الشيخ آل داوود: الحرية تبدأ من ثقافة الإنسان وشعوره بالكرامة
استضاف ملتقى القرآن نور بالقطيف سماحة الشيخ زكريا آل داوود مساء الاثنين ليلة الثلاثاء الموافق لـ 24/4/1430هـ وذلك في حسينية الإمام الحجة(عج) بالمزروع.
الندوة التي أدارها الأستاذ باسم البحراني كانت تحت عنوان (ممارسة الحرية القيم والأصول، نظرة قرآنية)، حيث قدّم سماحة الشيخ آل داوود ورقته التي ناقش فيها موضوعة الحرية مفتتحاً حديثه بالآية الكريمة: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (سورة الأعراف آية 157).
بعد ذلك تحدّث عن الاستبداد باعتباره أحد أهم عوائق التنمية إذ "لا يمكن لأي مجتمع أن يتقدم في ظل سيادة ثقافة ونظم الاستبداد، لأن مفاعيلها وأدواتها تستبطن وتستلزم تكريس منهج يبتني على رفض التجديد والتغيير والإصلاح، وقد يكون الاستبداد ثقافة سلطوية حاكمة من خلال النخبة السياسية في بدء الأمر إلا أنه يتحول من مرور الزمن إلى ثقافة اجتماعية متحكمة في كل مفاعيل الحياة، والسبب يرجع إلى أن الاستبداد لكي يبقى مدة أطول لابد أن ينتقل من النخبة المنتجة إلى المتلقي المستهلك وهو هنا المجتمع، أما إذا رفض المجتمع تلقي وقبول الاستبداد وأنشأ ثقافة مضادة فإنه لا يلبث أن يتلاشى وينتهي".
ثم أشار إلى البعدين اللذين قامت عليهما دعوات الأنبياء في مواجهة ثقافة الاستبداد التي وصلت في أحايين كثيرة إلى إدعاء مقام الإلوهية عبر التركيز عليهما وهما:
1. تحرير الإنسان من أهواءه وشهواته الذاتية العاتية .
2. تحريره من قهر واستبداد السلطات الحاكمة.
- أركان الحرية في القرآن:
هذ وإشار الشيخ آل داوود إلى أركان الحرية في القرآن، حيث اعتبر القرآن الكريم أن للحرية أركاناً ثلاثة يرتبط اثنان منها بالبعد المعرفي مباشرة والثالث لا ينفك عنهما وهي:
1- حرية الإنسان في اختيار الدين والعقيدة.
2- حريته في التعبير عن آراءه وأفكاره.
3- والحرية في التملك والحيازة والإعمار.
الحرية التي مارسها القرآن الكريم بطريقة رائعة؛ وذلك نلاحظه من خلال الآيات القرآنية التي لا تحترم حرية الإنسان في التعبير عن آراءه وأفكاره فحسب، بل ساهمت وبشكل كبير في حفظها وتوصيلها كوجهات نظر إلى الأجيال المختلفة رغم أن العديد منها يتناقض ويتصادم تماماً مع ما يبشر به القرآن ذاته.
- ثم تعرض سماحته للأسس التي ترتكز عليها الحرية البشرية من المنظور القرآني، ومن أهمها:
1- تساوي البشر في الحقوق والواجبات.
2- التكريم الإلهي للإنسان.
3- سنة التعدد والاختلاف.
4- المسؤولية والتكليف الرباني.
5- مبدأ الشورى والتراضي.
وعقَّب بعد ذلك قائلاً: "أن ممارسة الإنسان لحريته تخلق مجتمعاً واعياً يسهم في تقدم حياته، وأن تلك الممارسة تبرز الفرق بين نوعين من البشر أحدهما يشعر بالعزة والكرامة ويناضل من أجد استعادة ما يسلبه منه المستبدون ولا يقبل أبداً أن يتنازل عن حريته أو يفرط فيها".
هذا وقد فُتِح المجال بعد طرح الورقة أمام الحضور الذين شاركوا في إثارة بعض النقاط الحساسة والمهمة المتعلقة بالحرية وبعض الإشكالات التي تعترض النظرية بالتطبيق في الواقع الإسلامي السابق والحالي. مما أرى الحوار.
الجدير بالذكر، إن ملتقى القرآن نور بالقطيف يقام بشكلٍ شهريٍّ تقريباُ لمناقشة القضايا المتعلقة بالثقافة والفكر القرآنيين.