قصة : زوجي تزوج
قرر الزوج برضاه وكامل إرادته أن يتزوج ثانياً تطبيقا عملياً للتكافل الإسلامي، وبكل رحابة صدر قررت الزوجة الموافقة على زواجه شريطة أن يحسن الاختيار: أن تكون امرأة صالحة، وأن يطلعها على ظروفه..
وماهي الا فترة الا وتقدم الزوج الى ثلاث من الاخوات الأرامل ، وجميعهن رفضن،ليرسوا الأمر في النهاية الى فتاة أربعينية لم تتزوج من قبل.
تفهمت الزوجة الأولى ما حصل واقتنعت، ودعت الله أن يصبرها، لكن سرعان ما علم أهلها وثاروا.. منهن من اتهمها بالتفريط في حقها ، وأخريات اتهمنها بالطيبة الزائدة إلى حد العبط!، وصديقات أخريات وجهن لها أصابع الدهشة! والجميع لم يصدقن موافقتها على زواج زوجها !
مازاد غضبهن وعدم تصديقهن ماسمعنه منها أنها أخبرتهن " أنا من تقدمت لخطبة الأرامل الثلاث لزوجي ، فهن صديقاتي"، وقد أوجدت تبريرا بأنها بهذا الفعل لاتهدم أسرتها التي كافحت وصبرت من أجلها طويلاً، لتصبح هذا الكيان الرائع الذي تفخر فيه .
استقر الحال وقد راعت الله في تعاملها مع زوجة الزوج الجديدة، داعية الله أن يجعله في ميزان أعمالها.
كل ذلك نعمة فالأولاد بخير ، وينعمون بوجود والدهم بجانبهم، يحنو عليهم ويرعاهم، وتمر سنوات وأشهر على هذا الوضع ، ولم يخل زوجي يوما بواجباته نحوي ونحو الأبناء . هذا هو الوضع العام ، لكن الحقيقة وراءها كلمات وأسئلة حائرة مازالت تبحث عن جواب، فكيف هانت على زوجي حسن عشرتي وتضحيتي بالصحة والعافية طوال هذه السنوات ؟ تمنيت في كل خطوة أخطوها ويخطوها ألا يتحقق المراد، كيف قلبي يغوص بين جنباتي حين أذهب لأخطب له! كيف وأنا أتخيله معها ؟!
كيف أغفل تنازلي عن أشياء كثيرة كزوجة وأم ؟ وتناسى انحنائي لعواصف كبيرة لتستقيم الحياة، ويستظل الأبناء بالاستقرار والهناء؟
لكنها القسمة المرة..
استمر الحال على ماهو عليه ، وفجأة ومن دون مقدمات ، وبمفردات حكيمة جادة وعاقلة بدأ حديثه عن زوجة ثالثة !