المرجع المدرّسي يدعو اهالي سامراء للتبرء من التكفيريين والتعايش السلمي مع بقية مكونات الشعب
حمّل المرجع المدرسي(دام ظله) القوات المتعددة الجنسيات مسؤولية انعدام الامن في اطراف الروضة العسكرية المقدسة والذي تسبب في تطاول التكفيريين ليكرروا اعتدائهم بنسف المأذنتين الشريفتين، ودعا سماحته علماء المسلمين في كل مكان للافتاء بكفر هؤلاء وتجريدهم من صفة الاسلام، ودعا ايضا اهالي مدينة سامراء لحسم موقفهم ازاء الجماعات التكفيرية بالبراءة منهم نظراً الى ان الروضة العسكرية تقع وسط المدينة.
وفي محاضرته الاسبوعية التي جاءت بعد يوم واحد على كارثة الاعتداء الجديد على الروضة العسكرية، قال سماحة المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله): ان الولايات المتحدة وشخص رئيسها جورج بوش لم تف بوعودها ببناء القبة التي هدمها التكفيريون العام الماضي، وفي معرض حديثه عن سيطرة القوات الامريكية على المنطقة برمتها تساءل سماحته عن اسباب في بقاء الطريق امام زوار الامامين العسكريين مغلقا في حين عملت القوات الامريكية على فتح الطرق المؤدية الى الفلوجة والرمادي، وصرح سماحة المرجع المدرسي بالقول: باننا لسنا بحاجة الى الامريكيين لبناء المرقدين... نحن من يبني الروضة العسكرية لكننا نطالبهم بتوفير الطريق المؤدي الى سامراء ، وتابع سماحته موضحاً: بانه "الامريكي اما ان يتكفلوا بتأمين الطريق او ان يرحلوا ونحن نعرف ماذا نصنع".
وفي جانب اخر من حديثه شدد سماحة المرجع المدرسي على حقيقة ارتباط التكفيريين بأسلافهم الذين عاصروا الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في بداية بزوغ فجر الاسلام، وذكر سماحته بذلك الذي تخلف عن الصلاة جماعة خلف النبي فلما فرغ المسلمون من الصلاة سأله النبي في هذا السياق فقال انه لايثق بعدالة النبي ياللوقاحة !!وقال سماحته "ان هؤلاء لا يمثلون السّنة وانما هم شرذمة قليلة، وما يرومون اليه هو فصل الدين عن الرسول الاكرم واهل بيته (عليهم السلام) حتى عداءهم للابناء الرسول ليس موجهاً ضدهم شخصياً وانما لكونهم ابناء الرسول الاكرم، وقد صرح بهذه الحقيقة الجيش الاموي الذي جاء لقتال الامام الحسين (عليه السلام) في كربلاء عندما سألهم الامام عن سبب محاربتهم اياه والاصرار على قتله، فاجابوه بان ذلك رداً على فعلة ابوك بأسلافنا في بدر وحنين".
واشار سماحته الى مغالطة التكفيريين المفضوحة بشأن حرمة المراقد، وقال: "لنفرض ان القبة لم تكن في عهد الاسلام الاول كما يقول هؤلاء الجاهلون لكن المئذنة رمز التكبير لله تعالى ومحل رفع الاذان فماذا يقول التكفيريون عن هدم المئذنة؟" وفي سياق حديثه طالب سماحة المرجع المدرسي علماء المسلمين في كل مكان بالاجتماع على فتوى واحدة بتكفير هؤلاء وتجريدهم من صفة الاسلام والحاقهم بالخوارج.
وفي جانب اخر من حديثه طالب سماحة المرجع المدرسي من اهالي سامراء التبرء من الجماعات التكفيرية " ويميزوا بينهم وبين هؤلاء حتى لا يؤخذ البريئ بذنب المجرم"، وخاطب سماحته اهالي سامراء بالقول: "اين انتم يا اهالي سامراء ؟ ان كنتم غير حاضنين للارهاب فلماذا سمحتهم بمثل هذا العمل الارهابي الى متى نستمر في تهدئة الناس؟"، وتابع سماحته خطابه الى اهالي سامراء بالدعوة لهم بالانفصال عن التكفيريين والتعايش مع سائر المسلمين في العراق "لكم حقوقكم وعليكم واجباتكم بدلاً من ان يكون الظاهر شيء بالكلام وفي الباطن شيء اخر وهذا ليس كلامي فنحن اخر من ينطق انما الشارع العراقي هو من ينطق".
وطالب سماحة المرجع المدرسي ابناء الشعب العراقي وعموم الامة الاسلامية من شيعة وسنة وكُرداً وعرباً وتركماناً وسائر القوميات بمواجهة السياسات والثقافات والممارسات الخاطئة وحل المشاكل على ضوء القرآن الكريم وقال: "اذا نحن سترنا وهدأنا على كل حدث يحصل في البلاد فمن يكشف الخلل الامني والمشكلة "، وطالب سماحته بتشكيل لجان "ليس فقط لمعرفة الجناة وانما لمعرفة الخلل الذي نحن فيه"، واضاف ايضاً "باننا لا بد ان نجلس ونفكر بشكل موضوعي ... تعالوا أسألوا من له علم وايمان اولم يقل لكم ربكم (فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ) كما جاء في القران الكريم.