ليلة الرغائب
ليلة الرغائب
-
وقتها:
الجمعة الأولى من شهر رجب الأصب.
- سبب تسميتها:
سميت بليلة الرغائب لما يرغب فيها من العطايا التي يمنحها الله لعباده.
- فضلها:
قال صاحب (إقبال الأعمال) وجدنا في كتب العبادات مرويا عن النبي ونقلته من بعض كتب أصحابنا رحمهم الله، فقال في جملة الحديث عن النبي في ذكر فضل شهر رجب ما لفظه: ﴿ لَكِنْ لَا تَغْفُلُوا عَنْ أَوَّلِ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ مِنْهُ فَإِنَّهَا لَيْلَةٌ تُسَمِّيهَا الْمَلَائِكَةُ لَيْلَةَ الرَّغَائِبِ وَسَاقَ الْحَدِيثَ إِلَى آخِرِهِ﴾.(1)
- أعمال ليلة الرغائب:
أولا: صيام يوم الخميس
حثت الـروايات على صيام كل يوم من أيام هذا الشهــر المبــارك
وأكدت على صيام هذا اليوم نظرا لفضله وفضل الليلة التي تليه – أعني ليلة الجمعة – وأهمية التفرغ والاجتهاد فيها للعبادة والتقرب إلى الله سبحانه.
ومع عدم القدرة على الصيام علينا أن نأتي بما يقوم مقامه.
قال صاحب الإقبال: أعلم أننا كنا قد ذكرنا ونذكر فضلا عظيما لصوم شهر رجب وليس كل أحد يقدر على الصوم لكثرة أعذار الإنسان وفي أصحاب الأعذار من يتمنى عوضا عن الصوم ليغتنم أوقات الإمكان فينبغي أن نذكر ما يقوم مقام الصيام عند عدم التمكن منه فإن الله جل جلاله بالغ في تركيب الحجة وطلب إقبال عباده عليه وصيانتهم عن الإعراض عنه وروينا في الأخبار عوضا عن الصوم المندوب يحتمل أن يكون عوضا لأهل اليسار وعوضا آخر يحتمل أن يكون عوضا لأهل الإعسار أقول فأما العوض الذي يحتمل أن يكون لأهل اليسار فقد رأينا وروينا بإسنادنا إلى محمد بن يعقوب الكليني وغيره عن الصادقين : أن الصدقة على مسكين بمد من الطعام يقوم مقام يوم من مندوبات الصيام، وروي عوض عن يوم الصوم درهم.
ولعل التفاوت بحسب سعة اليسار ودرجات الاقتدار وسيأتي رواية في أواخر رجب أنه يتصدق عن كل يوم منه برغيف عوضا عن الصوم الشريف ولعله لأهل الإقتار تخفيفا للتكليف.
أقول: وأما ما يحتمل أن يكون عوضا عن الصوم في رجب لأهل الإعسار فإننا رويناه بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي (ر ض)أنه قال و روى أبو سعيد الخدري قال؛ قال رسول الله ألا أن رجب شهر الله الأصم وذكر فضل صيامه و ما لصيام أيامه من الثواب ثم قال في آخره قيل يا رسول الله: فمن لم يقدر على هذه الصفة يصنع ماذا لينال ما وصفت؟ قال يسبح الله تعالى في كل يوم من رجب إلى تمام ثلاثين بهذا التسبيح مائة مرة؛ سبحان الإله الجليل سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له سبحان الأعز الأكرم سبحان من لبس العزة و هو له أهل.
أقول: فلا ينبغي للمؤسر (من الموسر) أن يترك الاستظهار بإطعام مسكين عن كل يوم من أيام الصيام المندوبات ويقتصر على هذه التسبيحات بل يتصدق و يسبح احتياطا للعبادات. (2)
ثانيا: الصلاة الخاصة بليلة الرغائب
روي عن النبي في فضل صلاة ليلة الرغائب: > وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُصَلِّي عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ هَذِهِ الصَّلَاةَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ جَمِيعُ ذُنُوبِهِ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ، وَيُشَفَّعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي سَبْعِ مِائَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ مِمَّنِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ<.(3)
وهي تتألف من اثنتي عشر ركعة تؤدى ركعتين ركعتين كصلاة الصبح ويقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة سورة القدر ثلاث مرات، وسورة الإخلاص (قل هو الله أحد) اثنتي عشرة مرّة.
وبعد الانتهاء من الصلاة كلها (12 ركعة):
- يقول المصلي سبعين مرة: ﴿ اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلى آلِهِ ﴾.
- ثم يسجد ويقول في سجوده سبعين مرة: ﴿ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ ﴾.
- ثم يرفع رأسه ويقول سبعين مرة: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيُّ الْأَعْظَمُ ﴾.
- ثم يسجد سجدة أخرى فيقول فيها سبعين مرة: ﴿ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ ﴾.
- ثمّ يسأل حاجته ، فإنّها تقضى إن شاء الله .
قال رسول الله : ﴿ مَا مِنْ أَحَدٍ يَصُومُ يَوْمَ الْخَمِيسِ أَوَّلَ خَمِيسٍ مِنْ رَجَبٍ ثُمَّ يُصَلِّي مَا بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ وَ الْعَتَمَةِ اثنا عشر (اثْنَتَيْ عَشْرَةَ) رَكْعَةً يَفْصِلُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ بِتَسْلِيمٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَإِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اثنا عشر (اثْنَتَيْ عَشْرَةَ) مَرَّةً فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ صَلَّى عَلَيَّ سَبْعِينَ مَرَّةً وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ، ثُمَّ يَسْجُدُ وَيَقُولُ فِي سُجُودِهِ سَبْعِينَ مَرَّةً: رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيُّ الْأَعْظَمُ. ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَةً أُخْرَى فَيَقُولُ فِيهَا مَا قَالَ فِي الْأُولَى، ثُمَّ يَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَتَهُ فِي سُجُودِهِ فَإِنَّهَا تُقْضَى ﴾.(4)