لا يكفي..

حبيب علي المعاتيق *

ألا يكفي..
بأن هواكِ ذاك السرَّ
مفضحوحٌ على طرفي.
ألا يكفي..
بأني بتُّ مفتوحاً على أنفاسنا الولهى
فقد تستوعبُ الأنفاس والشهقاتُ
ما نُخفي.

أديريني على كفيك إيقاعا سباعيا
ففي قلبي من النبضات
ما يُغني عن العزفِ
على رسل الهوى، كي لا يُثار الشعر
كم أخشى على شفتيك
ذات اللذة الحمراء من حرفي.

يُغيرُ الحبُّ في جيشٍ من الجذبات يا لله
يزحف أيّما زحفِ.
وفي أعماقِنا
ثغرين
مفتوحين للهجمات
للطعنات
للعصف الذي نخشاه
للقصفِ.
أُعيذُ اللطفَ في عينيك أن يَقوى يُدافعُه
وفي عينيَّ - يا عينيَّ - ما يكفي من الضعفِ.

دعي باب الهوى العذري مفتوحاً
ولا تتعجلي الطرقات
إن الحبَّ أعذبُه
الذي ينساب من شباكنا الخلفي.


تجيئينَ المسا
والشوقُ في الأرواحِ يتلو آيَ خلوتنا
على نحو الهوى القدسيِّ
بين الخوف واللهفِ.
على مهلٍ
تُساقيني نمير الحبِّ
في كأسٍ من النظرات مستوفي.
وقلبي ذلك الموعود بالوَكَزات
يدعو ملء كاسات الهوى
كُـفّي.

أنا المنذور عمري في الهوى نصفينِ
نصفٌ ماتَ من زمنٍ
فيا بيضاءُ - بالغالي على عينيك-
خافي الله في نِصفي.
تجلى العشق لي طيفا شهيّا
بتُّ أحرُسُه
فلا تستيقضي أرجوك
كي لا ينتهي طيفي.
دعينا نركب الأحلامَ
عُصفورين ناما عند عصفِ الريحِ في كهفِ.
كما تهوى الرؤى،
إني نذرتُ القلبَ قرباناً
فهل أمهلتِني مقدار هذا الحلم
كي أوفي.

***
أنا مدٌّ من الأشواقِ في أعتى خطورته
استعيذي الله من عصفي.
وكَفّي جمرةٌ لظيتْ
إذا لم تحسبي للعمر حسباناً
وقررتِ ارتياد الموت و الخوفِ
ضعي كفيك في كفي.

دعينا نمتطي الأهوالَ
إن لم يكفنا في موتنا هذا شعور الحبِ
كل الكون لا يكفي

جزيزرة تاروت