الصيود في ملتقى القرآن نور: المعنى الوظيفي لا المعجمي هو الذي يكشف المراد من الآية.

استضاف (ملتقى القرآن نور) مساء الثلاثاء الموافق لـ 25/3/1430هـ وذلك في حسينية الإمام الحجة بالمزروع «هـ» - القطيف المشرف العام على ملتقى القرآن الكريم بسيهات سماحة العلامة الشيخ علي الصيود، وقد كان عنوان اللقاء «توظيف النص الروائي في عملية فهم القرآن الكريم».

فبعد تلاوة لآيات من كتاب الله الكريم بصوت الأخ سعد العباس قدّم ضيف الندوة العلامة الصيود ورقةَ تعرض فيها لثلاثة محاور:

• المدخل:
• سُبُل ودوائر الانتفاع من النص الروائي:
• الواقع الشيعي فيما يتعلق بالنص الروائي لأهل البيت عليهم السلام:

أما المدخل فقد أشار الشيخ الصيود من خلاله إلى كون أهل البيت عليهم السلام هم الامتداد الطبيعي والشرعي لرسول الله في بيان وتوضيح القرآن الكريم، فبعد رحيل الرسول الأكرم خاض أهل البيت عليهم السلام معركة بيان القرآن، في حين سعى البعض جاهداً إلى طمس البيان والتوضيح، تحت ذرائع شتى، من قبيل: أننا نكتفي بالنص القرآني مجرداً عما سواه.، خاصةً إذا علمنا أن أهل البيت عليهم السلام وبعض الأصحاب كان لديهم مصاحف قد دوَّنوا على هوامشها وبين أسطرها بعض التوضيحات والتفسيرات التي تبين القرآن وتشرحه، فالمشكلة لم تكن متعلّقة -في الأساس- بالنص القرآني وإنما بالبيان المتصل به، والذي هو في الحقيقة يمثّل (البيان النبوي) للقرآن الكريم،والذي أريد له أن يختفي فلا يبقى منه شيء، وفي المقابل سعى أئمة الهدى في معركة البيان إلى المحافظة عليه وترسيخ وجوده وارتباطه بالقرآن الكريم.

أما المحور الثاني فقد تحدّث الصيود فيه عن السبل والدوائر التي يتوخى المنتفِع من القرآن الاستفادة منها، وهي كالتالي:

1. دائرة التفسير.
2. دائرة التأويل.
3. دائرة الاستفادة المنهجية.

وقد تحدث الصيود عن الدائرة الأولى بشيءٍ من الإسهاب والتفصيل حيث أورد بعض الشواهد والأمثلة من النصوص الروائية التي كان أهل البيت عليهم السلام يوضحون فيها معني آيةٍ معتمدين على المعنى الوظيفي للكلمة، والذي يعتمد اكتشافه على ملاحظة السياق الذي وردت فيه هذه الكلمة ملاحظةً دقيقة ومراعاة الاستخدامات القرآنية للكلمة والموقع الذي وردت فيه، بخلاف المعنى المعجمي الذي يقدم معنىً عامّاً للكلمة، قد يجافي الدقة.

كما أشار الصيود إلى أن الجهل بهذا المسألة يجعل البعض ممن يتعاملون مع القرآن يسقطون الكثير من هذه الروايات غافلين عن الفائدة التي يمكن أن تقدمها في سبيل اكتشاف المراد من الآية الكريمة.

أما الدائر الثانية فقد مر عليها مروراً سريعاً لينتقل إلى الدائرة الثالثة، وهي دائرة المنهج، والتي أشار فيها إلى ثلاثة مستويات:

1. مستوى جمع الروايات: والذي قد قام بجزءٍ منه أعلامٌ سابقون.
2. مستوى حضور الروايات ومناقشتها أثناء عملية التفسير.
3. مستوى تجاوز النص الروائي وعدم الأخذ به من قبل بعض المفسرين من خلال الاعتماد على نظريات ومناهج لا تعترف بهذه النصوص الروائية سواء في التفسير أو في التطبيق. مما يعيدنا إلى المربع الأول، ألا وهو معركة البيان التي أشار إليها آنفاً.

هذا وقد دار الحوار حول ما طرحه العلامة الصيود من خلال أسئلة ومداخلات الجمهور ومدير اللقاء الأستاذ باسم البحراني، مما ساعد على إثراء الحديث وتوضيح بعض النقاط.