المرجع المُدرّسي" دام ظله" يدعو العراقيين الى بناء إقتصادهم بأيديهم

الإمام المدرسي دامت بركاته
الإمام المدرسي دامت بركاته

مؤكدا على منهج الوسطية والاعتدال القرأني في توجيه المال والاقتصاد

أكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرسي – دام ظله- على أن المال والإقتصاد رغم انهما من ابرز مقومات بناء الحياة السليمة، لايجب اعتمادهما محوراً وحيداً في الحياة، ودعا بهذا الخصوص على ضرورة الاستفادة الحسنة والمعتدلة للأموال والموارد كي لاتكون وبالاً كما حصل في التأريخ البعيد والقريب، مشيرا الى أن المجتمع كما هو بحاجة الى المال والاقتصاد لكنه بحاجة أكبر للعدالة والاخلاق في التعامل معها وصرفها وتوجييها.

 وقال سماحته أن:
 المجتمع السليم والفاضل هو المجتمع الذي تكون علاقاته الاجتماعية ونظمه وعلاقاته الاقتصادية سليمة، وأخلاقه صالحة، ونظامه السياسي نظاماً سياسياً سليماً وصحيحاً.

 واضاف أن: الاسلام هو ذلك الدين الذي لا يترك صغيرةً وكبيرة من حياة الانسان الا وأشبعها ثقافةً وتخطيطاً وتنضيماً وبالتالي اعطى كل جانب في الحياة البشرية ما تستحقه من الاهتمام ومن التنظيم، وليس جانبا واحدأ على حساب سائر الجوانب.

و دعا سماحة المرجع المدرسي ابناء الشعب العراقي الى أن يبنوا اقتصادهم بأيديهم، مشيرا الى انه يجب على كل انسان أن ينظم تخطيطا وبرنامجاً متوازناً لما يحصله من المال والموارد وما يصرفه في مكانه وموضعه المناسب.

واوضح بالقول: إذا عَرف مجتمعنا كيف يتصرف في موارده وامواله دون إسراف ولا تقتير، إنما يأخذ كل شيء بحكمة وعدل وأعتدال، فانه سيكتسب السلامة الاقتصادية، لأن المؤمن تكون حياته قائمة على أساس الحكمة والعقل وعلى أساس خدمة الآخرين. ونوه بهذا الخصوص أيضا أن على المؤمنين وجميع الناس بألا ينسوا التكامل الاجتماعي بينهم ومساعدة الآخرين والتعاون معهم.

 كما شدد سماحته على ضرورة التزام النهج القرآني فيما يتعلق بالاقتصاد، مشيراً الى الحالة الوسطية التي بينها الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد، وقال موضحاً أن ربنا سبحانه وتعالى الذي خلقنا والمحيط علماً بدواخلنا وما يصلحنا ويفسدنا، بين لنا طريق الوسطية والاعتدال في جميع مناحي حياتنا، وهي الحل بالذات في الاقتصاد، مضيفا: فلا يجب أن يعطي المجتمع الاقتصاد والمال بيد حفنة من رجال الأعمال يعبثون في العالم كيفما شاؤوا، كما لايجب أن تعطى لحفنة من رؤساء الدولة ليلعبوا بالاقتصاد، إنما ووفق نهج القرآن، ضع القوانين والرقابة بحيث يسير الاقتصاد بالطريق الوسط بين اليمين واليسار، وحذر سماحته من مغبة التوجة الى الشرق أو الغرب عادّا ذلك طريقاً نحو الإعتلال والمرض.

 وأضاف سماحته: إن مشكلة العالم الاقتصادية بدأت حينما تخلّى عن نهج القرآن ونهج الإسلام في الوسطية في الاقتصاد، وغيره، ووصل الى ما وصل إليه اليوم.وحذر سماحته من مغبة الزهو والترفع بالمال، مشيراً الى البعض ممن يشعرون بالزهو والفرح لحصولهم على أصوات الناخبين ووصولهم الى مناصب حكومية، وأوضح إن القبر هو المثوى الأخير الذي يتسلم الإنسان مجرداً من كل ممتلكاته وامتيازاته.