عاشقةُ الْحُسَيْنِ
عندما استيقظت «رقيّة» من نومتها الصغرى لتصحو وهي على موعد مع النومة الكبرى التي خلدتها صرخةً ما زالت تطالب بحقوق البراءة في عالم الأحزان، بعد أن أحرقت فراشتها في عشق والدها المذبوح بسيف الظلم والطغيان لتتحول في التاريخ إلى رمز لكلّ عاشقة للحسين...
بمناسبة ذكرى استشهاد السيدة رقية بنت الإمام الحسين
لَبَّيْتِ بِالرُّوحٍ شَوقاً لِلْحُسين نِدا
فَمِتِّ مِنْ أجلِ ذاكَ الشَّوقِ مُعْتَقَدا
يا زهرةً فوقَ رَأْسِ السِّبْطِ قَدْ سَقَطَتْ
مِنْ بَعْدِ مَا نَثَرَتْ أَرِيْجَهَا كَمَدا
نَهَضْتِ من نومةٍ لنومةٍ خَلُدَتْ
بكِ مَدَى الدَّهْرِ في أحزانِنا رَشَدا
يا دمعةً مُلِئتْ مِنْ كَرْبَلاءَ أَسَى
فوزّعَتْها عَلَى عُيونِنَا مَدَدا
خُلّدْتِ في لُغَةِ الأَحْزَان مُفْرَدةَ
صُبّتْ على جمرةٍ في ذاتِنا بردا
رُقيةٌ يا دموعَ الحُزنِ قَدْ غَسَلَتْ
رَأْسَ الُحُسينِ فَأكْسَتْهُ الدُّموعِ رِدا
يا دَمْعةً هزَّتِ الطَّاغي (يزيدَ) بُكا
فأشعلتْ ثورةً في سيلِها وصَدى
فثورةُ الدّمْعِ مَا أقسى مَرَارتَها
على الطُّغَاةِ إذا مَسّتْهمُ رَمَدا
يقضُّ مضجَعَهُمْ صوتُ البُكاءِ ولا
يُبْقِي صَدى ذِكْرِهِ عَيشاً لهمْ رَغِدا
يا وردةً أحرقتْ عشقاً فراشَتَها
بِشَمْعَةِ السِّبْطِ فَابْتَلّتْ هُنَاكَ نَدَى
روّت لهيبَ فُؤَادٍ ما ارتوى وَلِهٍ
فذابَ حينَ ارتوى بالعشقِ مُتَّقِدا
شَيدتِ من دمعةٍ بالشّامِ مئذنةٍ
لمّا تزلْ في دروبِ الحُزنِ رمزَ هدى
يا قلبَ عاشقةِ الحسينِ ذًُبْتَ وَلَمْ
تُخبرْ بِسِرِّ حَكَايَا عِشْقِها أحدا
غابتْ كما نجمةٌ في اللّيلِ حَاورَها
فَمُ السَّماءِ فغَاَبتْ لِلسماءِ فِدا
فِي خِرْبَةِ صيّرَتْهَا بَعْدُ مُنتجعاً
للعاشقين طَرِيقَ الطّالبينَ غَدا
قد أفجعتْ بأليمِ الفقدِ زَيْنَبَها
فأشعلتْ بالأسى فُؤَادَها وغَدا
قلبُ العقيلةِ كَهْفاً ضَمَّ مَصْرَعَها
كما احتوى أمسِِ مِنْ أمثالِِها عددا
فشبَّ في زينبٍ جَمْرُ الأَسَى وعلا
منها البكاءُ فودّتْ أنْ تَرَى السّندا
عَضَّ الزَّمانُ بنابِ المَوتِ فَرْقَدَها
فسارَ عن قَلْبِهَا الإسعادُِ مُبْتَعِدا
َ