جديد العلامة العوامي : قضايا المعرفة في الفقه الاسلامي
عن دار الهادي في بيروت، صدر للأستاذ الشيخ فيصل العوامي، كتاب جديد بعنوان: «قضايا المعرفة في الفقه الإسلامي»، جاء في 193 صفحة من القطع الكبير.
ويأتي هذا العمل كأول إصدار ضمن سلسلة «دراسات فقهية معاصرة»، التي سيشارك في الكتابة فيها مجموعة من الفقهاء والمتخصصين، ويرأس تحريرها ويشرف عليها المؤلف.
في مقدمته يقول العوامي: «لما تشكّله المعارف من أرضية أساسية لمسيرة الإنسان الفرد والمجتمع، باعتبار أنها المحرك الدائم له، والمتحكِّمة في مواقفه، فقد أولاها الخطاب الديني أهمية خاصة، بدءاً من تفضيله للعالم على غيره، كما في قوله تعالى: ﴿ قل هل يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون﴾ .
ثم تأكيده على دور العلم في التصديق بالحقائق الدينية، كما هو ظاهر قوله سبحانه:﴿ ويرى الذين أوتوا العلم الذي أُنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد ﴾ .
ولذلك أوجد للمعرفة والعمل المعرفي أسساً وضوابط، وضمَّنها الكثير من التشريعات الإلزامية والترخيصية، وهذه الدراسة محاولة لتلمّس تلك الأسس والضوابط، والاقتراب من تلك التشريعات، بأسلوب يوفقّ بين البحث الفقهي والثقافي».
وقد يلحظ القارئ للكتاب أن الشيخ العوامي نجح بالفعل في أن يوفقّ بين البحث الفقهي والثقافي معاً، إذ تميّزت منهجيته بما يأتي:
1- جمع المواد المرتبطة بالبحث المعرفي، سواء ما ورد منها في البحوث الفقهية والأصولية المستقلة، أو التي جاءت على هيئة إشارات تنبيهية عابرة، بالإضافة لبعض الموضوعات والإثارات الثقافية المعاصرة ذات العلاقة بهذه الدراسة، وتصنيفها ضمن بحث واحد مستقل، يعني بتشخيص الرؤية الفقهية لقضايا المعرفة.
2- اعتماد المنهجية الفقهية في البحث والتحليل، بالشكل الذي يشتمل على أدوات الفقيه والأصولي والرجالي، باعتبار أن الغرض الأساس من هذه المحاولة إبانة كلمة الفقه في الموضوعات المعرفية.
3- اختيار بعض البحوث الثقافية المعاصرة المرتبطة بموضوع الدراسة، وضمّها لفصول البحث، وتناولها فقهياً.
- جدير بالذكر أن الباحث قسّم دراسته في ثلاثة فصول كالآتي:
•الفصل الأول: الطبيعة الذاتية للمعارف في البحث الفقهي.
• الفصل الثاني: تحصيل المعارف في البحث الفقهي.
• الفصل الثالث: التعليم والتعلّم في البحث الفقهي.