المرجع المُدرّسي(دام ظله) يدعو العلماء والمثقفين لمواجهة مايراد ايصال الشعب اليه من استسلام ويأس من الاصلاح
ضرورة تغيير ثقافة وانظمة وقوانين العهد البائد:
المرجع المُدرّسي(دام ظله) يدعو العلماء والمثقفين لمواجهة مايراد ايصال الشعب اليه من استسلام ويأس من الاصلاح
دعا سماحة المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي(دام ظله) ، العلماء والمفكرين والخطباء والكتاب والمثقفين، الى النهوض بحملة ثقافية تنويرية لـ: " الوقوف بوجه حالة الاستسلام واليأس والاحباط التي يحاول البعض ايصال الشعب العراقي اليها من خلال اغراقه بموجات من الازمات والمشاكل والفتن، عبر الارهاب، ومحاولة تمزيق وحدة صفنا، وشحن افكار معلبة غريبة الينا من وراء البحار لا تمت الى قيمنا و تاريخنا بصلة، و عشرات من المشاكل الاخرى التي تصدر الينا، هدفها جميعا ان يجعلوا هذا الشعب يائسا قانطا ومستسلماً و كما يقال في المثل: (يُقبّل اليد التي لا يستطيع ان يقطعها .. !؟ " ، مضيفا: " يريدون ان يوصلونا الى هذه الحافة، فتنعدم فينا روح الثقة والأمل و يسلبوا روح الصمود و التصدي والتحدي بسبب هذه المشاكل والصعوبات..". مؤكدا سماحته في جانب من حديث له بمكتبه في مدينة كربلاء المقدسة، امام حشود من طلبة العلوم والمواطنين والزائرين وممثلي فعاليات ثقافية وسياسية واجتماعية على انه: " وفي ذات الوقت يجب ان يكون هناك سعي متواصل وجدي من اجل الاصلاح في البلاد على كافة المستويات، الخدمية والسياسية والاجتماعية، ولكن اذا تأخر هكذا اصلاح لاسباب معينة فأن علينا ان لا نيأس ونصاب بالتردد والشك والارتياب، لأن ذلك قد يودي بهذه المسيرة التي جرت على اطرافها انهر من دماء الشهداء والمجاهدين والمحرومين والمظلومين في العراق .." .
ونوه سماحته الى ان: " شعب العراق أُوذي من قبل سقوط الطاغية و من بعد سقوطه ايضا، وان بعض الناس اخذ يفسر ذلك بنظرة من اليأس والظن بأن ذلك الاذى سيستمر عليهم . وهذا خطأ كبير، انما هذه فترة امتحان وابتلاء.. " . ودعا بهذا الخصوص الى العمل على تغيير ثقافة النظام السابق وانظمته وقوانينه التي لايزال كثير منها تعرقل التغيير والاصلاح، قائلا ان : " هل تتصور ان الذي آذاك في أيام النظام السابق كان شخصاً واحدا هو هدام؟ كلا، كانت ثقافة خاطئة وكانوا مجموعة من الناس تربوا على هذه الثقافة وكانت قوانين وانظمة حاكمة. كل هذه تكاملت مع بعضها وسببت للشعب الأذى ذلك الشخص ذهب لكن تلك الثقافة لا تزال بقاياها موجودة . اؤلئك الذي آذوكم لا يزال كثير منهم يحملون ذلك الحقد الدفين تجاه الشعب، والانظمة والقوانين لا يزال كثير منها هو الحاكم قسم منها غيرت ولكن قسم كبير منها لا تزال هي السائدة مع الاسف الشديد. لذا فالتخلص من محور هذا الأذى، لن يتم الا بهمة المخلصين و العاملين للقضاء على هذا الثالوث الخطر، ثالوث الفساد المتمثل ببقايا النظام السابق، وثقافته ، وانظمته وقوانينه.. " . وطالب سماحته ان تكون : " الانظمة والقوانين الجديدة ملتزمة ومتماشية مع الدستور الجديد الذي فيه كثير من الايجابيات، مع العمل على وبمرور الزمن على تتغير الانظمة لتكون انظمة تتوافق مع البند الثاني من الدستور العراقي الذي ينص على الغاء وعدم سن اي قانون ونظام يخالف الشريعة الاسلامية و يخالف روح الديمقراطية ، هناك كثير من القوانين لا تزال تخالف الانظمة الدينية وتخالف روح الشريعة وروح الديمقراطية في هذا البلد.. نأمل ان يتاح الوقت للمختصين بمعالجتها.. ".
واوضح سماحته ان: " الله قد انعم على العراقيين بثلاث نعم قل نظيرها في العالم، الاولى نعمة المراقد المقدسة التي تذكرنا بالنبي محمد .. والثانية هي الثروات العائلة ،النفطية والمعدنية وغيرها من ارض خصبة ومياه، ومن ثم نعمة هذا الانسان العراقي، هذه الطاقات البشرية المميزة، هذا الانسان ابن الحضارات وابن الاسلام وابن القيم والتاريخ الحافل بالمكرمات...". واضاف بهذا الشأن :( نحن بحاجة الى ان نعيد التوازن لانفسنا ووضعنا ونستثمر ايجايبيا النعم التي تحيط بنا ونستطيل على المشاكل من خلال اعتمادنا الثقة بالنفس و روح الايمان والاستقامة والصبر تجاه مايواجهنا من ابتلاء وفتنة .