صائما قال مطرف فقلت لعامر في رمضان ؟ قال نعم سواء رمضان وغير ه . ...... [1]
- حديث طوافة : عن قتادة، عن انس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة. قال: قلت لأنس: أوَ كان يطيقه؟ قال: كنا نتحدّث انّه أُعطي قوة ثلاثين رجلا .[2]
- عن عائشه رضي الله عنها قالت سحر رسول الله رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الاعصو حتى كان رسول الله يخيل اليه انه كان يفعل الشيء وما فعله حتى اذا كان ذات يوم او ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ثم قال يا عائشة اشعرت ان الله افتاني فيما استفتية فيه اتاني رجلان فقعد احدهما عند راسي والاخر عند رجلي فقال احدهما لصاحبة ما وجع الرجل فقال مطبوب قال من طبه قال لبيد بن الاعصم قال في اي شيء قال في مشط ومشاطة وجف طلع نخلة ذكر قال واين هو قال في بئرذروان فاتاها رسول الله في ناس من اصحابة فجاء فقال يا عائشة كان ماءها نقاعة الحناء او كان رءوس نخلها رءوس الشياطين قالت يا رسول الله افلا استخرجتة قال قد عافاني الله فكرهت ان اثور على الناس فيه شرا فامر بها فدفنت .[3]
- أسابب نزول الآية الكريمة : ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ﴾ الأحزاب/37 . فقد روى ابن كثير في تفسيره أن زيد بن حارثة يُدعى " زيد بن محمد " قد تبناه النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فصار يدعى إليه حتى نزل ﴿ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ﴾ فقيل له : " زيد بن حارثة " . وكانت تحته زينب بنت جحش - ابنة عمة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - وكان قد وقع في قلب الرسول لو طلقها زيد لتزوَّجها ، فقدَّر اللّه أن يكون بينها وبين زيد ما اقتضى أن جاء زيد بن حارثة يستأذن النبي صلى اللّه عليه وسلم في فراقها . [4]
- وكذلك رزية الخميس وما أدراك ما رزية الخميس وأهوال هذه الرزية اللعينة .... [5]
هكذا صنف البعض الرسول الكريم ..!!! ، وهنا نسأل: كيف يراد من غير المسلمين عندما يقرءون تراثنا أن يحترمونا...؟ ، أم كيف تكون نظرتهم للرسول إذا سمعوا المسلمين يروون هذا الكلام بحقه ..؟ ، أليس هذا هو نبيهم المقدس في نظرهم ، فأين قدسية هذا المهووس بالجنس ومسحور...؟ ، الغاية من هذا كله هو طعن الرسول في شخصه الكريم ، فإذا شوهت هذه الشخصية وطعن فيها وعرضت بشكل مشوه ومريب ، أصبح سهلا التشكيك في رسالته ودعوته ، وهذا هو الهدف المقصود من هذا كله ، هو التشكيك في الرسالة.
عندما نقرأ الآية الكريمة التالية ، ونتمعن في تحليلها نجد أن كل ما نسب إلى الرسول يتبخر بمجرد قراءتها ، وكذلك المنصفين من المسلمين لو نظروا إلى هذه الآية بنفس النظرة لأزالوا نصف ما كتبوا في هذا المقام ، لأنه يتعارض معها تعارضا واضحا ، إلى أن نأخذ بالرواية ونترك النص القرآني في الآية ، وهذه الآية الكريمة نص صريح من القرآن الكريم يخالف وبوجه قاطع كل هذه التفاهات المرويه ، فقد قال جل شأنه:﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ﴾ [6] ، فإذا كان معظم وقته في الصلاة والدعاء وقراءة القرآن ، والمقصود بثلثي الليل هو آخر الليل وليس أوله ، فكيف ينام للصبح بدون غسل...؟؟ ، فهل نصدق القرآن أم الحديث ...؟ ، وأيهما أصح .!! ، وكذلك هوسه بالفحولة ، أين تأتي مع هذه الروح الإيمانية والتفرغ الخاص لعبادة الله ، وأين الوقت الكافي وهو يصرف ثلاث أرباع الوقت في الخلوة مع الله ، ألا يتضارب هذا مع القرآن أيضا ...!! ، وكيف صدقتم القوة لثلاثين رجل في الفحولة ونكرتموها في الجهاد ، أم لأنها هنا تخدم مصالح معينة...!!! ، وإن زيجات الرسول معظمها كانت من الثيبات الكبار في السن ، ومن يهوى الجنس لا يرتبط بهكذا عمر بل يبحث عن الأبكار، والدور الرئيسي من هذه الزيجات هو نشر الإسلام وتعليمه للنساء وليس الهوس الجنسي كما هو مزعوم عند البعض، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم أجل من هذا وارفع بكثير......!!!!!!!!.
أما قضية السحر ، وأن فلان كما روت قد فعلها ، فهناك إشكال كبير إن صدقنا ذلك ، فهذا يبطل ما جاء به صلى الله عليه وآله..!! ، وهل ما جاء به من الله ام هو من الساحر...؟؟ ، وكيف لنا أن نعرف هذا وخصوصا أنه لا يدري..؟؟ ، ولكن نقول لهؤلاء بأن الرسول لا يؤثر فيه السحر ولا يمكن أن يناله لا ساحر ولا غيره ، وكل الأمور المتمثلة في هذا المنحى لا تضر مع الرسول ولا تنفع ولا تؤثر ، فقد عصمه الله سبحانه وتعالى وأهل بيته الطاهرين من كل رجس ودنس وخبث ، والسحر ضمن هذه الخبائث وهو معصوم منه ، وهؤلاء لا يقربهم الباطل ولا يقربون إلى الباطل صغيرا كان أم كبيرا...!!!.
إذا هذا الدس واللمس في الهوس الجنسي والسحر والفحولة الزائدة والغزل الذي اتهم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لم يقصد به إلى الإساءة لشخص النبي الكريم ، وتشويه هذه الصورة الجليلة العظيمة التي تضيء لأهل السموات والأرض بقدسيتها وجلالها وشرفها وسؤددها ، وإذا طعن في شخصيته كان من الممكن الطعن في دعوته ، وهذا عامل قوي لدعم شخصيات أخرى قامت بأدوار مشبوهة ، فمن الممكن أن يقال كانت كما كان الرسول يغلط ، وهذا يتماشى مع الشخصيات الأخرى التي قامت وتقوم بمثل هذه المخالفات وتتناسب معهم في الشكل والمضمون.....
حقيقة تؤلمنا وتحز في نفوسنا هذه الدسائس البغيضة الحاقدة على شخص الرسول الكريم ، ويجب علينا جميعا أن نقف موقف التحدي ولا نتركها هكذا تعوم ، فالرسول مع كل هذا معصوم بأمر الله وقد ورد في كتابه الكريم [7] ، فهذا النبي العظيم قدس منذ ولادته حتى وفاته ، ولم يصل لهذه المرحلة إلى بقدسيته وعبادته وإخلاصه لله سبحانه وتعالى ، ويكفي مخاطبته بذات الله المقدسة عندما كان قاب قوسين أو أدنى ، هذا العظيم في خلقه الرفيع الشأن والجواد الكريم ، لن تؤثر أو تغير هذه المحاولات الشيطانية من مكانته الشريفة الجليلة ولا قدسيته ومقامه العالي عند الله والمؤمنين.
سائلين الله بالرسول أن يشملنا في مستقر رحمته وأن يحيطنا بدعائه وخيره وبركته ، وإن يستغفر لنا عند الله لتشملنا هذه الرحمة﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾.، اللهم إني أتيت نبيك مستغفرا من ذنوبي ، تائبا من خطأي متوجها إليك بنبيك نبي الرحمة فاغفر لي به كل ما أجرمت وما أخطأت وما أنت أعلم به مني يا أرحم الراحمين.....وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين ....ولا تنسونا من صالح دعاءكم.