القطيف : ورش لصيانة الكومبيوتر ... للنساء فقط
يبدو أن كلمة «للنساء فقط» ستتكرر كثيراً خلال العام الجاري، فبعد إقامة أول فندق للنساء في الرياض، جاءت فضيلة الفضل، لتعلن عن إنشائها أول مركز متخصص في خدمات الكمبيوتر «ورش صيانة» في القطيف، الذي رفع هو الآخر شعار «للنساء فقط». ويبدو أن الحمى انتقلت إلى القطاعات كافة، أو أنها كانت موجودة بالفعل، لكنها فضلت أن تظهر هذا العام في شكل واضح.
وتقول صاحبة الفكرة مديرة المركز الفضل: «جاءتني الفكرة أثناء عملي مدربة كمبيوتر المعهد التابع لكلية الآداب في الدمام، فحبي لهذا العمل جعلني أتقنه». وتابعت «عشقت هذا المجال بجوانبه كافة، فدرست جميع الدورات من البرمجة والصيانة والدعم الفني، وصولاً إلى تصميم البرامج ومواقع الانترنت، حتى أصبحت مؤهلة تماماً، سواءً من الناحية النظرية أو من الناحية العملية».
وتبدو فضيلة سعيدة وهي تحكي عن «دهشة الكثيرين، عندما يشاهدونني أثناء تركيب أجزاء الكمبيوتر من الألف إلى الياء، من دون أي مساعدة». ولا تخشى من «تنافس بعض المراكز، حتى لو قامت عناصر نسائية بإنشاء مراكز منافسة لي»، فهي ترى أن السوق «مفتوحة، وجودة العمل في الأساس هي العنصر الذي يُميز». وتقول: «أكثر عميلاتي في الوقت الحالي من المراكز النسائية واستوديوهات التصوير النسائية، ففي السابق كن يلجأن إلى العناصر الرجالية لصيانة أجهزتهن، ويضطررن لإزالة الصور والأشياء الخاصة من على الأجهزة، وفي بعض الأحيان يضطررن لترك الجهاز ليوم أو يومين، لكنني أقوم بإصلاحه فوراً».
وترى فضيلة أن نجاح التجربة «يشجعني على افتتاح فروع أخرى للمركز، خصوصاً في المنطقة الشرقية، فبعد أن بدأت وحدي، يعمل معي الآن سبع نساء». وتتحدث عن دعم زوجها الذي وقف إلى جوارها «لقيت الدعم من الجميع حولي، خصوصاً زوجي، الذي أعجبته الفكرة، وبادر إلى استخراج التصريح، لأنني لم أكن على دراية بكيفية استخراجها، فتولى إتمام هذا الأمر، بصفته رجل أعمال».
وتابعت «كان باستطاعتي أن أبدأ هذا المشروع من المنزل، ولكن لن يكون بهذا الشكل النظامي، ولن أكسب رضا جميع عميلاتي، كما هي الحال الآن»، مشيرة إلى أن العمل وفق تصريح وفي شكل رسمي «يعطي المكان طابع الثقة من جانب العملاء».
لكن أكثر ما يضايق فضيلة هو أن «بعض المؤسسات لا زالت تعتمد على النظام الورقي، خصوصاً في المؤسسات النسائية». وتقول: «أول ما يلفت انتباهي في المؤسسات النسائية هو الاعتماد على الورق، وبإمكان هذه الفوضى أن تتحول إلى برنامج إلكتروني، يسهل الكثير من الأمور في العمل».
ولا تقتصر آمالها على النواحي التكنولوجية، فهي ترغب في «وجود أقسام نسائية متخصصة في البلدية، لتستطع المرأة إنهاء معاملاتها بنفسها». كما تتمنى أن ترى النساء في السعودية «قادرات على الدخول إلى عالم الكمبيوتر، الذي أصبح أساسياً في كل الدوائر والمؤسسات». وتقول: «المرأة في حاجة إلى امرأة مثلها، لتتفهم احتياجاتها، وترفع عنها الحرج في جميع المجالات، وليس في مجال مُحدد». وتسعى فضيلة إلى «زيادة المتعاملات مع الكمبيوتر والدارسات له»، مشيرة إلى استعدادها «لتقديم دورات خاصة في كل ما يعنى بالكمبيوتر، خصوصاً طالبات المدارس، بعد تثبيتها كمادة أساسية للطالبات، أو فيما يخص الأمور الإدارية».