المرجع المُدرّسي(دام ظله): على الآباء تهيئة الارضية لأبنائهم للتدبر في القرآن واستثمار فترة العطلة الصيفية
دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي ـ دام ظله ـ الشباب الى استثمار فترة العطلة الصيفية، في الجانب المعنوي بموازاة الاهتمام بالجانب المادي، وقال سماحته انه ومع الاهتمام بتحسين الوضع الاقتصادي والمستوى الدراسي، الا ان من المهم والضروري العمل على تزكية النفس وتطهيرها من الشوائب وما يعلق بها من ادران الحياة، ووصف سماحته النفس البشرية بمثابة الجوهرة التي تحتاج الى صقل، و المزرعة التي يمكن للإنسان ان يحيلها الى واحة خضراء معطاءة ، كما يمكن ان تتحول الى بؤرة لكل فساد وشر مستطير.
وسلط سماحته، في محاضرته الاسبوعية التي يلقيها بمكتبه في مدينة كربلاء المقدسة، الضوء على الجانب التربوي في المجتمع مؤكداً على ان تزكية النفس تُعد الغاية والقيمة الاساسية في حياة الانسان، واستشهد سماحته في ذلك بالآيات المباركات من سورة الضحى، واحاديث المعصومين عليهم السلام.
وخاطب سماحته شريحة الشباب الواسعة والكبيرة في المجتمع والتي تدخل حالياً واحة العطلة الصيفية الطويلة، مؤكداً ضرورة البحث عن عوامل التزكية، مشيراً الى اهمها، وهي تلاوة القرآن الكريم مع التبدر في الآيات والانضمام الى محافل تعلّم الكتاب المجيد والى حلقات الدروس الدينية ايضاً، كما اوصى سماحة المرجع المدرسي دام ظله، بضرورة القراءة والمطالعة التي توسع مدارك الانسان وتزيد معارفه الدينية وحصيلته الثقافية والمعرفية، والاستفادة من تقنيات العصر ووسائل الاعلام والبث الفضائي بشكل ايجابي يبني المجتمع ويحصنه تجاه التحديات الثقافية و امواج الضلال والافساد ، موضحا بهذا الخصوص ان نحن بحاجة اليه اليوم هو العزيمة على تغيير وإصلاح النفوس.
وفي السياق ذاته حثّ سماحته الآباء والامهات على تهيئة الارضية والفرص لاطفالهم وشبابهم ، لأن يتجهوا الى محافل القرآن الكريم لتلاوة وحفظ الآيات القرآنية ، وتربيتهم على الشجاعة والاستقامة والصبر وكيفية العيش بعزّ وكرامة في هذه الحياة، كما ذكّر سماحته بان العطلة الصيفية تتتزامن مع اشهر مباركة هي رجب وشعبان ورمضان وما تضمه هذه الاشهر من مناسبات هامة وعديدة تُعد فرصاً سانحة للتغيير ومراجعة وتهذيب النفس ومحاسبتها لتحقيق التزكية الكاملة التي من شأنها ان ترتفع بالانسان الى حيث السمو وبناء الشخصية الايمانية الرسالية.