الشيخ الصيود : فضل ومقام وكرامات الزهراء عليها السلام
بمناسبة استشهاد فاطمة الزهراء سلام الله عليها ليلة الخميس 3 جمادى الثاني 1430 هـ ارتقى المنبر الحسيني في مسج الإمام الجواد بسيهات فضيلة الشيخ علي الصيود والذي أتحف المستمعين الكرام بالأبيات
لا تلومني لو هاجت أحزاني يا سلمان شنك ما تدري بالذي فعلت العدوان
ومن ثم باشر سماحته في طرح بحثه العلمي القيم مبتدءًا بقول رسول الله في حق بضعته الزهراء ( فاطمة بضعة مني وهي قلبي وروحي التي بين جنبي ) والذي يستحق من القارئ الكريم أن يعرف قيمة كلام رسول الله والذي قال عنه القرآن الكريم ( وما ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى " فإذا عرفنا حق المعرفة ماذا يعني رسول الله من هذا الكلام فحينئذ علينا أن نعرف أن الإنسان المخلوق هو أشرف وأكرم المخلوقات في الوجود بتأكيد الآية المباركة "ولقد كرمنا بني آدم"
والبحث دقيق وطويل ينقسم الى قسمين :
1- عالم المادة : ويتجسد في عالم الجسد وما يرتبط بنشأة الجسد الإنسان غريب وعجيب والقرآن تحدث عن بديع خلق الله لكن عندما يأتي الى صورة وشكل الإنسان الطريقة تتغير لهذا المخلوق ولكن على أي صورة تكون أعضاء وأنسجة الجسم المختلفة والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم " " في أي صورة ما شاء ركبك " والآية الثانية " ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم"الإنسان هو من ناحية شكله وبدنه وهيكله هو أبدع وأروع وأحسن المخلوقات ومن ناحية تكوين الإنسان فالإنسان عجيب منذ انعقاد النطفة الى أن يكتمل فهناك من الناس يخرجون الى الحياة وهم مصابون بمرض معين والذين هم بأمس الحاجة الى الأجهزة الطبية حتى تُشغِل بعض الأعضاء البسيطة وتقوم بعمل وظيفة بسيطة من وظائف هذا الجسم ولذلك أحد علماء الغرب الطبيب الأمريكي ألكسيس كاريل ألف كتاب "الإنسان ذلك المجهول" ويقول فيه أن جسم الإنسان شيء غريب وعجيب في أمره والى الآن لم يكتشفوا الا القليل ماذا يحتوي وماذا يحمل هذا الإنسان المخلوق الغريب ؟ والإنسان مكون من ماء مهين الى أن تحَول الى انسان صاحب عقل باهر وما أن يحمل قطرة من العلم الاّ ويجادل رب العالمين والذي يقول عنه القرآن ﴿خَلَقَالإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ ﴾ (النحل :4) ﴿أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ . أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الخَالِقُونَ ﴾(الواقعة:59،58).
2- عالم الروح : بعد أن تحول خلق الإنسان من نطفة من مني يمنى ، وأودعت الروح في هذا الجسد يكون له نوعية وخصوصية الى أن يصبح بشرا سويا والأعجب من ذلك عند ذكر الآية الكريمة قول الباري عز وجل في كتابه الكريم " ثم أنشأنه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين" عندما أودعت هذه الروح في جسد ذاك الإنسان الضعيف " فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ. [الحجر:29] فالروح أمر غريب في عالم الذر ( عالم الغيب) فجهاز الإنسان يتعاطى مع عزة الله مع جلال الله مع قدرة الله مع عظمة الله مع بهاء الله هذا الجهاز مع عظمته ليس فقط يتعاطى مع عالم الغيب بل يتعاطى مع غيب الغيب ففي حالات معينة هذا الجهاز يستشعر بالخوف من الله وهناك من أمده الله سبحانه وتعالى بالعلم الغيبي " والله لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً " ولا شك ولا ريب هناك أصحاب أرواح وهمم عاليه وأعلى الأرواح وأشرف الأرواح وأعظم الأرواح التي تسشعر بعظمة الله وبقدرة الله وبهاء الله هي روح نبينا محمد .
إذن دقق ماذا كان يعني كلام رسول الله حين قال في حق ابنته فاطمة الزهراء ؟ فاطمة بضعة مني وهي قلبي وروحي التي بين جنبي حتى يؤكد للبشر فضل ومقام وكرامات الزهراء الذي لا يغيب عنها جلال الله عظمة الله وبهاء الله فخلق فاطمة بيد القدرة وبيد العظمة ومن شجرة الجنّة ومن عنصر ملكوتي في صورة إنسان، فهي حوراء إنسية كما ورد في الأخبار، والنبيّ كان يقبّلها ويشمّها ويقول: أشمّ رائحة الجنّة من فاطمة، ففاطمة الزهراء خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً حتى أن أسماء عندما دخلت على فاطمة وهي نائمة تعجبت منها وهي تسبح وتهلل وتكبر ولا تفتر من التسبيح و الرحى تتحرك ومهد الحسين يهتز وصوت يسبح وفاطمة نائمة فعند رجوعها الى رسول الله قالت له رأيت عجبا وقصت عليه ما رأت فأجابها بأن ابنته فاطمة كانت صائمة فأجهدها التعب وأوكل الله بخدمتها أشرف ملائكته جبرائيل وميكائيل واسرافيل . وأشار فضيلة الشيخ في بحثه ولعل هذا التسبيح المعروف بتسبيح الزهراء والذي جاء عن الإمام الباقر قال : « ما عبد الله بشيء أفضل من تسبيح فاطمة الزهراء (عه ) ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله (ص ).
السلام عليك يا فاطمة بنت رسول الله ورحمة الله وبركاته.صلى الله عليك وعلى روحك وبدنك اشهد انك مضيت على بينة من ربك وان من سرك فقد سر رسول الله.ومن جفاك فقد جفا رسول الله.ومن آذاك فقد آذى رسول الله.ومن وصلك فقد وصل رسول الله.ومن قطعك فقد قطع رسول الله.لأنك بضعة منه.وروحه التي بين جنبيه كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله اشهد الله ورسوله وملائكته أني راض عمن رضيت عنه ساخط على من سخطت عليه.متبرئ ممن منه موال لمن واليت معاد لمن عاديت .مبغض لمن أبغضت .محب لمن أحببت وكفى بالله شهيدا وحسيبا وجازيا ومثيبا.