العلامة النمر: الكذب وخطره في تعاملاتنا

شبكة مزن الثقافية
سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة الشيخ نمر النمر
سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة الشيخ نمر النمر

 جامع الإمام الحسين بالعوامية

العلامة النمر: الكذب وخطره في تعاملاتنا

في كلمة تستغرقت السبع والعشرين دقيقة ألقاها سماحة العلامة الحجة الشيخ نمر باقر النمر حفظه الله تعاى في مساء يوم الاثنين (ليلة الثلاثاء) والتي توافق تاريخ 21/5/1429هـ حيث تحدث سماحته عن الصفة الذميمة التي تمثل رأس الخطايا وهي الكذب وأثرها السيء على حياتنا وتعاملاتنا مع من حولنا.

 حيث افتتح سماحته بوصية لنبينا الأكرم لأبي ذر (رضي الله عنه): ( (يا أبا ذر من ملك ما بين فخذيه وما بين لحييه دخل الجنة.

 قلت: وإنا لنؤاخذ بما تنطق به ألسنتنا؟

 فقال: وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم، إنك لا تزال سالماً ما سكت، فإذا تكلمت كتب لك أو عليك.

 يا أبا ذر؛ إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله عز وجل فيكتب بها رضوانه يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة في المجلس ليضحكهم بها فيهوى في جهنم ما بين السماء والأرض.

 يا أبا ذر؛ ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له، ويل له، ويل له.

 يا أبا ذر؛ من صمت نجا، فعليك بالصمت، ولا تخرجن من فيك كذبة أبداً.

 قلت: يا رسول الله فما توبة الرجل الذي يكذب متعمداً؟

 قال: الاستغفار وصلوات الخمس تغسل ذلك) (1) ).

 واستشهد سماحته برواية أخرى عن الإمام الباقر (عليه السلام) تبين خطورة الكذب على الإيمان: (إن الكذب هو خراب الإيمان).

 فقال مبيناً: (إن الكذب من الخصال الذميمة وهو محرم في الجملة، وآيات القرآن وروايات أهل البيت (عليهم السلام) تدل على حرمة الكذب، ولكن هناك استثناءات كإصلاح ذات البين وغيرها).

 وذكر سماحته عن واقع سيئ يستسيغه الناس ويمارسونه كالعادة حيث قال: (وممارسة الناس للكذب لا يبيحه ولا يغير حكمه، ففي الحديث عن الإمام الرضا (عليه السلام) سُئِل رسول الله قال:

(قيل: يا رسول الله: أيكون المؤمن جباناً ؟

قال: (نعم).

قيل له: أيكون المؤمن بخيلاً؟

قال: (نعم).

قيل له: أيكون المؤمن كذاباً؟

قال: (لا) ).

 وأشار إلى ضرورة الحذر من الكذب بقوله: (فالكذب يعني انعدام الإيمان والتقوى، والكذب يؤدي إلى الفتن، ويسبب الظنون بين الناس، بل الكذب يخالف الإيمان فليس مقبولاً من إنسان يصلي جماعة أن يمارس الكذب، وكذلك بالنسبة للإمام الجماعة، لأن كذبه يخرجه من العدالة، ولذلك نحن بحاجة إلى أن نتحلى بالصدق ونحذر أن نكتب كلمة أو ننطقها كذباً، فالصدق والكذب هو معيار يستخدمه العقل للتمييز بين الناس، يسْأَل الإمام (عليه السلام) : (فما الحجّة على الخلق اليوم؟ فقال(عليه السلام): العقل يعرف به الصادق على الله فيصدّقه، والكاذب على الله فيكذّبه).

 وقال الإمام الصادق : (إن الكذاب يهلك بالبينات ويهلك أتباعه بالشبهات ) (2).

 وقال الإمام الباقر : (إن الله عز وجل جعل للشر أقفالاً، وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب، والكذب شر من الشراب) (3).

 وقال الإمام الباقر : (إن الكذب هو خراب الإيمان) (4).

 وقال عيسى بن مريم : (من كثر كذبه ذهب بهاءه).

 وقال الإمام علي : (ينبغي للرجل المسلم أن يجتنب مؤاخاة الكذاب فإنه يكذب حتى يجيء بالصدق فلا يصدق).

 وقال الإمام علي : (لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يترك الكذب هزله وجده)).

 واختتم قوله: (فالكذب صفة ذميمة ومبغوضة ومحرمة في الجملة في الجدِ والهزل، وقد يكذب الإنسان في الصغيرة ثم يتجرأ ويكذب الكبيرة كالكذب على الله ورسوله وهي من الكبائر المحرمة، وهناك استثناءات للكذب مثل إصلاح ذات البين).