كلمة سماحة المرجع الشيرازي دام ظله بجموع المعزّين

شبكة مزن الثقافية
سماحة أية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دامت بركاته
سماحة أية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دامت بركاته

كلمة سماحة المرجع الشيرازي دام ظله بجموع المعزّين
بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيل آية الله السيد محمد رضا الشيرازي

بسم الله الرحمن الرحيم

نسأل الله سبحانه بفضله الواسع أن يتقبّل من الجميع الطاعات والعبادات والزيارات والخدمات لأهل البيت عليهم الصلاة والسلام وأن يكون سيدنا ومولانا بقية الله الموعود صلوات الله وسلامه عليه وعجل الله تعالى فرجه الشريف يرعى الجميع برعايته وأن تكون كريمة أهل البيت فاطمة المعصومة عليها السلام وآباؤها الأئمة الأطهار وأخوها الإمام علي بن موسى الرضا عليهم السلام وأبناء أخيها صلوات الله عليهم أجمعين شفعاء للجميع في حوائج الدنيا والأخرة.

إنني أوّلاً أشكر الجميع على ما تحمّلوه من أعباء السفر للمواساة بمناسبة أربعين رحيل الفقيد السعيد آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي قدس سره وإلى روحه وأرواح المؤمنين الفاتحة.

كما وأغتبط الجميع بالتوفيق العظيم في هذه السفرة لزيارة الأئمة الأطهار الإمام أمير المؤمنين والإمام الحسين وأخيه العباس وسائر الأئمة الأطهار عليهم السلام في العراق، وقد قال الإمام الصادق عليه السلام في الحديث الصحيح المرويّ عنه بالنسبة لزيارة الحسين صلوات الله وسلامه عليه ـ كما هو مضمون الحديث الشريف ـ : إن كل من لقي في السفر تعباً ومشقة أكثر يكون ثوابه أعظم ويكون ذلك سبباً لقربه إلى أهل البيت عليهم السلام أكثر(1).

فهنيئاً لمن وفّق لهذه الزيارة المقدسة وهنيئاً أكثر لكل من لقي التعب أكثر في هذه الزيارة.

كما وأذكّر في هذه المناسبة الإخوان والأخوات المؤمنين والمؤمنات بالحديث الصحيح الشريف المرويّ في الكتاب الشريف كامل الزيارات وفي غيره أيضاً أن من زار الحسين عليه السلام ماشياً كان له من الأجر كذا وكذا، ومن ذلك أنه عندما يعود من الزيارة ـ أو عندما يخرج من كربلاء بنية العودة إلى بلده، ولعله بعد في أرض كربلاء ـ يأتيه ملك من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله يبلّغه سلام رسول الله صلى الله عليه وآله(2).

حاولوا أن تفوزوا بهذا الثواب العظيم، بأن تترجلوا من السيارة قبل وصولكم كربلاء بالمقدار الذي يصدق أنكم جئتم إلى الزيارة مشياً، خاصة الشباب والفتيات من المؤمنين والمؤمنات الذين يمكنهم ذلك وإن كان لهم فيه مشقة لأن فيه الفوز العظيم بأن يأتيكم مَلَك ويبلّغكم سلام رسول الله صلى الله عليه وآله.
ومن صنع ذلك منكم لا يفوته وهو يخرج من أرض كربلاء أن يجيب على سلام رسول الله صلى الله عليه وآله فيقول: وعلى رسول الله السلام.
بسم الله الرحمن الرحيم قال الله في كتابه الحكيم: «وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا»(3).

عاش رسول الله صلى الله عليه وآله بعد بعثته المباركة في مكة المكرمة قرابة ثلاث عشرة سنة، ثم هاجر إلى المدينة المنوّرة فعاش فيها قرابة عشر سنوات. كانت حصيلة ثلاث عشرة سنة من حياة رسول الله صلى الله عليه وآله ومن عمله وتبليغه واجتهاده في دعوة الناس إلى الله وإلى الإسلام في مكه المكرمة مئتي مسلم تقريباً ـ على الخلاف الموجود في التواريخ، كالخلاف بين الأسماء، مثل إن هذين الاسمين المتشابهين لشخص واحد ام لشخصين؟ أو أن فلانا أسلم في مكة أم في المدينة؟

المهم أنه كانت حصيلة ثلاث عشرة سنة من جهود رسول الله صلى الله عليه وآله المضنية في مكة المكرمة مئتي مسلم ومسلمة تقريباً. بعد ذلك هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة المنورة وعاش فيها عشر سنوات ولا أعلم كانت حصيلة جهوده خلال هذه المدة ممن أسلم على يده؟ لا إحصاء عندي. إن شاء الله يمكن للإخوة المؤمنين والأخوات المؤمنين تحصيل جرد وإحصاء بذلك. ولكني هنا أذكر شيئاً وهو أنه في عام الوفود وحده وهي السنة التاسعة من الهجرة أي أواخر وجود رسول الله صلى الله عليه وآله في المدينة المنورة، آمن برسول الله من الرجال والنساء في كلّ يوم بمعدل أكثر من مئتي شخص.

أي في مكة جهود ثلاث عشرة سنة كانت مئتي مسلم ومسلمة، في حين إن نتيجة جهوده في المدينة المنورة كانت في اليوم الواحد أكثر من مئتين، فما السبب في هذا الفرق؟ مع أن رسول الله صلى الله عليه وآله في مكة هو رسول الله في المدينة ولم يتغير، فهو ليس مثلنا، بأن لم يكن ـ مثلاً ـ ناضجاً أوّلاً ثم نضج أو لم يكن عنده خبرة ثم حصل عليها أو أنه كان شاباً لم يخبر الحياة ثم كبر فخبر الحياة، وإن هذه الأمور تصدق بالنسبة لنا، ولا تصدق بالنسبة إلى رسول الله لأنه صلى الله عليه وآله هو هو، والوحي في مكة هو هو الوحي في المدينة، والقرآن في مكة هو هو القرآن في المدينة، فما الذي تغير إذن ؟

لقد تغير ـ فيما تغيّر ـ أمران، صارا سبباً لهذا الزخم العظيم من المسلمين؛ بحيث أصبح قياس يوم في المدينة بما يعادل ثلاث عشرة سنة في مكة أو أكثر.
الأمر الأوّل: إن رسول الله صلى الله عليه وآله في مكة لم تكن عنده حريّة، فلقد كان مكبلاً يعيش ديكتاتورية قريش، بينما كان في المدينة يملك الحرية. فربما صلّى رسول الله في المسجد الحرام بمكة وهناك أفراد أسلموا ولكن لا ينضمّون إلى صلاة رسول الله خوفاً من قريش وبطشهم، لأنه إذا فعل ذلك المؤمن يكتشف أمره قريش فيوقعون به أشدّ الأذى وربما يؤدّي به إلى الموت بينما لم يكن الأمر كذلك في المدينة فكان النبي صلى الله عليه وآله يصلي جماعة ويخطب ولا أحد يهدده.

الأمر الثاني: إن المشركين في مكة خلال 13 سـنة لم يكونوا يعلمون ما سيصنع النبي صلى الله عليه وآله بالتاريخ، بينما ظهر هذا لهم في المدينة المنورة.
فالناس في مكة لم يكونوا يعرفون أن النبي صلى الله عليه وآله ماذا يصنع بالأسرى وماذا يصنع بالأعداء، وماذا يصنع مع الأصدقاء والأقرباء و... ماذا يصنع بالمال؟ ماذا يصنع في الحرب، وكيف يصنع إذا وضعت الحرب أوزارها.

أذكر مثالين في هذا المجال لكي نصل إلى: ماهي مسؤوليتنا نحن في الزمان وفي هذه العصر، وهناك مئات من الأمثلة.

وإني أشجّع المؤمنين المُقّفين ـ وبالأخصّ الشباب منهم والشابات ـ على أن يتابعوا هذا الأمر لكي يجمعوا هذه الأمثلة في مكان واحد، وهي متفرّقة في شتى كتب التاريخ وفي شتات الموضوعات.

المثال الأول: سفانة بنت حاتم الطائي أُسرت خلال مواجهة مسلَّحة ضمن من أُسر معها من بني طي، وجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في المدينة المنورة أسيرة. جلست بضعة أيام في المكان المعد للنساء من الأسرى فمرّ رسول الله صلى الله عليه وآله على ذلك المكان ومعه أمير المؤمنين. فطلبت من أمير المؤمنين أن يتوسط لها عند رسول الله صلى الله عليه وآله فأشار إليها أمير المؤمنين عليه السلام أن هذا رسول الله فكلّميه بنفسِك؛ لأن الناس عادة لم يكونوا يجرؤون أن يكلموا الملك، فكان كثير من الناس يتصور أنه لا يمكنهم أن يكلموا رسول الله صلى الله عليه وآله.

فقالت لرسول الله صلى الله عليه وآله وهو يمّر من ذلك المكان: «مات الوالد وغاب الوافد»
فقال لها صلى الله عليه وآله: من الوافد؟ قالت: أخي عديّ بن حاتم الطائي.
[كان قد انهزم إلى أطراف الشام]
«وأنا بنت كريم وكان أبي يقري الضيف»
وذكرت عدة أمور من مكارم أبيها، تريد القول أنها لا يليق بها أن تكون أسيرة هنا.
فقال لها النبي: انظري من تثقين به حتى نبعثك معه.
وفي بعض التواريخ أن رسول الله صلى الله عليه وآله عفا بسببها عن كل قبيلتها وأرجعهم، وعادت هي وجاءت إلى أخيها وقالت له:
قم اذهب إلى هذا فإنه ليس بملك وإنه نبيّ.

وجاء عدي وآمن برسول الله صلى الله عليه وآله بعد ما علم عديّ بصنيع رسول الله صلى الله عليه وآله مع أخته وبسبب أنها بنت كريم (والمرء يُحفظ في ولده)(4). وكان عديّ بعد ذلك ـ في الحروب المفروضة على أمير المؤمنين في الجمل وصفين والنهروان ـ يحارب تحت لواء أمير المؤمنين عليه السلام.
مثل هذه الأمور لم تكن لتظهر في مكة المكرمة.

المثال الثاني: يقول الله تعالى في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم «لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ»(5) فالله تعالى يبدأ باليهود ثم يثنّي بالمشركين.
مع أنكم لو تتبعتم حروب رسول الله صلى الله عليه وآله التي كلها دفاعية بلا استثناء ـ وكانت بالعشرات ـ ترون معظمها من المشركين لا من اليهود، نعم هناك أصابع خفية من اليهود تعين المشركين وتحرّكهم.

فتلك حرب بدر وأُحد وحنين وكلها شنّها المشركون، وفي الأحزاب كان المشركون وغيرهم من اليهود والنصارى.
ولكن الله يبدأ باليهود بالعداء ـ مع ذلك ـ لاحظوا الروايات والتاريخ وراجعوا كتاب الكافي الشريف للكليني وكذا الصحاح الستة وكتب الفقه الخاصّة والعامّة ـ أعلن رسول الله في موقف واحد ثلاث موادّ قانونية مرتبطة بالمال فقال: «من مات وترك مالاً فلوارثه» أي أن لا نأخذ ضريبة من الإرث كما كان معمولاً به قبل الاسلام سواء في الأنظمة الملكية أو العشائرية.

وقال: «من مات وترك دَيناً أو ضياعاً فإليّ وعليّ»(6)
وهاتان مادّتان؛ الثانية والثالثة.
الثانية معناها: إذ مات شخص وترك عائلة ولم يترك لهم مالاً يعيشون به يأتون إلى وأنا ضامن، وعليّ أي بذمتي.
الثالثة معناها: إذا مات شخص وعليه ديون ولم يترك مالاً ليؤدّى به دينه، فالدائنون لا يأتون إلى عائلته وإن كانوا يملكون مالاً، بل يأتون إلى النبي، كذلك فإلي وعليّ، أي أنا أؤدي دينه، وأنا الضامن.

في الكافي الشريف أنّ الإمام الصادق عليه السلام يقول:

«وما كان سبب عامّة اليهود إلا بعد هذا القول من رسول الله»(7).

فلما كان اليهود أناساً محبّين للمال، رأوا أن الإسلام ينفعهم أيضاً؛ لأن أحدهم لو مات وكان عنده مال فلا يأخذ الحاكم (النبيّ صلى الله عليه وآله) ضريبة عليها، وإن مات وكان فقيراً لا مال له، فالحاكم هو المتكفل بهم والضامن لهم. فأسلم عامّتهم أي أكثريتهم.

هذا الأمر أيضاً ظهر في المدينة المنورة. أِي ظهر في المدينة ماهو الإسلام عملياً.
لهذه وأمثالها، في السنة التاسعة من هجرة رسول الله وسميت بعام الوفود كان بمعدل كل يوم أكثر من مئتي شخص يؤمن برسول الله صلى الله عليه وآله، وما ذلك إلا نتيجة أمرين؛ هما: الحرية والإعلام أي وصول حقيقة الاسلام للناس.

أما اليوم في عصرنا هذا فالحريات موجودة بنسبة كبيرة في بعض بلدان العالم، وبنسبة متوسطة في كثير منها. أي ان الأمر الأول ـ الذي بسببه آمن برسول الله صلى الله عليه وآله الكثير ـ متحقق إلى حدّ ما وبنسبة وأخرى.

أما السبب الثاني فهو بحاجة إلى جهود المؤمنين.
في الصين أكثر من مليار إنسان معظمهم كفّار، وفيها الحرية وكذلك الهند وكذلك توجد الحرية في الكثير من بلدان العالم لاسيما الغربي فبإمكانك أن تكون حاضراً فيها بصوتك وقلمك عبر وسائل الاتصال والإعلام المتطوّرة، فالحرية موجودة والحمد لله، ولكن الشيء المهم هو وصول الإسلام الحقيقي إلى الناس في الدنيا، إلى هذه المليارات من البشر الذين لم يعرفوا من الإسلام إلا اسمه.

المهم أن يصل إليهم اليوم هذا، فهذا الاسلام الأموي العباسي شوه صورة الإسلام الحقيقي. وإنّ ما لدى غير المسلمين في العالم اليوم أفضل من إسلام بني أمية وبني العباس ومتابعيهم.

اقرءوا التاريخ لتروا تطبيقات الإسلام الاموي ومنها: قتل الإمام الحسين عليه السلام، وسجن الإمام الكاظم عليه السلام وقتله، وسجن الإمام الرضا عليه السلام، وإن المأمون العباسي وللضغط على الإمام عليه السلام سفّره إلى «سرخس» وفيها كان عليه السلام محبوساً وكان في قيد. والألوف من أمثال ذلك.
ومثل هذا لايشجع الناس ولا يدعوهم إلى الإسلام.

أغار معاوية بن أبي سفيان على يد بسر بن أرطاة على مجموعة من المدن والقرى التابعة لأمير المؤمنين وقتل منهم ـ لأنهم يدينون بإمامة علي بن أبي طالب عليه السلام لا بإمامة معاوية ـ ثلاثين ألفاً بين رجل وامرأة وطفل وطفلة. ولما رجع بسر إلى معاوية وذكر له ذلك وقال: قتلتهم لأجلك، أجابه معاوية: أنت لم تقتلهم بل الله قتلهم(8).
وهذا الكلام تعلمه من معاوية ابنه يزيد، وكذلك ابن مرجانه وأمثالهما، لذا قالوا في كلماتهم في موارد متعددة ـ كما قالوا لزينب ـ كيف رأيت صنع الله بأخيك الحسين؟
فقالت: ما رأيت إلا جميلاً.
أي ما صنعه الله كان جميلاً ولم يقتله وإنما أنتم قتلتموه.
وإلى اليوم مازال خط بني أمية وبني العباس فنرى منهم قتل الأبرياء من النساء والأطفال والرجال العزّل الذين ليسوا في حالة حرب معهم، في سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة وتفجيرات هنا وهناك.
هذا اسلام بني أمية ولاشك أن ماعند الكفار أفضل منه.
فهم لايبشرون الناس بالتفجيرات وقتل الأبرياء ولا ما يمارس في سجون البلدان الاسلامية من تعذيب جسدي ونفسي.
إذاً أفضل دعوة إلى الاسلام هي عرض ممارسات رسول الله والأئمة المعصومين من أهل بيته عليهم السلام وصنيعهم مع موافقيهم ومخالفيهم على العالم فإنه لاشكَ يتفوّق على أفضل ماعند غير المسلمين من حالات حضارية ومن مواد تحترم حقوق الإنسان ومن حرّيات ومن عدالة اجتماعية، ومن رحمة وإنسانية وأخلاق سامية وأفكار وقوانين راقية تجذب حتى أعدى الأعداء.
فلو عرضت سيرة النبي صلى الله عليه وآله والامام علي عليه السلام على العالم عبر الفضائيات والانترنيت والكتب والصحف بالمليارات وعشرات اللغات ـ كما يفعل غيرنا ـ لرأيت الناس يدخلون اليوم أيضاً في دين الله أفواجاً، ولاعتنق الاسلام عشرات الملايين من الناس.
وهذه مسؤوليتنا نحن جميعاً، نساءً ورجالاً، علماء وتجاراً، مثقفين وكسبة، ومن مختلف الأعمار والطبقات، كل بمقدار ما أوتي من قهم وقوة، حتى يصل إسلام محمد وعلي صلوات الله عليهما وآلهما إلى العالم.
أنتم كلكم مؤمنون على اختلاف مراتبكم تعرفون إسلام محمّد وعلي صلوات الله عليهما وآلهما، ومعتقدون بذلك وتحملتم المشكلات ومنها عناء السفر لزيارة عتبات ومراقد أهل البيت لماذا؟ لأجل شخص وافته المنية عرفتموه عن كثب أنه كان عارضاً جيداً للإسلام، الفقيد السعيد آية الله السيد محمد رضا الشيرازي قدس سره. كان في مجاله وبما يستطيع عارضاً جيداً للإسلام المحمدي العلوي.
وكان تعامله على خطى رسول الله وأمير المؤمنين.
وهذا جمعكم وجذبكم علماءَ وخطباء وتجاراً وأساتذة جامعات وجامعين وكسبة، مؤمنين ومؤمنات.
فإذا وصل هذا العرض إلى ألف مليون عابد صنم على وجه الأرض ـ كما يقولون ـ أو سبعمئة مليون بوذي ـ كما تقول بعض الإحصائيات ـ أو كذا مليون يهودي أو الف مليون مسيحي كما تقول إحصائياتهم، سيكون الأمر كما في السابق وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا وستتكرر الحالة نفسها فيقبل الناس من كل الأديان إلى الاسلام. قوموا بعرض نماذج من تاريخ النبي وأمير المؤمنين وسائر الأئمة المعصومين وكذلك العلماء السائرين على خطّهم وخطاهم، من علماء السلف ومن علماء هذا العصر ومنهم هذا الفقيد السعيد.
هذه مسؤولية الجميع فحاولوا أن تكونوا عندها وإن كان يتطلب بعض الجهد وبعض العناء، حتى تكونوا جميعاً رجالاً ونساءً مبيضّي الوجه عند رسول الله وعند أهل البيت عليهم السلام.
أسأل الله التوفيق لي ولكم، ورحم الله من أعاد الفاتحة.

 

[1] / انظر مستدرك الوسائل/ج10/ باب 17 استحباب عمارة مشهد أمير المؤمنين صلوات الله عليه/ ص 214/ ح1.
[2] / كتاب المزار/ للمفيد/ باب 11 ثواب من زار الحسين عليه السلام راكباً وماشياً/ ص30/ ح1.
[3] / سورة النصر: الآية2.
[4] / راجع السيرة النبوية لابن هشام الحميري/ ج4/ ص 1001.
[5] / سورة المائدة: الآية 82.
[6] / من لا يحضره الفقيه/ ج4/ باب نوادر المواريث/ ص351/ ح5759.
[7] / أصول الكافي/ ج1/ باب ما يجب من حق الإمام على الرعية/ ص 406/ ح6.
[8] / بحار الأنوار/ ج34/ باب 31 سائر ما جرى من الفتن من .../ ص 11. وانظر شرح النهج لابن أبي الحديد/ ج1/ بسر بن أرطأة/ ص 340.