العمل الموسوعي في دائرة المعارف الحسينية

شبكة مزن الثقافية


عن المركز الحسيني للدراسات بلندن، صدر كتاب "العمل الموسوعي في دائرة المعارف الحسينية"، من تأليف مدير الرأي الآخر للدراسات بلندن، الإعلامي والباحث العراقي نضير الخزرجي، وهو عبارة عن قراءات أولى لما صدر من دائرة المعارف الحسينية بقلم الدكتور الشيخ محمد صادق الكرباسي، وما صدر عن الموسوعة ومصنفاتها لمؤلفين آخرين.
والكتاب الصادر هذا العام (2007م) ضمّ مقدمة وعشرة عناوين، يقول الخزرجي في المقدمة عن علاقة المسلمين بالتأليف: "يفتخر عامة المسلمين أنهم نهضوا بالحضارة الإنسانية من بين أنقاض الجاهلية التي كانت تلف المنطقة العربية وما حولها، ويزيدهم فخرا أنهم السباقون في كل العلوم العقلية والنقلية، الإنسانية والتجريبية، يشهد بذلك سلسبيل تراثهم الثر، وأسماء علمائهم الوضاءة في سماء التأليف، منذ عصر الإسلام الأول وحتى يومنا هذا"، وليس هذا بغريب: "لان الإسلام دين التقدم والحضارة، دين العقل والعمل، دين العقل والشرع، ثم لا عجب في الحشد النوعي والكمي للتأليفات في أبواب العلوم المختلفة، لان العلماء يغرفون من عين الفطرة والعقل وهما لا يتخلفان عن العلم وناموس الكون أبدا".
وعن دور المسلمين في تنضيد الموسوعات، يضيف المؤلف: "وسبقت الحضارة الإسلامية، المدنيات والحضارات الأخرى في وضع الدوائر والموسوعات المعرفية في شتى العلوم وأبوابها، فكانت بساتين غناء متجذرة أشجارها في ارض العلم، وسبقتها من حيث التنوع المعرفي، فجاءت الدوائر كبيرة الحجم كثيرة العدد، ثابتة بأوتادها في صخرة الإبداع"، ويعتقد الخزرجي ان دائرة المعارف الحسينية في أكثر من ستمائة مجلد يعكف على تأليفها تباعا الفقيه المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي هي الأكبر والأغنى حتى يومنا هذا، إذ: "مهما تقصينا الدوائر والموسوعات الإسلامية والعالمية، قديمها وحديثها، في رحلة من البحث والتنقيب، فان الموكب لابد أن يحط رحاله عند أعتاب دائرة المعارف الحسينية". ويكفي الموسوعة الحسينية فخرا وتميزا: "أن أفلاكها الستمائة مجلد تدور حول قطب واحد، هو شمس الإمام الحسين ونهضته المباركة".

وقرأ نضير الخزرجي تحت عنوان "التعريفات" تسعة كتب صدرت في التعريف بدائرة المعارف الحسينية لمؤلفين عدة وباللغات: العربية والأردوية، والفارسية، والفرنسية، والإنجليزية والألمانية. وتحت عنوان "تقدير المرجعيات" اقتطع المؤلف جانبا من الرسائل التي وصلت صاحب الموسوعة من مرجعيات دينية وعلمائية شيعية وسنية تبارك للموسوعة وتثني على شخص آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي، فضلا عن الإشارة الى مراجع تقليد وزعامات دينية شملوا الموسوعة برعاية خاصة. وتحت عنوان "ثناء الخطباء والمحاضرين" اثبت الكتاب نصوصا لعدد غير قليل من المفكرين والمثقفين والكتاب والخطباء من جنسيات ومذاهب مختلفة أثنوا على الموسوعة. وتحت عنوان "دراسات من وحي الموسوعة" قرأ المؤلف وبصورة أولية ستة كتب لستة مؤلفين استوقفهم بحث ورد في احد أجزاء الموسوعة أو لفت نظرهم جزء مستقل، فراحوا يسلطون الضوء عليه. وتحت عنوان "محطات من الموسوعة" قرأ المؤلف ثمانية عشر كتابا وكتيبا أكثرها من إعداد كتاب من جنسيات ومذاهب مختلفة، بانت لهم الأهمية في أن يستخرجوا فصلا أو فصولا مترابطة من احد مجلدات دائرة المعارف في كتاب مستقل ويضعوا عليه لمساتهم. وتحت عنوان "رؤى الساسة" استعرض الكتاب آراء عدد من الساسة في الموسوعة الحسينية وصاحبها، وجاءت الرؤى من باكستان والعراق والهند والكويت ولبنان وغيرها. وتحت عنوان "الموسوعة والسلطة الرابعة" أثبت الكتاب عشرات الصحف والمجلات وقنوات التلفاز والفضائيات والمواقع الالكترونية وشبكاتها وصفحاتها التي تناولت دائرة المعارف الحسينية من قريب أو بعيد. وقرأ المؤلف تحت عنوان "نفحات المقرظين" ثلاثة كتب أقرظت الموسوعة وصاحبها شعرا ونثرا. وتحت عنوان "ما صدر من الموسوعة" قرأ المؤلف وباختصار خمسة وثلاثين مجلدا في أبواب مختلفة ظهرت الى المكتبة العربية حتى لحظة صدور هذا الكتاب.

واختتم الكتاب بتعريف بالمركز الحسيني للدراسات وبصاحب دائرة المعارف الحسينية. ويعتقد الباحث نضير الخزرجي أن الفقيه الكرباسي وهو من نسل مالك الأشتر، يمثل للإمام الحسين في تدوين نهضته يمناه القابضة على القلم، كما كان جده مالك الأشتر للإمام علي يمناه القابضة على السيف، وربما كان وقع القلم في هذا الأيام أمضى من حد السيف وإن صدقا.