توليد حلول إبداعية لأصعب التحديات(*)

حسين أحمد بزبوز *

 دخل رجل أحد البارات و طلب من صاحب البار كأس ماء ، فسحب صاحب البار بندقية و صوبها باتجاه الرجل ، شكر الرجل صاحب البار و مضى خارجا.

تفسير: كان ذلك الرجل يعاني الحازوقة(1) - الفواق - ، و أدرك صاحب البار ذلك من صوته ، فسحب البندقية ليحدث لديه صدمة ، وقد نجح ذلك الفعل في علاج الحازوقة ، فلم يحتج الرجل ماءً.

  •  تعزيز مهارات التفكير الإبداعي!

 وفقا لرؤية توم مونهان - ضيف هذا الحوار - ، فإننا جميعا نولد بقدرات إبداعية ، لكننا في النهاية نصبح معودين على عدم استخدام تلك القدرات. و يعمل مونهان  مرشدا في مجال التفكير الإبداعي الخلاق ، متيحا إستراتيجياته لتعليمنا كيف نحرر تلك القوى الإبداعية.

 و قبل سنوات قليلة ، كان توم مونهان عاملا هاما في عالم الدعاية ، و تحول من ناسخ آلة كاتبة محترم إلى مدير مبدع . اعترفت به صحيفة " The Wall Street Journal " ، كقائد مبدع أكسبته أعماله لرؤوس أموال ضخمة كـ : "Lotus Software"  ،  "Keds" و "Polaroid" ، العديد من الجوائز المعتبرة. لكنه بعد 15 سنة من إدارة وكالة دعاية خاصة به أسسها في نيوإنجلاند ، و بسبب زلة غير مقصودة بدأ ينظر لنفسه نظرة قاسية ، و النتيجة؟ تحول جذري و صحيح في حياة مونهان.

 "قبل خمس سنوات" يقول مونهان ، "وجدت نفسي في أيسلندا أعطي برنامجا لمدة يومين في الإبداع. و كنت مدركا حينها أنني حجزت الرحلة رغم تعارضها مع أكبر عرض جوائز في نيوإنجلاند. و كان العرض هاما جدا لمؤسستنا ، لكنني نسيته تماما. حينها أدركت أن أولويات حياتي قد تبدلت ، و بمجرد أن أدركت ذلك ، تركت تجارة الإعلانات.

 و بدلا من ذلك ، تحول مونهان للعمل في أفضل ما أحبه يوما على الإطلاق ، إنه: تعليم الناس كيف يطورون قدراتهم الإبداعية ، و كيف يستفيدون منها. و عبر شركته  "Before & After" ، في تيبرتون بولاية رود آيلاند ، يساعد مونهان شركات و منظمات متخصصة و أفراد أيضا ، في تعلم كيفية "تشحيم أدمغتهم". و لقد استطاعت (شركة بفور آند أفتر) "Before & After " أن تقدم خدماتها لأكثر من 50000 إنسان يعملون لدى عملاء موزعون بين:  "Hewlett-Packard"   ,   "Hasbro"   ،  "ABC Sports"  , "Washington Post"  و  " Tommy Hilfiger ".

 و هنا بعض الأسئلة التي وجهناها لأستاذ التفكير الإبداعي الخلاق - توم مونهان - ليشرح عبرها رؤيته للإبداع:

  •  لماذا يعتبر الإبداع جزءً مهما من الحياة العصرية ، هذه الأيام؟

 لقد بنى أجدادنا العظام حياتهم بأيديهم و ظهورهم و أرجلهم ، لكن التقنيات البسيطة التي ابتكرت استطاعت القضاء على تلك الأدوار. فمعظم الناس اليوم يديرون أعمالهم من مقاعدهم ، مستخدمين أدمغتهم. و حاليا , فإن التقنيات المتطورة جدا قد ألغت أيضا تلك الوظائف التحليلية التي نستخدم فيها المنطق الرياضي و أفكار الآخرين. إن بمقدور الشرائح الإلكترونية الرقيقة أن تنجز تفكيرا خطيا ، و تصل لنتائج صحيحة ، لكنها لا تستطيع أن تستعمل الخيال. ومن سخرية القدر ، فإن التقنيات المتطورة جدا أو على الأقل عصر المعلومات ، قد خفض قيمة المعلومة ، فكل شخص باستطاعته اليوم أن يمتلك تلك المعلومات. و رغم ذلك ، لازال الناس يقولون "المعرفة قوة" ، لكنها - أي المعرفة - حقيقة ً أقل قوة من أي وقت مضى ، لأن أناس أكثر يمتلكونها اليوم بصورة لم تسبق من قبل(2). وفي الحقيقة ، لم تعد المعرفة هي تلك القوة العظمى كما كانت ، لكنه الخيال ، فهو القوة الحقيقية . و لقد أخبرنا أينشتين ، قبل سبعين سنة ، أن الخيال أكثر أهمية من المعرفة ، وهذه الحقيقة واضحة جدا خصوصا هذه الأيام.

  •  هل تعتبر أن بعض الناس فطريا أكثر إبداعا من الآخرين؟

 هناك اعتقاد خاطيء جدا بخصوص الفرق بين الإبداع و الموهبة. ففي كل مجال , سنجد الكثير من الموهوبين غير المبدعين : أناس يجيدون حقا عزف أغاني الآخرين أو ينجزون لوحات فنية كاملة ، لكنهم لا ينتجون بالضرورة أفكارا جديدة. إن الإبداع هو أن تنتج أفكارا جديدة. و في الوقت الذي أعتقد فيه أنا أن الموهبة مغروسة في جيناتنا ، أتصور أن كل شخص لديه قدرة على الإبداع. و كل الناس لديهم أيام سعيدة ابتكروا فيها أفكار محترمة. لذا فإن أحد الأدوار التي أحاول أن أقوم بها هو أن أكشف للناس تلك الأيام التي أبدعوا فيها ، كي يتمكنوا من تكرار ما قاموا به سابقا باستمرار. إن الملفت ، أن المبدعين المميزين يميلون عادة أن يكونوا واعين جدا لقضية الإبداع ، لكن معظم الناس لا يدركون بوعي كيف تتم عملية التفكير. لذا فإنني أضع أولئك الأفراد في مواقف تثير فيهم الإلهام و تبين لهم أنهم قادرون على إثارة الإبداع كل يوم.
 

  •  ما أهم عوائق الإبداع؟

 غالبا ، فإن أهم عائق هو المعرفة. لأن الناس عندما يملكون جوابا ، فإنهم يميلون لعدم البحث عن إجابات أفضل. ثم بعد ذلك يأتي الخوف من الفشل و الخوف من نظرة الآخرين و الخوف من النجاح. إن المضحك ، أن أولئك الذين يخافون الفشل يميلون عادة لعدم إخراج رؤوسهم من التراب ، و بسبب ذلك فإنهم لا ينجحون  كما ينجح أولئك الذين لا يخافون كثيرا من الفشل. انظروا فقط لمايكل جوردون لتتأكدوا من هذا. فجوردون أخطأ كثيرا من الرميات بشكل فاق فيه الآخرين عبر تاريخ كرة السلة ، و رغم ذلك فقد كان في الثلاث نهائيات الأخيرة للإتحاد الوطني لكرة السلة (the NBA finals) أفضل اللاعبين على الإطلاق ، ببي روث أيضا وجه ضربات أكثر من الآخرين و توم إديسون كانت له إخفاقات بائسة كثيرة جدا. وهذا طبيعي لأن البشر كثيري الإنتاج يفشلون أكثر لأنهم يبادرون أكثر. يقول أينشتين "أروني شخصا لم يفشل مرة واحدة ، و سأريكم شخصا لم يبذل جهدا كافيا". سبب أخر من الأسباب المهمة التي تجعل الناس لا تبدع أفكارا أفضل هو "القرار". فدعونا نفترض أنكم تبحثون عن حل لمشكلة ما ، فتتوصلون لثلاثة أو أربعة حلول ثم تصلون للمحاكمة و اتخاذ القرار. هل الحلول جيدة؟ إذا كانت جميعها سيئة ، فإنكم تقررون الاستسلام و التوجه للعمل في الإدارة الفندقية. أما إن كان واحد منها جيدا ، فإن معظم الناس يتوقفون عند هذه النقطة. لذا فبالقرار ، تخسر في كلا الحالتين: حين تستسلم و حين تعمل مثل معظم الناس فتتوقف عند فكرة واحدة جيدة. إذا سبب عدم إبداعك هنا أفكارا عظيمة هو امتلاكك فكرة واحدة جيدة ، وهذا يدفعك بالتالي للتوقف.

  •  هل تقول أن الناس يجب أن يعطلوا تلك الأفكار الجيدة ، أم يجب بالإضافة لتلك الأفكار الجيدة أن يبحثوا عن حلول إضافية في جهات أخرى مختلفة تماما؟

أقول حاولوا إبداع العديد ، العديد من الأفكار بعيدا عن المفاضلة بينها(3). فإن عقولكم تفكر بطريقتين : نمط "البرهان المنطقي الخطي" و نمط "تفكير الوميض" ، ولا يمكن جمع الطريقتين معا في نفس الوقت. إن بعض الناس عندما تومض في أذهانهم فكرة ، ينتقلون مباشرة لممارسة نمط تفكيرهم المنطقي الخطي ، و عندما تنتقل إلى هنا لن يومض عقلك مزيدا من الأفكار. إن مفاضلة الأفكار تضغط دائما باتجاه إبداع أفكار تطبيقية عملية ، لكن الطبيعي و الواقعي في عالم الأفكار الجديدة أنه لا يوجد إثبات أن تلك الأفكار عملية فعلا ، و بالتالي يجب المحافظة على منهجية عدم المفاضلة بين تلك الأفكار.  

  •  كيف يمكنك التغلب على عامل الخوف من الفشل و على بقية معوقات الإبداع؟

 إنني أستعرض للناس كيف يبنى الخوف في تفكيرهم ، فيتلاشى كثير من ذلك الخوف - بسبب المعرفة -. إن تقنيات التفكير الخلاق مثل : Intergalactic Thinking™  ، 100MPH Thinking™ ، 180º Thinking™ ، التي أدرسها في حلقاتي الدراسية ، كلها تتضمن موضوع الخوف. إن معظم الناس يفكرون بشكل غير واعي ، لكن عندما نفهم كيف نفكر ، عندها ندرك قانون الفشل و قانون الإلهام العشوائي و قانون إيقاف المفاضلة.

  •  كيف توازن بين أن تكون مبدعا و أن تنتج منتجا يتلاءم مع ما تريد أن يكونه المنتج بطريقة تسويقية تجارية؟

 رغم أننا لا نمتلك حتى الآن إلا القليل من الأفراد أو المنظمات التي تواجه هكذا مشكلة. لأننا لازلنا حديثي عهد في تشخيص قضية الإبداع ، لذا فإن هكذا مشكلة لو ظهرت و عندما تظهر ستكون مشكلة لطيفة. طبعا ، هذا كله متعلق بامتلاك فريق عمل متوازن ، لأن المصنفين ضمن فئة المبدعين المتفوقين يميلون عادة لامتلاك مدى تركيز قصير جدا. لقد نبذ دافينشي كثيرا من رجال الدين لأنهم طلبوا منه أن يكون إنتاجه أخلاقيا ، لكنه لم يكن ينجز نصف رسومه تلك إلا وقد انطلق لعمل آخر. لكن لو عمل المبدعون المميزون جنبا الى جنب مع آخرين ذوي توجهات أكثر تنفيذية ضمن فريق عمل واحد فإن المجموع سيشكل توليفة رائعة. علاوة على ذلك فإن على المرء أن يعرف متى سيتوقف. إنني واحد من أولئك الأشخاص ذوي مدى التركيز المنخفض ، و عندما كنت أذهب إلى أستوديو التلفزيون ، كان علي في لحظة معينة أن أقول " حسنا ، علي الآن أن أغلق عقلي المبدع ، سأوقف طرح الافتراضات ، و سأقوم الآن بالإنجاز فقط". عند نقطة معينة ، يجب أن توقف الابتكار و تسحب الزناد لتطلق النار. و في الحقيقة ، فإنه يمكنك دائما الانطلاق ، لكن يجب عليك أن تدرك أن الوقت ينفذ و من الواجب أن تنتهي من عملك. و ذلك يتطلب أحد الأمرين: إما التنفيذ أو الفهم و النضج.

  •  
    ماذا عن أولئك المصممين الذين يجب عليهم العمل منفردين؟ هل هناك أية أفكار مفيدة لزيادة الإبداع تقدمها لهم؟

 إحدى الطرق التي أوصي بها هي ما أسميه "التعاون مع العبقرية" . و هذا ما يقوم به الناس كل يوم ، لكن دون وعي. إن 99% من الأفكار أو الخواطر التي تمر في أدمغتنا هي أفكار و خواطر الآخرين التي أصبحت ملكا عاما. و هذا يعني أنك عندما تعمل بمفردك فإنك في الحقيقة لا تعمل منفردا. إن لديك منفذا لجميع تلك العقول الأخرى. لقد كان كتاب "فكر و ازدد ثراء"   " Think and Grow Rich " لمؤلفه (نابليون هيل) ، و الذي كتب في عشرينات أو ثلاثينات القرن العشرين ،  كتابا تحليليا لشخصيات أولئك ذوي الإنجازات الراقية في ذلك العصر. و لقد توصل الكاتب في هذا الكتاب إلى أن أولئك الأشخاص في ذلك الزمن - و لو تأملت ، فإن ذلك أيضا غالبا ما يلاءم أي زمن - أحاطوا أنفسهم بآخرين من ذوي الإنجازات الراقية ، و عندما لم يكن ذلك ممكنا ، كانوا يقومون بدراسة شخصيات أولئك الآخرين. لكن هنا يجب التحذير من بعض النقاط ، فقد يخطيء الكثيرون باللجوء للتعاون مع عباقرة و مبدعين من نفس صنفهم ، وهذا يعني أنهم يقومون إما بالسرقة أو بالتقليد ، وهذا يبعدهم كثيرا عن الهدف المنشود. إنني لا أوصي عندما تكون مصمما مثلا أن تبحث في: "كيف يقوم وودي بيرتل - Woody Pirtle - بعمل كذا؟" ، لأنه يعمل في نفس المجال و بالتالي فإن ما ستقوم به هو فقط تقليد لما قام هو بانجازه. و بدلا من ذلك أقول ، أدرس شخصا مثل (بيل جيتس) - Bill Gates - ، (هنري فورد) Henry Ford - - أو (كوبرنيكوس) Copernicus - - و استعر من ذكاء هؤلاء. و استفد من نشرات مثل "HOW" و "فنون التواصل - Communication Arts - " (التي يكتبها مونهان في الإعلانات) ، كمحفزات تفكير لا ككوابح تفكير.

  • ماذا عن المراحل الحاسمة ، عندما تكون على خط الموت ؟ كيف تستطيع أن تبدع في المراحل الحرجة عندما تصوب البندقية الى رأسك؟

 إن الخبر الجيد الذي يجب أن يقال هنا عن التفكير السريع هو أن "التفكير السريع" يعني: اتخاذ القرار. إن نصف من أعمل معهم - تماما - ، يخبرونني أنهم يعملون بشكل أفضل تحت الضغوط. و إنني أقول لؤلئك الذين يقولون أنه لا يمكنهم ذلك ، "لقد ولدتم في القرن الخطأ". إن الحياة تجري اليوم بسرعة تفوق أي وقت مضى ، و إن الواضح اليوم أن النصر سيكون حليف من يتحرك بسرعة أكبر.

  •  كيف يستطيع المصممون مساعدة عملائهم في الانفتاح على الإبداع ، بحيث يستطيع العملاء القبول بالمشاركة في حل بعيد عن جعبة توقعاتهم ، لكنه قد يكون الحل الأفضل؟

 إن هذا السؤال معقد جدا بحيث يتطلب جوابا معقدا أيضا ، هذا إن كان هناك جواب أصلا. لكن أفضل ما يمكن أن يكون "ترياقا" ناجعا هنا ، أن تستمع للعميل. فإذا استمعت ، ستسمع العميل يقول ما يدعم ما تريد القيام به. إنني أفضل أن أستعمل نفس كلمات العميل  و مصطلحاته  و أفكاره ، و أحاول لفت نظره لهذا عندما نتعاقد تجاريا. و أفضل أن أجعل العميل يشتري باكرا ، قبل أن أبذل معه كثيرا من الجهد في محاولة الإقناع. فإنك إن لم تصغ و حاولت فقط أن تغتصب الكلمات من فم العميل ، فالنتيجة ستكون المقاومة. أيضا ، يجب أن تتعامل مع عملك على أنه حل مشكلة - problem-solving - ، لا على أنه تزيين صفحة أو عملية ديكور. فإنك عندما تنجز حلا جيدا لمشاكل العملاء ، فإنهم لن يكترثوا كثيرا بكيفية تزيينك للصفحات. و إنني شخصيا ، أحب أن أري الناس العقبات ، و بالتالي فإنهم سيلصقون أنوفهم بها بطريقة أو بأخرى ، إنه قرارهم ، لذا من حقهم أن يكون لهم رأي في الموضوع ، أما كونهم مؤهلين أم لا فذلك شأن آخر. لكن عندما تبقي الناس على اطلاع ، فإن احتمال تمزيقهم مقترحاتك و آرائك يصبح أقل بكثير.

  •  لذا ، فإنك تجعلهم يشعرون أنهم جزء من المعالجة ، بل تجعلهم واقعا جزء تلك المعالجة؟

 نعم ، إنك عندما تبيع أفكارك ، فإن أفضل طريقة هي أن تحضر إنتاجك أمامك ، ثم تصمت. أما إذا كانت هناك بعض المقاومة من العميل ، فعليك أن تقدم بعض اللين. إنه قانون من قوانين الكون : إن الأشجار التي لا تنثني أمام الإعصار ، تكسر ، و الأشجار التي تنثني تبقى سالمة. و أنا لا أقول أنه يجب الاستسلام أمام كل شيء ، لكن هناك بعض البشر الذين يدافعون عن أعمالهم بتحجر شديد ، فيضيعون وقتهم في عبارات الدفاع و الشرح. إن هكذا أمور لا تنتصر في المعركة ، لكن الأفكار هي من سينتصر.

 

(*) موضوع مترجم بتصرف ، نقلا عن الإنترنت.

(1) الفواق ، باللهجة الدارجة : أبو فاق.

(2) تعليق: إن المعلومة التي أصبحت تصلنا في كل مكان عبر الفضائيات و عبر شبكات الانترنت (السلكية و اللاسلكية) و عبر أثير الإذاعات و عبر مكالمات الهاتف الثابت و عبر الصحف و المجلات و بقية المطبوعات و فوق ذلك أيضا عبر مكالمات الهاتف الجوال و رسائل الـ SMS و البلوتوث و الوسائط المتعددة و أيضا عبر انترنت الجوال والأجهزة الكفية ، كل ذلك ربما يكون مسؤولا عن شعورنا الحالي بزيادة نسب الجريمة أو تضخيم ذلك الشعور ... ، فكثير من الجرائم التي كانت تحدث في الماضي كان من الممكن أن تمر دون أن يسمع بها كثير من القاطنين معك في نفس المدينة و ربما في نفس الحي ، أما اليوم فأنك مجبر على سماع كل الجرائم التي تحدث فوق سطح الأرض.

(3) تعليق: إن خلق الافتراضات (Ifs) بعيدا عن المفاضلة و المحاكمة ، من أبدع المهارات التي يمكن أن تستفيد منها المدارس ضمن مناهج التربية الفنية أو مادة التعبير أو ضمن حصص النشاط ، لخلق طلاب مبدعين لديهم روح الابتكار ، فلنتصور بكم طريقة يمكن أن نستبدل فكرة الأبواب للدخول للغرف؟ ( حفرة تحت الجدار أو أنبوب للمرور، أو متاهة منحنية في الجدار ...) ، فلنتصور بماذا يمكن أن نستبدل أوراق الشجر في لوحة فنية (كتب ، أقلام ، مصابيح ... ) ، إن كل تلك التصورات بعيدا عن كونها عمليا ناجحة أم لا ، تعد جزء مهما من عملية الإبداع ، إنها عملية تحفيز لعقولنا و خيالنا للانطلاق ، و عبرها يمكن أن نغير في حياتنا الكثير في مختلف المجالات ، و بها يبتكر كل جديد.