حصاد الطف

اقرأ للكاتب أيضاً

الحسين
فجيعة الحق
وغواية العشق
وبين الغواية والفجيعة...

 

أنأى يذوبُ بيَ المكانْ
وَأذوبُ فِي سُكـرِ الزمانْ
في صحوتي تـِيهٌ
وفي وسنِى رُؤىً
وعلى قَوافلَ غـُربـتي
تسطـُو فـصولُ الأرجُوانْ
فبأي آلاءِ الـغِوايةِ صاحبيَّ تـُكـَذبانْ؟

***

تباعدني المسافة وتختصر فيني
دروب جروح
من عندك يبو اليمة دواها
وطيفك يلفها
شـْما حنـَّت تـِشـَهَّدْ يم ضريحك
خان بيها البوح
مو بعدك يهد الروح
يالمذبوح
دخل جروحك
اسعفها
تحنن
داوي الوجعان
بحروفك سرح
لهفان

والثـُم نزيفَ الوجدِ يا مولايَ
كـُنْ لي تـُرجُمانْ
فبأي آلاء الغوايةِ صاحبيَّ تكذبانْ؟

***

العهدُ حانْ
تتهجـَّد الأشواقُ فيه
وادِّكاري..
يقتفي فيّ ارتعاشات الجوى حينـًا
زحينـًا يقتفيه
ولأنني غاوٍ
بحجم ِ العشق ِ فيكَ
فذاك َ لِي سبب ٌ وجيه
صَبٌّ
وأنفاسِي ارتهانْ
فبأي آلاء الغوايةِ صاحبيَّ تكذبانْ؟

***

يـ نبض الماسكن في ضلوعنا نحاجيك
مدرار الدمع في حضرتك
يغـْرق حجاوينا
من رحم الوجع جيناك نصرخ سيدي لبيك
واسراب الوله
تسبق خطاوينا
لأن فينا
مآسينا
تثور
بـْسوط تجوينا
ويقين البلقلـُب باسرارتكوينه

سرى من قدسكَ الموَّار وهجًا
عنفوانْ
فبأي آلاء الغوايةِ صاحبيَّ تكذبانْ؟

***

تتعـانقانْ
أسطورتـَانِ أراهـُما
تتعانقانْ
زُمَر الولاءِ
ونفحةُ الطـُّهر المعتـَّق في فنائِك
تسريانْ
خضـْراوتـان تمايـَسا
لكنما ضَعة ُ الخضوعِ تكشـَّـفت سحْبـًـا

ينوءُ بـحملهَـا
غضبٌ،
دخانْ
ومعَ انتعاشِ الفاجعة

في مقلتي َّ تجلـَّـتا
في مشهد ٍ ما أروعَه
!
سُبحانَ أزهارُ الحسين تفتـّحت
وزهتْ رياضُ الأقحوانْ

فبأي آلاء الغوايةِ صاحبيَّ تكذبانْ؟

***

تنفـّستك وطن في غربتي
رغم البعـُـد تلتف
ويومك لي على مر الزمان
يأرّخ أيامي
ولو ذبت فْ حدودك
بذرة تتحيـَّن حصاد الطف
بس لنـّي لقيت فْ كربلاء
دمك
نهر طامي
يفور بكل عـِرِق لهفان
ومن ذاك الزمن للآن

أنأى يذوبُ بيَ المكانْ
وَأذوبُ فِي سُكـرِ الزمانْ
في صحوتي تـِيهٌ
وفي وسنِى رُؤىً
وعلى قَوافلَ غـُربـتي
تسطـُو فـصولُ الأرجُوانْ
فبأي آلاءِ الـغِوايةِ صاحبيَّ تـُكـَذبانْ؟


دمتم في الطف بذورًا