الحسين(ع)..أحق من غير
حذر نــــزار حيدر من مغبة التعامل بنظرة طائفية مع نهضة سيد الشهداء سبط رسول الله الامام الحسين بن علي عليهما السلام، قائلا:
ان الحسين عليه السلام للناس كافة، فكيف بالمسلمين؟ اولم نسمع ونقرا احاديث رسول الله بحق الحسين عليه السلام منها قوله ﴿حسين مني وانا من حسين، احب الله من احب حسينا، حسين سبط من الاسباط﴾ و﴿الحسين احب اهل الارض الى اهل السماء﴾ و ﴿الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة﴾ و ﴿الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا﴾؟ فلماذا يتعامل البعض الى الان بنفس طائفي مع نهضته المباركة واهدافها الرسالية التاريخية؟ وكأن السبط ثار من اجل تحقيق مصالح فئة معينة من الامة، او كأنه ينتمي الى طائفة دون اخرى؟.
واضاف نــــزار حيدر الذي كان يحاضر في الحفل البهيج الذي اقيم في مركز الامام المهدي (عج) التعليمي في منطقة العاصمة واشنطن، بمناسبة ذكرى ولادته الميمونة في الثالث من شعبان:
ان نهضة الحسين عليه السلام نتيجة طبيعية لموقف الاصلاح الذي كان يجب عليه ان يتخذه بعد ان تراكم الانحراف في الامة حتى وصل الى ان ينزو على السلطة رجل فاسق فاجر شارب الخمر قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق والفجور يلعب بالقرود هو يزيد بن معاوية، ليتسمى بخليفة رسول الله وامير المؤمنين، في اول عملية لصوصية مسلحة (انقلاب عسكري) غير دستورية بكل معنى الكلمة يقودها بني امية، وهم الذين اضمروا العداء للاسلام ولرسوله الكريم واهل بيته الطاهرين منذ اللحظة الاولى لبزوع فجر دين الله الاسلام في الجزيرة العربية.
لقد تمثل الخلاف بين اهل البيت عليهم السلام وبني امية في اصل الدين وليس على السلطة والحكم كما يحاول البعض تصويره والايحاء به، في محاولة منه لتشويه الحقيقة والتقليل من قيمة الخلاف وجوهره.
ولذلك، فاذا اردنا ان نغور في عمق النهضة الحسينية ونقرا حقائقها كما هي وليس كما اراد بنو امية، علينا ان نعود قليلا الى الوراء، اي الى جوهر الخلاف وتاريخه، لان الحسين عليه السلام هو الامتداد الطبيعي لحركة الرسول الكريم ومواقفه، وكذلك لحركة ابيه امير المؤمنين عليه السلام وهو القائل في نص وصيته لاخيه محمد بن الحنفية (اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله وابي امير المؤمنين، اريد ان آمر بالمعروف وانهى عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحق فالله اولى بالحق ومن رد علي هذا اصبر حتى يحكم الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين﴾.
لقد انقسم الموقف من الاسلام عند بعثة الرسول الكريم الى قسمين؛
الاول، هو الذي آمن به كوحي منزل من السماء، فيما نظر اليه آخرون بانه من صنع البشر، فكان الخلاف في الجوهر من القضايا التالية:
اولا: ان الاسلام وحي من الله وليس من صنع البشر، يقول تعالى ﴿انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده، واوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وعيسى وايوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داوود زبورا﴾.
وفي اخرى يقول تعالى ﴿اتبع ما اوحي اليك من ربك لا اله الا هو واعرض عن المشركين﴾.
وفي ثالثة ﴿وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم﴾.
ثانيا: ان هذا الوحي بلاغ وليس فرض او اكراه، يقول عز وجل ﴿فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين اوتوا الكتاب والاميين ااسلمتم فان اسلموا فقد اهتدوا وان تولوا فانما عليك البلاغ والله بصير بالعباد﴾.
وفي آية اخرى ﴿واطيعوا الله واطيعوا الرسول واحذروا فان توليتم فاعلموا انما على رسولنا البلاغ المبين﴾.
وفي ثالثة ﴿ما على الرسول الا البلاغ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون﴾.
ثالثا: ان هذا البلاغ مخير الانسان في قبوله او رفضه، وان الله تعالى جعل بيده حق الاختيار بعد ان اوضح له الطريق، يقول تعالى ﴿انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا، انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا﴾.
رابعا: وان هذا الوحي يدعو الى صناعة امة واحدة، ليس فيها تمييز على اساس الجنس او الاثنية او اللون او اللغة، يقول تعالى ﴿ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون﴾ وان التنوع من صميم خلقة الله تعالى وفطرته التي فطر الناس عليها، يقول تعالى ﴿يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير﴾ وفي آية اخرى ﴿ومن آياته خلق السماوات والارض واختلاف السنتكم والوانكم ان في ذلك لآيات للعالمين﴾.
خامسا: وان هذا الوحي يبذل كل جهده من اجل تاسيس مبدا الاخوة بين المؤمنين، وليس التناحر والاختلاف والتمزق والتشتت، يقول تعالى ﴿انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون﴾.
سادسا: كما انه ينظم العلاقة بين الناس في الدولة الاسلامية على اساس الشورى وليس على اساس اغتصاب السلطة والوصول الى الحكم بالقوة والاكراه والعنف، يقول عز وجل ﴿والذين استجابوا لربهم واقاموا الصلاة وامرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون﴾ وفي قوله تعالى ﴿فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين﴾.
سابعا: والشورى لا تستقيم قبل ان يؤسس هذا الوحي لمبدا الحرية التي هي اقدس قيمة في حياة الناس، بدءا من؛
الف؛ حرية المعتقد، يقول تعالى ﴿ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين﴾ ويقول تعالى ﴿لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم﴾.
باء؛ حرية التعبير، يقول تعالى ﴿الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب﴾، وفي قوله تعالى ﴿الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله وكفى بالله حسيبا﴾.
جيم؛ حق الاختلاف، واحترام الراي والراي الاخر، يقول تعالى ﴿قل من يرزقكم من السماوات والارض قل الله وانا او اياكم لعلى هدى او في ظلال مبين﴾.
ثامنا: وكل ذلك من اجل ان يمنع الوحي الاستبداد، ومصادرة الحرية وحق الاختيار، يقول تعالى ﴿يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الارض فمن ينصرنا من باس الله ان جاءنا قال فرعون ما اريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيل الرشاد﴾ وفي آية اخرى ﴿قال آمنتم له قبل ان آذن لكم انه لكبيركم الذي علمكم السحر لاقطعن ايديكم وارجلكم من خلاف ولاصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن اينا اشد عذابا وابقى﴾.
تاسعا: واخيرا وليس آخرا، فان هذا الوحي يؤسس لدولة المواطنة، اي الدولة المدنية وليست الدولة الدينية كما يتوهم كثيرون، من خلال تحديد المعايير المدنية في التفاضل والحقوق والامتيازات والخصوصيات، ولذلك نلحظ ان كل الايات التي تتحدث عن هذه المعايير تعمم خطابها الى كل الناس وليس لفئة دون اخرى، كما في الايات القرآنية الكريمة التالية:
*﴿ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فاحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقوم يعقلون﴾.
*﴿ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم ان تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم﴾.
*﴿ان الله يامركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ان الله نعما يعضكم به ان الله كان سميعا بصيرا﴾.
*﴿واخذهم الربا وقد نهوا عنه واكلهم اموال الناس بالباطل واعتدنا للكافرين منهم عذابا اليما﴾.
*﴿من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا ولقد جاءهم رسلنا بالبينات ثم ان كثيرا منهم بعد ذلك في الارض لمسرفون﴾.
*﴿والى مدين اخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فاوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس اشياءهم ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها ذلكم خير لكم ان كنتم مؤمنين﴾.
*﴿يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير﴾.
ولقد استوعب الرسول الكريم كل هذا الخلاف في حياته، بمقومات وادوات عديدة، الا انه تفجر في لحظة وفاته وبسبب خطورة الموقف والتهديد الجدي الذي كان يتعرض له الاسلام كدين، كما يتضح ذلك من قول الامام علي بن ابي طالب عليه السلام، في كتاب له الى اهل مصر مع مالك الاشتر لما ولاه امارتها ﴿اما بعد فان الله سبحانه بعث محمدا نذيرا للعالمين، ومهيمنا على المرسلين، فلما مضى عليه السلام تنازع المسلمون الامر من بعده، فوالله ما كان يلقى في روعي، ولا يخطر ببالي، ان العرب تزعج هذا الامر من بعده عن اهل بيته، ولا انهم منحوه عني من بعده، فما راعني الا انثيال الناس على فلان يبايعونه، فامسكت يدي حتى رايت راجعة الناس قد رجعت عن الاسلام، يدعون الى محق دين محمد فخشيت ان لم انصر الاسلام واهله ان ارى فيه ثلما او هدما، تكون المصيبة به علي اعظم من فوت ولايتكم التي انما هي متاع ايام قلائل، يزول منها ما كان، كما يزول السراب، او كما يتقشع السحاب، فنهضت في تلك الاحداث حتى زاح الباطل وزهق، واطمان الدين وتنهنه﴾ بسبب من ذلك، آثر اهل البيت وعلى راسهم امير المؤمنين عليه السلام ان يسلك طريق المعارضة السياسية السلمية بعد ان القى الحجة على الامة، وهو ما يتبين ويتضح في اكثر من موقف وخطبة ورسالة له عليه السلام، ولعل من ابرزها قوله في خطبة قالها لما عزموا على بيعة عثمان ﴿لقد علمتم اني احق الناس بها من غيري، ووالله لاسلمن ما سلمت امور المسلمين، ولم يكن فيها جور الا علي، بتشديد الياء وفتحها، خاصة، التماسا لاجر ذلك وفضله، وزهدا فيما تنافستموه من زخرفه وزبرجه﴾.
وانما كان غضب امير المؤمنين حرصا على الدين وشفقة على المسلمين، وهو القائل ﴿ولكني آسى ان يلي امر هذه الامة سفهاؤها وفجارها، فيتخذوا مال الله دولا، وعباده خولا، والصالحين حربا، والفاسقين حزبا، فان منهم الذي قد شرب فيكم الحرام، وجلد حدا في الاسلام، وان منهم من لم يسلم حتى رضخت له على الاسلام الرضائخ﴾ او كما في قوله عليه السلام ﴿وقد علمتم انه لا ينبغي ان يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والاحكام وامامة المسلمين البخيل، فتكون في اموالهم نهمته، ولا الجاهل فيضلهم بجهله، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه، ولا الحائف للدول فيتخذ قوما دون قوم، ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق، ويقف بها دون المقاطع، ولا المعطل للسنة فيهلك الامة﴾.
الا ان هذا الدور انتهى وفقد فاعليته عندما نزى على السلطة يزيد بن معاوية، فاستبدل الامام الحسين عليه السلام هذا الدور بدور آخر اكثر فاعلية وتاثيرا واقرب الى الله تعالى ومرضاته، واامن على سنة رسوله الكريم انه دور النهضة الشاملة التي تهدف الى التغيير الجذري، على الاقل من اجل صناعة هزة عنيفة في ضمير ونفوس وواقع الامة التي كادت ان تتخدر بالاعلام المضلل وتبيع دينها بدنيا غيرها بالمال الحرام وتستسلم للسلطان الجائر وتنحني لجبروته بقوة السيف.
فالموقف عند ائمة اهل البيت يفرضه الواقع والمصلحة العليا وطبيعة الظروف، وليس اي شئ آخر، وهذا ما اشار اليه امير المؤمنين عليه السلام بقوله ﴿ايها المؤمنون، انه من راى عدوانا يعمل به ومنكرا يدعى اليه، فانكره بقلبه فقد سلم وبرئ، ومن انكره بلسانه فقد اجر، وهو افضل من صاحبه، ومن انكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين هي السفلى، فذلك الذي اصاب سبيل الهدى، وقام على الطريق، ونور، بتشديد النون وفتحها، في قلبه اليقين﴾.
ان وصول حالة الانحراف الى نهايتها بوصول يزيد الى الحكم بنظام الوراثة، هو الذي اغلق كل ابواب التغيير بوجه السبط الشهيد ما عدا باب واحد هو باب الجهاد والنهضة الحقيقية، فلم يعد الكلام ينفع، كما لم تعد المعارضة السياسية والدبلوماسية تنفع، والى هذا المعنى اشار الامام الحسين السبط عليه السلام بقوله في خطبة قالها في مسيره الى العراق ﴿ايها الناس، ان رسول الله قال؛ من راى منكم سلطانا جائرا مستحلا لحرام الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان، فلم يغير ما عليه من فعل ولا قول كان حقا على الله ان يدخله مدخله، الا وان هؤلاء، ويقصد سلطة بني امية، قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن واظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستاثروا بالفئ واحلوا حرام الله وحرموا حلاله، وانا احق من غير﴾.
وفي قوله ﴿انا احق من غير﴾ اشارة واضحة الى ما كان يمثله الامام عليه السلام في واقع الامة، اذ لم يعد غيره قادرا على التغيير والتصدي للانحراف، فمن اجل ان لا يدخل ما دخل فيه الطاغوت وحزبه وسلطته الجائرة، قرر الامام التحرك وانجاز المهمة وباي ثمن، الا الدين.
ولو كانت الامة قد تعاملت بايجابية مع نهضة الحسين عليه السلام لما استمر الانحراف في حياة الامة الى اليوم، ولما راينا اليوم كيف ان زمرة من (المسلمين) اغتالت قيم الاسلام الحنيف ومبادئه السامية واهدافه الانسانية، وحرفت وفرقت وغيرت من اجل ان تطوع الاسلام بين يديها تسخره كيف تشاء من اجل تحقيق مصالحها الذاتية ومآربها المشبوهة، ولما راينا كيف ان هذه الزمرة اختطفت الاسلام لتدعي انها الممثلة الوحيدة لرسالته وان على الاخرين الانصياع الى ما تعتقد به او الفناء من خلال فتاوى التكفير التي اباحت بها دم الاخر وماله وعرضه، مستغلة الدين وقلاعه (المساجد) لغسل ادمغة المغفلين وتحويلهم الى قنابل تتفجر هنا وهناك لقتل الابرياء من الناس، تحت شعارات ومسميات مقدسة كالمقاومة والجهاد والاصلاح وما اشبه.
ولقد اشار امير المؤمنين عليه السلام الى مثل هذا اليوم الذي نعيشه بقوله ﴿وانه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شئ اخفى من الحق، ولا اظهر من الباطل، ولا اكثر من الكذب على الله ورسوله، وليس عند اهل ذلك الزمان سلعة ابور من الكتاب اذا تلي حق تلاوته، ولا انفق منه اذا حرف، بضم الحاء وتشديد الراء وكسرها، عن مواضعه، ولا في البلاد شئ انكر من المعروف، ولا اعرف من المنكر﴾.
كما اشار الى ذلك بقوله عليه السلام ﴿ياتي على الناس زمان لا يبقى فيهم من القرآن الا رسمه، ومن الاسلام الا اسمه، ومساجدهم يومئذ عامرة من البناء، خراب من الهدى، سكانها وعمارها شر اهل الارض، منهم تخرج الفتنة، واليهم تاوي الخطيئة، يردون من شذ عنها فيها، ويسوقون من تاخر عنها اليها، يقول الله سبحانه؛ فبي حلفت لابعثن على اولئك فتنة تترك الحليم فيها حيران، وقد فعل، ونحن نستقيل الله عثرة الغفلة﴾.