المرجع المُدرّسي"دام ظله": معالجة الأزمات في العراق بالانفتاح

شبكة مزن الثقافية
الإمام المدرسي دامت بركاته
الإمام المدرسي دامت بركاته

المرجع المُدرّسي"دام ظله": معالجة الأزمات في العراق بالانفتاح والمشاركة لا بالفكر المغلق وسوء الظن والاسئثار

أكد سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي"دام ظله" على أن المشاكل والأزمات والظروف الصعبة والاوضاع الشاذة التي لاتزال تبرز بين آونة واخرى في العراق، لها اسباب عدة منها ماهو خارجي ومنها ماهو داخلي، داعياً في هذا الشأن الساسة والاحزاب والقوى المشاركة في ادارة البلاد والمتواجدة في الساحة الى الابتعاد عن سياسة واجواء "الاستحواذ والهيمنة الفئوية" و الى سلوك نهج وممارسات مسؤولة بعيدا عن حالة "سوء الظن بين بعضهم البعض" والذي يغذي الخلافات المصلحية، والى عدم الانجرار وراء "التقاذف الاعلامي بالتهم والتشهير والتنابز الذي لايؤدي إلاّ الى مزيد من الانقسامات والمشاكل" مشيرا الى  أنّ " البعض و بمجرّد ما يستتب الأمر وقليل من الأمن، بدل أن يفكّروا في إعمار البلاد وفي لملمة أطراف بعضهم البعض، تراهم للأسف ينزلقون الى  الخلافات على المناصب، والأمكانيات ويتفرّقون بسبب صراعات على الزعامة والتسلط ويجدون لذلك تبريراتهم النابعة من الاهواء والوساوس الشيطانية".

و في جانب من كلمة له اثناء استقباله قبل يومين جموعا من الزائرين والمعزين بذكرة استشهاد الزهراء عليها السلام،، اشار سماحته بهذا الخصوص أيضا، الى أن ما حدث ويحدث في البلاد ، من أسبابه أيضا ما يتصل بـ"الفكر المغلق والمتشدد" ليس فقط ذلك القادم من الخارج بل ومن مثله من نفسية الاستئثار والتفكير الحزبي اوالفئوي الضيق الذي يجب الحذر منه ، موضحا أن ماوقع من تفجيرات ارهابية استهدفت الابرياء في الكاظمية المقدسة ومدينة الصدر مؤخرا، تعود في جانب منها الى " تلك الفتاوى والكلمات التي تنطلق من أصحاب تلك الظاهرة المتشددة و ذلك الفكر الظلامي ، ويحولها بعض الاراذل والمُعقدين الى قنابل وقذائف ومكر وتخطيط شيطاني.. ليس في العراق فقط بل في مناطق عدة مثل باكستان والصومال وغيرها" مضيفا أن :"  فتاوى وكلمات الباطل والتحزب والانانية، هي التي تقتل قبل أن يقتل السيوف والرصاص والمدافع وما أشبه، هذه الكلمات وهذه القوانين التي توضع بغير ما أنزل الله هي التي تدفع الى الى القتل والارهاب".

 واوضح سماحته أن "علينا أن نتأمل قليلا ونتدبّر ونجدّد النظر في أوضاعنا ونفكّر تفكيراً موضوعياً لإصلاحها، و على الجميع لاسيما الاخوة في البيت الإسلامي أن ينفتحوا على بعضهم، ويتجاوزوا بعض الخلافات ، ويتعالوا عن  الأنانيات، ويعودوا إلى وحدتهم، ويشاركوا الجميع في ادارة البلاد وخدمة االعباد، دون صراع و استئثار من أحد وطرف ضد طرف آخر..فلا يستأثر أحد منهم لا بالسلطة ولا بالمال ولا بالفكر.." . مضيفا أن " هذا بلد الجميع، وهذا روح الديمقراطية، وهذا روح الشورى، وهذه روح الإسلام أيضاً، الجميع من ابناء هذا الشعب  يجب أن يشتركوا، في إدارة البلاد وفي الاستفادة من ثرواتها و وفي الدفاع عنها.."  مبينا أن "من المستحيل أن ينعم الناس في أي بلد من البلاد بالراحة والسلم إلاّ إذا ساد العدل وكان الجميع سواسية كأسنان المشط، أمام القانون، وأمام القضاء، وفي الفرص والحق في الاستفادة من خيرات بلادهم.. وبالمشاركة الحقيقية والواسعة لجميع ابناء هذا البلد في ادارته من قوى سياسية واجتماعية وعلمية وثقافية وغير ذلك. وضمن قانون و دستور معيّن، ثم في إطار الأخلاق و القيم، وفي إطار المحبّة التسامح.. ومن دون ذلك قد تجدنا في لحظة من اللحظات حائرين، لا ينصرنا من في السماء ولا ينفعنا من في الأرض". وفي جانب آخر اشار سماحة المرجع المُدرّسي "دام ظله" الى ضرورة الانتباه والمعالجة  لبعض الظواهر السيئة  ، موضحا بهذا الخصوص أن "الشعب العراقي حينما صوت على الدستور صّوت بالذات على بنود معيّنة ومنها البنود الأساسية في هذا الدستور" مضيفا " الشعب العراقي عنده قيم، لا يؤمن بالإباحية، وبالفساد الجنسي والخُلقي، مثلما أنه لايؤمن ولا يريد أنتشار الفساد الإداري والمالي وغيرهما ..".