أم الحمام : تتشيع الخطيب الحسيني الملا راضي المرهون رحمه الله
بقلوب محزونة ومؤمنة بقضائه وقدرة وبحضور جمع من المؤمنين وعلماء القطيف والاحساء شيعت مدينة أم الحمام بالقطيف أحد أبر خطبائها وشعراء المنبر الحسيني بعد أن قضى عمره الذي ناهز نيفا وسبعين عاما في خدمة أهل البيت إنتقلى الى الرفيق الاعلى خطيب المنبر الحسيني الملا راضي المرهون - ابو عبد الجليل وذلك في فجر يوم الأحد قبل صلاة الفجر وأنتشر خبره وفاة في البلدة و أوساط القطيف والأحساء ، و لأن محبي ابو عبد الجليل كثر في جميع المدن والقرى ولرغبتهم الشديدة في توديعة تم تأجيل تشييع جثمانة الى بعد صلاة الظهر .
وكان الجو ممطر وشديد البرودة لكن ببركة أهل البيت توقف هطول المطر قبيل البدء بمراسم التشييع بدقائق وتوافد محبيه وحبي أهل البيت للتشيع خطيبهم ، بدء التشيع الساعة الثانية عشرة والربع من مسجد الجامع مروراً بالجمعية الخيرية وثم شارع المقبرة ، إلى أن وصل للمغتسل وشرع المؤمنين في أداء صلاة الميت حيث تم تغسيل جثمانه رحمه الله بين الساعة التاسعة والعاشرة صباحاً ، وبعد ذلك تم حمل الجنازة الى مقرها الأخير في مقبرة أم الحمام بجانب العلماء .
• الملا «راضي المرهون» المولود سنة 1351هـ تقريباً.
تربى في حجر والدين كريمين، عريقين في النسب، ونشأ نشوءً حسنا ً، وكان والده الحاج «علي بن قاسم بن محمد بن حسين المرهون» المتوفى 9/5/1375هـ، يمتهن الفلاحة والتجارة، على مستوى يتناسب مع معيشة القرية في ذلك الوقت، لأنه قل ان يوجد من يبتاع لبيته مايقوم بوجبتين دفعة واحدة، أو مايسد حاجته، من قهوة وتتن وغيرهما ليومين، وكان الكثير من أهالي قرية «الملاحة» يترددون على بيت والده لقضاء حاجاتهم البيتية، ولأجل ذلك كان تعلمه القرآن الكريم في القرية المذكورة والتي كانت تبعد عن «أم الحمام» بنحو كيلو متر، أما لآن فقد اتصلت البيوت بعضها ببعض.
وكان معلمه خطيب الملاحة المرحوم الملا «حسن بن سلمان آل امبيريك» المتوفى 2/9/1384هـ، يتردد على بيت والده للغايات المذكورة، فتفرس في الولد المترجم الفطنة والذكاء، ورجا له أن يحسن قراءة القرآن في وقت يسير، فعرض ذلك على والده فضمه إلى كتابه وهو في سن مبكرة، فقرأ القرآن في مدة ستة أشهر، واكثر قراءته على يد خطيب الملاحة الثاني الملا «علي بن درويش» المتوفى يوم الجمعة الساعة الواحدة والربع يوم 27/6/1363هـ ـ وكان مكفوف البصرـ ويأوي كثيراً إلى كتاتيب الملا حسن المذكور.
وبعدها ضمه أبوه إلى كتاتيب الملا «حميد المرهون» فتعلم الكتابة بالقلم، وحفظ بعض قصائد الرثاء، وابتداء يعلو المنابر الحسينية ليلقي بعض ما حفظ أمام أستاذه المذكور رحمه الله، ثم انتقل إلى كتاتيب الملا «عبد العظيم الشيخ منصور المرهون» رحمه الله فبقي نحواً من ست سنوات، ودرس عنده مبادئ النحو كـ «الآجرومية» و«القطر»، وحفظ الكثير من قصائد الرثاء بالفصيح والدارج، وقرأ «تبصرة المتعلمين» و«ألفية ابن مالك» و«شرائع الحلي»، وفصولاً من «اللمعة» على يد الأستاذ الكبير الشيخ «علي المرهون»، ودرس شيئاً من «منهاج الإمام الحكيم» المتوفى 27/4/1390هـ. ودرس متن «اللمعة» على يد الحجة الشيخ «فرج العمران». وامتهن الخطابة ولايزال، ويرجو أن تكون مهنته حتى الوفاة.
تزوج بكريمة الحاج «حسين مسبح» من القبائل الرفيعة الكبيرة في قريته، وكان زواجه في 1373هـ.
ونظم الشعر في سن مبكرة، وله ديوان شعر، وقد شارك في الجذوة ـ وهو هذا الكتاب ـ بشيء منه، واكثره بل كله مما قاله في العقد الثامن من القرن الرابع عشر الهجري، أما في الفصيح فهو قليل الشعر ويوجد له أربع او خمس قصائد او مقطوعات قالها في مناسبات، ذكر منها قصيدة في كتاب «شعراء القطيف» ومقطوعة في حادي عشر «الأزهار» للحجة الشيخ فرج العمران رحمه الله حول ثمرات الإرشاد .
- صور من التشييع