» الامام المـُدرّسي"دام ظله": بناء العراق بالعمل ووحدة الصف لابالكلام والخلافات

شبكة مزن الثقافية كربلاء المقدسة
الإمام المدرسي دامت بركاته
الإمام المدرسي دامت بركاته

دعا سماحة المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد تقي المـُدرّسي "دام ظله" الى تكاتف الجهود واستثمار الطاقات لبناء المجتمع واصلاح الاوضاع في البلاد على كافة المستويات. واشار سماحته اثناء محاضرته الاسبوعية التي القاها على حشد كبير من المؤمنين بمكتبه في مدينة كربلاء المقدسة مساء الخميس الماضي، الى ان ذلك يتحقق من خلال الالتزام بثلاث نقاط اساسية هي :

اولاً: من خلال العمل المخلص على ارض الواقع بعيدا عن الشعارات والتبريرات.. موضحا بهذا الشأن اننا اليوم في العراق بحاجة الى كثير من العمل وان نجعله اولوية لنا، وليس الكلام المجرد الذي لايؤدي الى نتائج ملموسة.

واضاف سماحته اننا اليوم جميعا كحكـّام و مسؤولين وبقية افراد وكيانات المجتمع لايمكن ان نؤدي شكر الله تعالى والقيام بالامانة والواجب بمجرد الكلام والتفاخر بالتخطيط والاعداد والتهيئة لهذا الامر او ذاك الانجاز المفترض، لان الفشل سيكون هو النتيجة من دون العمل والتحرك للانجازعلى الارض.

ثانياً: التعاون ووحدة الصف، حيث اكد سماحته بهذا الخصوص ان على الافراد والجماعات ان يحذفوا الحواجز المصطنعة فيما بينهم من الاهواء والمصالح الضيقة والانانيات والتبريرات التي تقف حائلا دون تعاونهم وتوحيد جهودهم وصفوفهم.

واشار سماحته موضحاً بشأن الآية الكريمة :" ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص"، بأن الصف الواحد لايعني التيارات والاحزاب المتصارعة والاهواء المختلفة، متسائلاً : لاأعرف لمن نزلت هذه الآية، إذا انزلت الينا فأين نحن منها؟! ..الأحزاب وأنانياتنا وسلبياتنا..، نعم لابأس أن يقوم كل واحد بدور في هذه الأمة، لكن من الخطأ إلغاء الاخرين واحتكار الصواب من دون اي برهان ودليل امام الله تعالى.

واضاف سماحته ان العمل الفردي لوحده لن يكون مجديا الاّ في بعض الامور ذات الشأن الخاص، وان هذا النهج لايمكن ان يؤدي الى نتيجة اذا أردنا بناء وإصلاح المجتمع و تغييره نحو الافضل، لأن تحقيق هذه الغاية الكبيرة بحاجة للوحدة والتعاون والتواصل بين افراد ومكونات المجتمع وهو مايأمر به القرآن الكريم ابناء المجتمع بقوله سبحانه: "وَتَعَاوَنُواْ عَلىَ الْبرِِّ وَ التَّقْوَى‏ وَ لَا تَعَاوَنُواْ عَلىَ الْاثْمِ وَ الْعُدْوَانِ".

ثالثاً : اختيار القيادة الربانية، حيث اكد سماحته بهذا الخصوص على ضرورة توفر خلوص النيّة في اختيار القائد، وان العمل لن يكون نافعاً ولن يكون مقبولاً إلا تحت قيادة ربانية، ومشددا على ان الاختيار هنا يجب ان يكون بعيداً عن الاهواء و المصالح الخاصة، وبتجرد وفي سبيل الله لانها مسؤولية شرعية.

من جانب اخر حذر سماحة المرجع المدرّسي"دام ظله" من التعرض من دون وجه حق للقيادات الربّانية المتمثلة بمراجع الدين، منبّهاً الى ان ذلك يُعد ذنبا عظيما من قبل مرتكبيه، موضحا ان الخلاف مع القيادات الربانية إذا كان عن هوى وهوس ومصالح شخصية يسلب الإنسان ايمانه السليم ويحوله الى مظاهر فارغة من روح الايمان، وان كل إنسان يتعمد ان يهين مرجع تقليد وعالم رباني او يتهمه من دون دليل ولمجرد اظهار الغرور فأن مصيره قد يصبح سيئاً وان هذا من أسباب اللعن على الأقوام ..مضيفا " نحن نتحدث احيانا عبر الإشارات و"العاقل تكفيه الإشارة والكناية أبلغ من التصريح".