المسؤول واحترام خصوصية الاخر

علي آل غراش *

بلا شك إن العلاقة الإنسانية النبيلة القائمة على قاعدة الاحترام والتقدير، واحترام خصوصية الطرف الاخر.. بين سائر البشر كفيلة ببناء علاقة أخوية قوية بين الجميع مهما كانت الفوارق اللغوية والعرقية والدينية والمذهبية والفكرية والمادية بينهم، كما أن العلاقة الإنسانية السامية بين الموظف (العامل) مع المسئول أو رب العمل في أي مجال كفيلة ببناء علاقة وطيدة بين الطرفين ونجاح العمل.

  •  مشاركة وتضامن

بينما أهالي المنطقة الشرقية يحيون أيام عاشوراء الخالدة في شهر  محرم، واحياء بطولة الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه ومنهم الشباب، توفي الشاب محمد عبدالوهاب البدوي 28 عاما من مدينة سيهات، متزوج ولديه طفل وزوجته حامل؛ في حادث مروري ـ أثناء تأدية عمله بالقرب من حرض والحوية بالأحساء، برفقة زميله الراحل الشاب حمد عبدالله الثواب 22 عاما من مدينة العيون بالأحساء ـ وما أصعب فقدان الشباب على الأهل والأحبة.

الموقف الذي يستحق الإشارة والوقوف عنده طويلا  والإشادة به موقف كبار المسؤولين بالشركة التي يعمل بها الفقيدان "شركة محمد البرواني لخدمات النفط المحدودة "العمانية" في تخفيف المصاب الجلل، وبالخصوص المدير التنفيذي السيد حافظ البوسعيد، الذي حضر من سلطنة عمان إلى مطار الدمام بطائرة خاصة للمشاركة بالصلاة على الجنازة والتشيع وعملية الدفن، وبالتالي مشاهدة مظاهر ذكرى احياء عاشوراء الحسين بالمنطقة التي تزامنت مع المناسبة، بمشاركة مدير المنطقة احمد الخضير، ومدير العمليات سعيد المغيزي، والمدير المالي ناصر المنيف، وعدد من المسؤولين وزملاء المتوفى، وبحضور عدد كبير من المشيعين من أهالي مدينة سيهات وعموم المنطقة تأثرا بالمصاب المؤلم لفقدان الشباب.

  •  لفتة إنسانية

حتما ان حضور كبار المسؤولين بالشركة من خارج المنطقة وخارج الوطن، وتحمل العناء والمشقة له واقع ايجابي ومؤثر على النفوس وتخفيف حجم المصاب والمصيبة على أهل المتوفين، كما انه لفتة إنسانية رائعة بالتضامن، وتعبير عن مدى اهتمام أصحاب الشركة وكبار المسؤولين بالموظفين والعاملين..لاسيما إن بقية الموظفين بالشركة شعروا بالتقدير والاهتمام والرعاية، وان لهم قيمة لدى الشركة التي وقفت بجانب أهل زميليهما الذين توفيا أثناء تأدية عملهما.

والجدير بالذكر ان الشركة لم تخلق مبررات للحادث، والتخلي عن مسؤوليتها كما تفعل بعض الشركات، أو التعاطي مع الحادث من منطلق قبلي أو طائفي .. بل شرعت منذ وقوع الحادث بتحمل المسؤولية، وبجهود رائعة لإنهاء جميع الإجراءات الحكومية والتأمينات، ودفع المستحقات.

  •  المشاعر الإنسانية

ان ما قامت بها هذه الشركة يستحق الإشادة والافتخار به متمنين أن تحذو بقية الشركات ومنها الكبيرة والمشهورة بمثل هذا الموقف الإنساني النبيل.

ولكن السؤال هل الشركات الموجودة لدينا في السعودية تحمل نفس المشاعر بحيث لو تعرض الموظف البسيط الصغير لحادث في العمل سيحصل على التضامن من كبار المسؤولين عبر حضورهم إلى المستشفى عند الإصابة أو التشيع والدفن، وتقديم واجب العزاء عند الوفاة. والإسراع بتسليم ذويه المستحقات بدون تأخير وتعقيد؟.

 هناك عدد من الموظفين والعاملين منهم من كان يعمل بشركات كبرى تعرضوا إلى إصابات عمل منها بالغة لازالوا لغاية كتابة هذه السطور يدفعون الثمن غاليا بسبب الإعاقة الدائمة المصاحبة، وعدم حصولهم على التعويض المناسب الذي يضمن لهم الحياة الكريمة والشريفة.

بل هناك شركات تحاول أن تقنع الموظف والعامل البسيط المصاب أثناء العمل بتغيير الحقيقية والادعاء بان إصابته وقعت خارج موقع العمل!!.. كي لا تحسب تلك الإصابة في سجل تلك الشركة أو الدائرة... فالمهم لدى تلك الشركات وكبار المسؤولين فيها أن يكون ملف الشركة خاليا من الإصابات والوفيات أثناء العمل، وإنها استطاعت أن تعمل مدة مئات آلاف الساعات بدون إصابة عمل، وان كانت عكس الحقيقة!!

 يتبع

المسؤول واحترام خصوصية الطرف الاخر الدينية والمذهبية والفكرية في المجتمع السعودي!!

كاتب سعودي