المرجع المُدرّسي"دام ظله" عشية زيارة الاربعين:
المرجع الدرسي "دام ظله": لنبني بلدنا بمنهج الحسين في الاصلاح ومناهضة الظلم والفساد ونبذ ثقافة التمزق والتقاعس والتبرير
مدينة الحسين أصيبت عبر التاريخ بالمصائب وإهمال المتسلطين ولا تزال تعيش في هامش إهتمام المسؤولين.
استقبل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي"دام ظله" بمكتبه في مدينة كربلاء النقدسة، على مدى الأيام الماضية، جموعاً من المؤمنين من الوفود، والزائرين القادمين من عدة بلدان، منها السعودية والبحرين والكويت وإيران وغيرها من البلدان، كان بينهم عدد من السادة والمشايخ العلماء والحملات، القادمين لأداء زيارة أربعين الإمام الحسين ، فضلاً عن وفود وجموع الزائرين من مختلف محافظات البلاد.
في سياق متصل دعا سماحته أبناء الشعب العراقي المؤمن، وجميع الزائرين لا سيما الحشود المليونية الزاحفة إلى كربلاء المقدسة لإحياء زيارة أربعين الإمام الحسين عليه السلام، إلى السعي بكل قوة إلى توحيد الصفوف والكلمة والهدف، والاقتباس من نهضة الامام الحسين روح العزيمة والمسؤولية ورفع راية الاصلاح، والعمل لنبذ "ثقافة الإنطواء والتقاعس والأعذار التافهة، وثقافة التفرقة والتمزق" مشددا بهذا الخصوص على " إن نهج السبط الشهيد كان ولا يزال وسيبقى السبيل الواضح والمستقيم للتراحم والتحابب بين المؤمنين والشدة ضد الأعداء".
واكد سماحته في جانب من بيانه السنوي الذي سيصدر خلال الايام القادمة، بمناسبة زيارة الاربعين، على : "إن الامام الحسين عليه السلام رسم للعالمين منهجاً خالداً في الاصلاح، وان "الراية التي نشرها لمناهضة الظلم والفساد وإقامة العدل والسلام، هي الوسيلة المثلى لتحقيق طموحات الشعوب وتطلعاتهم الشرعية"، وتابع سماحته بالقول إن :"الإسلام دين الآخرة والأولى وهو دين الخلق الفاضل والسلوك النزيه والطاهر عن الفساد بكل أشكاله وإن هذا الدين هو ضحى من أجله الحسين وإننا وفي رحاب مرقده الشريف يجب أن نعاهد الله على أن نطبقه وبكل إستقامة ونبني بلدنا على أساسه ليصبح العراق نموذجاً حسينياً ومثلاً علوياً ومناراً محمدياً ودولة الهية إن شاء الله".
وقال سماحته أيضاً أن :"الإمام الحسين عليه السلام أعطى لكل واحد من البشر قيمة وكرامة ودوراً إصلاحياً ولم يدع أي عذر أو تبرير لمن أراد تقاعساً عن واجب الاصلاح؛ وتراجعاً عن مسيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
واشار إلى أن الاستجابة لنداء إمامنا وتجديد البيعة والعهد معه إنما تكون "استجابة واعية" منا جميعاً لنكون من شيعته الصاقين .. وإن "ذلك يتحقق عندما نتخلق بأخلاق أنصاره ونسير على طريقهم؟ فتعالوا نتحابب في الله ونتسارع في إتـّباع نهج الإمام الحسين وندع جانباً؛ العصبيات الجاهلية ولنتحول بإذن الله إلى ذلك البنيان المرصوص من أجل إقامة العدل والدفاع عن الحق والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإصلاح ما فسد من أمور المسلمين"، وبالاشارة الى ماتعانيه مدينة الامام الحسين خاطب سماحة المرجع المُدرّسي "دام ظله" الزائرين بالقول: "إن هذه الارض المباركة هي وطنكم الأول وهي مهوى أفئدتكم .. وعليكم أن تجعلوها كفهكم الذي تأوون إليه عند الشدائد. . أوليس الإمام الحسين ضمير كل مؤمن ونور كل وجدان، كذلك كانت ولا زالت مدينته عاصمة كل ضمير ووجدان ومنطلق النهضة ومشكاة العلم ومدرسة القيم ومشعل الهدى ومنار التقوى ودعامة الإيمان" . وتابع بالقول: "ومع ذلك فاني أقول لكم بصراحة إن الإمام الحسين أصيب بأعظم المصائب؛ كذلك مدينته أصيبت عبر التاريخ بالمصائب وإنها تعرضت لغزوات المجرمين ولإهمال المتسلطين ولا تزال تعيش في هامش اهتمام المسؤولين، ولكن كربلاء تصمد وأهلها صامدون، كربلاء تصبر وأهلها صابرون بإذن الله، كربلاء منصورة وأهلها منصورون، ولكل نبأ مستقر".