المرجع المُدرّسي : ينتقد موقف رموز وممثلي ابناء السنة من فاجعة سامراء

 قال سماحة المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله الوارف) ان كل امة تتمحور حول قيمها وتدافع عنها فهي امة حيوية وامة مجتمة ومرتبطة بعمق وتلاحم الى بعضها البعض في حين كل ما كانت الامة متراخية متباعدة مختلفة كلما كانت اكثر ضعفا واكثر تخلفا.

واضاف سماحته ان هذه القيم التي توحد الامة وتعزز قوتها لها رموزها التي تظهر مدى فعالية الامة، فالكعبة مثلا ترمز الى قيمة التوحيد وكلما عظم الناس الكعبة كلما دل ذلك انهم يكرمون انفسهم ويعظمون التوحيد وينتهجونه وكلما كانت الامة متماسكة ومتمحورة حول هذه القيمة قيمة التوحيد لله تعالى فأن هذه الامة تصبح اكثر ثباتا واكثر حيوية.

وبين سماحته في محاضرة القاها بمكتبه في مدينة كربلاء المقدسة على حشد من الزوار ان القران الكريم يبين لنا مدى اهمية هذه الرموز من المساجد  والاديرة والكنائس والصوامع وكل دور العباده حيث يـُذكر اسم الله وان تلك الاماكن تكتسب احتراما حيوية وتعظيما كما ان الدفاع عن هذه المقدسات يكون واجبا ايضا لأن عدم تحمل مسؤلية الدفاع عنها يجعلها عرضة للهدم وبالتالي هدم التوحيد في المجتمع واذا انهدم التوحيد انهدمت الوحدة و تمزقت الامة و ابيدت وتلاشت.
ولو كان هذا الكلام كلاما نظريا فاننا في العراق جربناه عملياً، حيث هدمت الايادي الآثمة مرقد الاماميين العسكريين (عليهما السلام) في سامراء غير ابهة بما يمثله من كرامة وحرمة للاسلام والرسول  ومن رمزية لوحدة العراق والامة.. ورأينا منذ اقتراف تلك الجريمة ماحدث في العراق من ارتفاع في حدة العنف واعداد القتلى..وذلك لأن هذه القبة وهذا المرقد الشريف كان ـ من حيث لانشعر ولاندري ـ يدافع عنا جميعا، لان هذه القبة ترمز مع بقية مقدساتنا الى وحدة العراق.. وترمز الى الولاء والاهتمام والتعظيم لرسول الله واهل بيته الاطهار اللذين هم ليسوا ملك طائفة دون اخرى، ولكن ذلك مُزق مع كل حجر وقع من هذا المرقد الشريف وجرت انهر من الدماء في العراق وربما ـ ونسئل الله ان لايقع ذلك ـ ربما تجري انهر في غير العراق لان رمزا مهما من رموز الوحدة ضرب وتهدم.

واشار سماحته الى ان علماء الدين في العراق اذا كانوا يستطيعون قبل ان تتطاول تبلك الايادي الاثمة على هذا المرقد الطاهر وسائر المقدسات الاخرى ان يكبحوا جماح وعواطف شيعة اهل البيت وهم اكثر عدداً وشجاعة واكثر قدرة، فإن الامر اختلف واصبح صعبا ومعقدا. لقد كنا نحذر ونقول لا تتحدثوا مع اولائك السفلة الجناة لانهم كأصحاب يزيد ابن معاوية، وكأصحاب الفيل الذين ارادوا هدم الكعبة وهؤلاء لايستحقون حديثا معهم، وانما تحدثوا لأولئك الذين يحتضنونهم و الذين يمدونهم بالمال والسلاح، لاولائك الذين يدافعون عنهم في الفضائيات واولئك الذين يبحثون عن ثغرات في هذه الدولة المنتخبة في العراق بينما هم جذورهم متآكلة وبيوتهم اوهن من بيت العنكبوت او من زجاج ولكنهم يضربون الاخرين بالحجارة.

واضاف: اقول لهولاء هل تجر بكم العقيمة هذه ومسلككلم المنحرف هذا كان صحيحا؟! انتم الذين دافعتم عن الجناة حينما فجروا القنابل وضربوا بالهاونات زوار الامام الحسين  في يوم مقدس عند الشيعة وفي منطقة هي الاكثر قداسة عندهم وهي كربلاء المقدسة فكانت ادانتكم بسيطة بل كانت ادانة فيها دفاع وتبرير للفاعلين. لقد ظن هولاء انهم بأحتضانهم وبتأييدهم ودفاعهم عن الارهابيين الجناة وعن الناصبي الزرقاوي واتباعه  فانهم سيعيدون مجدهم الزائف ودكتاتوريتهم الى العراق، وهم يجهلون ان الماء الذي يجري في النهرلا يرجع وان عقارب الساعة لاتعود الى الوراء. ان اولائك الرجال ذهبوا ولكل عصر دولة ورجال، فما هذا التباكي والاصرار منكم حكم ظالم ذهب من ايديكم، لقد حكمتم لعشرات العقود من الزمن، فكفاكم ودعوا الاخرين يحكمون البلاد.

وتابع سماحته: ومن واقع التجربة المعاشة اقول لهولاء المدافعين عن المجرمين ومناطقهم الحاضنة للارهاب ماذا جنيتم من ثمرات احتضانكم ودفاعكم عن الارهاب، ارجعوا الى انفسكم وعقولكم وانظروا ماذا كانت النتيجة؟.. ان المناطق التي يسكنها اغلبية من ابناء الطائفة سنية التي تدعون تمثيلها لاتزال مناطق مهدمة وكأن الزلزال ضربها والناس في ذعر دائم بين سندان االقاعدة والصداميين ومطرقة الاحتلال.

واضاف سماحته ايضا ان: المفكرين والمثقفين واصحاب المال ومهاميز الاقتصاد يهاجرون من البلاد واصبحوا مهجرين ومهاجرين ولاجئين حيث اصبح حديث مفوضية اللاجئين اليوم عن اعظم هجرة ولجوء في الدول العربية خلال قرنين وعن مشكلة هولاء المهجرين واللاجئين العراقيين في العالم وفي داخل العراق، فهل نحن بلد صغير وامكانياتنا وثرواتنا قليلة ام انه غياب العقل الذي جعل شعبنا يهجر ويهاجر ويتشتت هنا وهناك؟!.. وهنا اخاطب اولئك مرة اخرى: هل كانت العزة والكرامة تضركم حتى فعلتم هذا في بلادكم و شعبكم؟.

هل تريدون او تتوقعون من مواقفكم هذه ودعمكم واحتضانكم للارهاب ان العراق سيفرغ من الشيعة؟!، ان هذا ليس منطقا سليما، لانه وببساطة لا يمكن ان تفرغوا العراق من شيعة اهل البيت، لانهم ليسوا اقلية بل هم الاكثرية الساحقة التي قد تصل اليوم الى 80% بالمائة من هذا الشعب، فكيف يمكن لكم ان تهجروا هذا الشعب و تفرغوا العراق منه، ان الامر على العكس من ذلك ففي يوم من الايام قد يمكن ان يفرغ العراق من الاخوة السنة وهذا ما لا نريده اطلاقا، ولكن انتم من حيث تشعرون او لاتشعرون تريدون ذلك، فتلك الايدى الاثمة التي هدمت مرقد الامامين العسكريين (عليهما السلام ) في سامراء ارادت ـ بغبائها وحقدها ـ تفريغ العراق من السنة وهذا ما يحدث بشكل وآخر.. فكل يوم تهاجر مئات العوائل منهم..فهل هذا امر صحيح وهل هذه العاقبة الحسنة التي ترجونها من مواقفكم ودعمكم واحتضانكم للارهاب؟!. ان الله سبحانه وتعالى لايهمل الجناة، وقد يمهلم قليلا ولكن اعلموا ان لكل اجل كتاب وهذه سنة الله تعالى في عباده وفي الكون فالله قائم بالقسط ولا يرضى بالظلم ويبيد الظالمين وياخذهم بأشد ما يكون وليس الظالمين وحدهم وانما الذين يرضون بالظلم.

واشار سماحة المرجع المدرسي دام ظله الى انه لو كان هولاء القوم عقلاء و حكماء ولو كان اهل سامراء يثبتون مايدعون من انهم يدافعون عن هذا المرقد المقدس وانهم طيلة هذه الفترة يسظيفون زوار الامامين (عليهما السلام) وان اشرافهم وسادتهم من ابناء الامامين (عليهما السلام) لو كان كذلك لبادروا لأعادة بناء المرقد فورا، ولكن سنة كاملة بقى المرقد بينهم مهدما وخرابا.. واقول هنا انه وفي كل يوم اضافي يبقى هذا الهدم فأن علينا ان نتوقع المزيد من النقمات الالهية، وقد تقع هذه النقمات بأيدي مؤمنين صالحين او حتى بأيدي ظالمة لان الحديث الشريف يقول (الظالم سيفي انتقم به وانتقم منه).
لقد كنا نتوقع من اهل سامراء وهم قد تشرفوا بجوار الامامين (عليهما السلام) فترة طويلة ونبتت دماءهم ولحومهم من بركات الامامين (عليهما السلام) كنا نتوقع منهم موقفا غير هذا الموقف.. واقول لهم ان هذا الموقف المتخاذل سوف يسلبكم هذا الشرف عاجلاً ام اجلاً فالذي لايدافع عن القيم لايستحق ان يتشرف بها.. وانتم بموقفكم هذا لاتتشرفون بهذه القيم والمقدسات.. هذا الشرف يأخذ منكم بصورة او بأخرى، لانعلم كيف ولكن بطبيعة الحال هذا ليس تهديداً وانما بيان للحقائق وسنن الله سبحانه وتعالى في الكون، ويأسفني ان اقول ذلك، ويأسفني ان اقول انهم مادافعوا عن اهل البيت ومقدسات أهل البيت وعن حقهم وحق وحرمة الرسول  وماوقروه وماحفظوه بأهل بيته، وهكذا قوم لايستحقون شرف جوار مراقدهم الطهارة وهي تعتبر معالم الهدى واثار النبوة.
وقال سماحته: وأما للمظلومين الذين تحملوا ظلم واضطهاد النظام البائد الى ان اخذ الله الظالم واعدم امام اعينهم الى جهنم وساءت مصيراً، أقول لهؤلاء انتم الذين تحملتم الظلم والبغي فحذار ان تتحولوا الى ظالمين، حذار ان تكتسبوا من ظالميكم صفاتهم السيئة.. يجب انت نتحلى بالسماحة وبالصبر و بالعفو و بكل القيم التي امرنا الله سبحانه وتعالى بها حتى في اصعب واسوء الظروف فنحن ينبغي ان نكون ابداً ودائماً في مستوى القيم الذي نؤمن بها حتى لو نسيها او جهلها وتنكر لها الاخرون.. نعم يجوز لنا ان نقابلهم بالمثل (فمن اعتدى عليكم فأعتدوا عليه بمثل ما أعتدى عليكم) ولكن ما احرى وأحلى العفو عند المقدرة.. الله سبحانه وتعالى سيجازي الجناة وداعميهم.. يجب ان يكون هدفنا اقامة العدل و نشر الفضيلة و بناء البلد، هذا جانب، ومن جانب اخر ودعوة اووصية اخرى اقول ان علينا السعي الجدي في سبيل البناء والاعمار.. فالبلد يحتاج بعد اربعة سنين مهدورة ان يقفزخطوات واسعة وان يردم الفجوات والاخطاء و ينطلق الى الامام.. فنحن بحاجة الى إعمار البلد في كافة المناحي وكل واحد منا مهما كان حجمه وموقعه مسؤول عن اعمار وبناء البلاد وعن تطويرها وتقدمها.

ودعوة ووصية ثالثة ايضا: أقول لاولئك الذين يعلمون مدى قدسية هذا الحرم المطهر و مدى قيمة ومكانة المساجد والحسينيات والشعائر الحسينية و الحوزات العلمية ومدى قيمة ومكانة العلماء والمراجع و كل مايمت اليه الدين بصلة، أقول لهم دافعوا عنها وكونوا حماة لها وان الحماية هنا لاتعني استهداف او ضد الاخر، بل تعني تمتين الدفاعات فلا تتساهلوا فيها، فليس من العقل ان نفتح أبوابنا امام الاخراق ثم نقول جاء فلان بمفخخة. فاين الحواجز؟ وأين الأمن؟ وأين أساليب الدفاع؟ المفخخه ليست سلاحاً أبتكره هؤلاء الجناة المفخخة سلاحٌ يمكن ان يتوفر بسهولة بيد الناس والعالم كله ولكن لماذا المفخخات فقط تعمل في بغداد و في مناطقنا؟!.. هناك اهمال، ولا أقول من قبل الحكومة فقط ولا أقول من قبل القوات الاجنبية فقط وإنما من قبل الناس ايضا، لأن الحكومة هدفها حماية الناس والناس حماة انفسهم لا بد ان يتعاونوا ومن دون تعاون الناس مع أجهزة الامن ومن دون اندماج أجهزة الأمن مع الناس فصدقوني لن نستطيع ان نحمي انفسنا، حماية انفسنا انما هي ان ندافع عن انفسنا جميعاً، كل واحد يحتاج جسمه الى اوكسجين لكنه لايتنفس برئة غيره.. هكذا كل واحد منا يحتاج الى الدفاع الى الامن لابد ان يدافع عن امنه كل عراقي ايـّا كان موقعه يجب ان يكون مدافعا عن نفسه وعن بلده، وان تكون له حاسه امنية، طلاب المدارس طلاب الجامعات، العمال، الكسبه، علماء الدين، وغيرهم فقضية الامن قضية عامة شاملة ليست قضية افراد فقط.. وهناك دول كثيرة في العالم لها انظمة بمساحة كل فرد صغير او كبير عالم او جاهل وفي اي موقع له مساهمة في المحافظة عن الامن، دعونا ندرس هذه الانظمة ونفكر كيف نستفيد منها، ولننهي هذه الاتكالية ا..

في يوم من الايام كانت السلطة تقول للناس لا أحد يفكر لا أحد ينطق لا أحد يعمل، بل كانت تقول للناس لا أحد يحلم حتى بالليل حتى لايرى حلما، هذه السلطة ذهبت وقبرت الى الابد انشاء الله، و اليوم ليس لدينا سلطة بذلك المضمون، عندنا أناس يعرفون ان هذا البلد بلدهم وان الوضع لايتحمل ان يكون اصحاب المفخخات أحراراً في بغداد أو في مناطق اخرى كمحافظة ديالى وغيرها..
انني كنت ولازلت اقول وبتكرار، لابد ان تكون هناك لجان شعبية للحماية والامن بالتعاون من الاجهزة الحكومية، وحديثنا موجه بالذات للمثلي الناس في البرلمان، لابد ان يهتموا بوضع اليه وطريقة لدفاع الناس عن انفسهم، والناس مستعدون ومتعاونون.

انظروا الى مراسيم شعائر الامام الحسين  في كربلاء التي جرت قبل ايام بأمان كبير و الحمد لله، وجرت مثلها في مناسبات بهدوء وامن وذلك لان كل واحد من المشتركين كان عنده حس امني وكان يتعاون مع بقيه الاجهزة في سبيل توفير الامن للجميع,, و اذا كان الامر كذلك في كل مكان فالوضع سيختلف بالتأكيد.

واضاف: وهناك دعوة و وصية رابعة ونحن نستفيدها ونستلهمها من من الايات القرآنية الكريمة الا وهي اخلاص النية.. فاذا كانت النيات خالصة لوجه الله، اذا كنا نحن نحب بعضنا، اذا كنا نعمل لله حقاً ولا نعمل لذاواتنا وأنفسنا ولمصالحنا الشخصية فإن الامور ستختلف.. أما اذا كان هذا الشخص اوذاك الموظف همه ان يحصل على المزيد من مصالحه الذاتية فيحاول ان يؤمنها بطريقة مشروعة او غير مشروعة فأن هذا لايساعد على الأمن والبناء، فهل من الصحيح والجميل ان يصنف العراق مثلا كأسؤء بلد في مجال الفساد الاداري والمالي في العالم؟!

هل من الجيد والمشرف ان يمد هذا الموظف وذاك المسؤول يده الى بيت مال المسلمين؟! يعني في اموال المؤمنين، أموال الضعفاء و المحرومين؟! ان الانسان الذي يفكر بسمعة بلده و يفكر برفاه ابناءه وابناء بلده، لايفكر ابدا ان يمد يده الى أمانات وحقوق الناس، فإذا فعل ذلك ليعلم انه سيوجد اناس اخرين ايضاً اياديهم طويلة وخبيثة سيمدونها الى امواله هو، و كما تدين تدان.. ولماذا نخلق هكذا اجواء موبوءة؟ اين ذهب الوعي، اين ذهبت الثقافة والضمير والاخلاق والحرص والاخلاص؟.. نحن اليوم اشد مانكون بحاجة الى الاخلاص، و القران الكريم يقول ((ولينصرن الله من ينصره)) فالذي ينصر الله تكون نيته خالصة الى نصرة الله وعباده وهو سبحانه وتعالى سينصره.

والذين ينصرون الله ربنا يبين من هم حين يقول (الذين ان مكانهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور).

وقال سماحته: لابد ان نخلص اليه سبحانه، ولابد ان تكون الغاية من الحكومة ليس ملئ الجيوب الخاصة، ليس نشر الفساد الاداري في البلد، ليس تضيع لحقوق الاخرين، انما تكون الغاية الاسمى اقامة الصلاة واتاء الزكاة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهنا نقول ماهي علاقة الحكومة بإقامة الصلاة والمعروف والمنكر؟ ان القران الكريم يقول: (الذين ان مكانهم) يعني اصبحوا سلطة اي تمكنوا في الارض بسلطتهم، (اقاموا الصلاة) نعم الحكومة تحكم، الحكومة عندها جيش و أمنو قضاء ولكن ليس عندها صلاة.. اقول نعم الحكومة ايضا من منظور القرآن لها صلاة وعليها ان تقيم الصلاة، و كيف تقيم الصلاة؟ اذا بنت المساجد اقامت الصلاة، اذا بنت المعاهد الدينية اقامت الصلاة، اذا اهتمت بالثقافة الدينية اقامت الصلاة، أن الصلاة عامود الدين وهنا ايضاً يجب ان ننبه المسؤولين في هذه الحكومة، اين المساجد التي بنيتموها أين الحوزات التي اسستموه، الا يكفينا ماحدث في النجف الاشرف في الاونة الاخيرة، اناس يغرر بهم بهم لقلة ثقافتهم ووعيهم الديني، اين الحكومة من ذلك؟ اين أموال النفط والمراد في ذلك، لماذا تعترث الحوزات وانهدمت وعطلت تلك التي اسست بعد سقوط النظام، اليس بسبب انعدام الامكانات لها، أليس الوقف الشيعي والوقف السني مسؤولين عن هذا الامر؟ اين هما اين اموالهما اين نشاطهما؟ هذا سؤال الناس، و يسئلون اين التبليغ الديني في هذا البلد.

 اذا اردت ان تبني مسجد لابد ان تبحث في عشرات المناطق حتى يسمحون لك ان تحصل على قطعة ارض بسيطة وبعيدة، والاراضي البور تملأ البلاد كلها، ما هذه القوانين الفاسدة، قوانين ذلك المقبور، والى متى؟ متى يستيقظ المسؤولون متى يستيقظ اعضاء البرلمان متى يستيقظ اعضاء مجالس المحافظات ومجالس الاقضية ليفكروا في توعية الناس وخدمتهم وتنميتهم، الطاغية صدام منعهم عن التوعية ثلاثين عاماً او اكثر، انتم الان لماذا لاتقوموا بدوركم، لماذا مناهج الجامعات لاتزال مناهج اكل عليها الدهر وشرب لاهي مناهج دينية ولا هي مناهج علمية؟ لماذا جامعاتنا تبقى متخلفة حتى بعد اربعة سنوات، اين انتم وماذا فعلتم وماذا تفعلون؟ فقط الفساد الاداري والمالي؟ أذهبوا الى الملفات وسوف ترون ماهو المستور في دوائر النزاهة!...

هذا امر خطير، ان معنى اقاموا الصلاة يعني توفير الوسائل التي تنتهي الى اقامة الصلاة من الحوزات من المعاهد الدينية من الكتب الدينية من المناهج الصحيحة من الاذاعة والتلفزيون الى وزارة الثقافة وغيرها.

ومن ثم إيتاء الزكاة ايضا، وهذا اخطر، يعني ان الحاكم يؤتي الزكاة وهنا ليست الزكاة على التمر وعلى الزبيب وما اشبه، الزكاة هنا هي انفاق (ومما رزقناهم ينفقون) فالحاكم الاسلامي يأتي لينفق وليس ليستأثر، لايأتي حتى يسرق الناس ويأكل ويسرق من اموال الدولة..

ان السلطة في الاسلام هي سلطة العطاء والايثار وليست الاستئثار..

ثم هناك (وامروا بالمعروف) و لعل الواحد منا يقول الامر بالمعروف هو مسؤولية العلماء والخطباء واهل البصائر.. نعم هذا صحيح ولكن القرآن يقول ان هذه ايضا مسؤولية الحكام، الحكام يجب ان يأمر الناس بالمعروف، لم يقل وأقاموا المعروف لان الاسلام لايقيم الناس بالسيف لايقيم الناس بالقوة وانما يقيم الناس بالكلمة الطيبة (ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور) ان الحديث ايها الاخوة ذي شجون وهذه بعض من شجون هذا الشعب..

وعلى ضوء ايات القرآن فأن مهمة الحديث والكلام والنقد والتوجيه هي مسؤلية مهمة جداً، مسؤولية الناس، ومسؤولية الامة من جهة ومسؤولية السلطات والمتمكنين في الارض من جهة اخرى، كلها يجب ان تجتمع لتمنع مثل هذه الاختراقات الامنية وهذه الدماء التي تسال والمقدسات والابنية والمنازل التي تهدم، وهذا الفساد والافساد والتخريب...