رمضان وتوفيق العبادة فيه
سؤال كبير لابد ان نوجهه لأنفسنا ونحن على أعتاب شهر الله وهو هل نحن حقيقة لدينا الطاقات الكبيرة للكم من العبادات من الفرائض والمستحبات والنوافل والاجتهادات التي تليق بشهر الله شهر رمضان شهر المحبه والأخاء... شهر البر والإحسان..شهر التوبة والمغفرة..شهر الله الفضيل!!!
فالاستعداد مهم جدا ولابد ان نغلف هدا الاستعداد والتهيؤ بيقينة التوازن في الميول نحو العمل والتمكن العقلي الفعلي في التنفيذ و ان يكون لدينا التوجه الفعلي لهذا الشهر من استقبال يليق به وتفعيل لواجباته ومستحباته... قال الله تعالى ﴿ وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴾
لايخفى على احد أن العبادات هي منتهى درجات التقديس الإلهي من الإنسان لله سبحانه وتعالى وتعتبرهي الغريزة الفطرية المهمة في حياة الإنسان إذ ترجع غريزة التدين والعقل والتي يجتمع عندها مع قوة الشعور ليعبد الإنسان من يستحق العبادة وهو الله سبحانه وتعالى حتى يظل الوجدان والعمق الديني عنده متجسدآ في العبودية كلها بكل ما فيه من سلوكيات تظهر واضحة في حياته جلية كعلاقة بين العاشق والمعشوق الإلهي.
فدور العقل عند الإنسان في العبادة حتمي وفي تدعيم الهداية وكيفية هذه العبادة فيها التي يؤدي فيها المخلوق العبادة إلى الخالق بكيفية معينه وبأسلوب لا يخضع للشك أبدآ فلا مجال فيه للعقل بشكل متهاون، ولا يستطيع معرفتها لان هذه الكيفية في طريقة العبادة والسلوكيات فيها هي أحكاممن القانون العبادي التي يقوم بها الإنسان بعبادة الله بحسبها كما هي بمعنى آخر انه نظام علاقي بين العابد والمعبود لادخل لطرف آخر فيها، وهذا النظام لا يمكن ان يكون مطلقآ لان الانسان لايدرك حقيقة الله بالعمق الإلهي الحقيقي حتى ينظم علاقته به لكي ينظمها بالأسلوب والكيفية التي يراها الكثيرون غيره ولا يدرك كنهها، وقد يقال ان الإنسان ليس بحاجة إلى نظام للعبادات اذ يمكنه ان يقوم بالعبادات بدون نظام له فكره المحدد الذي ينسق ويوضح القيمة الفعلية من القيام بهذه العبادات والارتباط بها بل يمكنه ايضا ان يقوم بالعبادات دون نظام إذ هي منتهى درجات التقديس الإلهي فيلبي بها بالعبادات كما يريد لانها راجعة لغريزة التدين ولاتحتاج الا إلى الإشباع فقط...ومن هنا نقول ان الإشباع بحذ ذاته إن أي غريزة إنسانية لابد لها من تنظيم في الإتيان والقيام بها وإلا ستكون حياة الفرد ومحيطة غابه من الفوضى مهما كانت هذه الغريزة.. مثلآ غريزة حفظ النوع البشري والاشباع فيها إذا لم تكن لها نظام يحدد طريقة الإشباع ومحددات تفرضها عليك كان هناك حينئذ فوضى تؤدي على اختلاط الانساب بين الناس وفوضى في المجتمع.. وهذا معناه القضاء فعليآ على الجنس البشري التي وجدت الغريزة اساسآ لخدمته ولذلك الاسلوب الخاطيء في الحفاظ على أي غريزة هو الذي يهدمها ويبعدها عن الفائدة ومدى الاستمرار باتباعها..
وكذلك غريزة التدين لابد من تنظيم تحقق فعلية التقديس لله سبحانه وتعالى لان عدم التنظيم فيها يؤدي إلى اختلاط التقديس باختلافات عدة وهنا لابد من القول انها سوف تختلط الكيفية والاسلوب في التقديس الالهي لمرجعية واساليب كل دين فكيفية التقديس تختلف من دين لآخر ومن اتجاه فيه لآخرمثال على ذلك من التقديسات الشاذة البعيدة عن العقل والرؤية الصحيحة ( تقديس النار - البقر - الاصنام سابقا وحديثآ لبعض المجتمعات...الخ ) هنا حينما نضع غريزة التقديس الالهي تحت المجهر نلاحظ انها صرفت لغير الخالق وهوالله سبحانه وتعالى فصار التقديس الالهي مناقضآ للغريزة الدافعة للشعور بالاحتياج والتقرب للمعشوق حسب منهجية النظام في العبادات ولذلك كان لابد ان يكون هناك نظام ينظم غريزة التدين كما ينظم غريزة البقاء وحفظ النوع البشري والفرق بينهما ان غريزة البقاء يمكن للانسان ان يضع لها قيودا ونظاما من عقله وميوله ورغباته للعمل فيها وراجعة بالدرجة الاولى الى كنه العلاقة بينه وبين الطرف الاخر...بينما غريزة التدين لايمكن للانسان ان يضع نظاما للاعمال التي تؤديها (طبعا ككيفية وليس أسلوبآ ) لانها ببساطة هي علاقه بين العبد وربه فلايمكنه ادراك كنه الصلاة ليغير فيها مايشاء او يغير في حرفية حروف القراه وكلماته وآياته كعبادة..
- مجالات العبــادة التي تقربك لله
1- الصلاة بطريقتها المعروفة والمعنونة بعناوين الخشوع والخضوع لله سبحانه
2- قراءة القرآن والتدبر في الآيات القرآنية وتفسيرها وربطها بالحياة للاستفادة منها
3- الصدقات بجميع صنوفها وضروبها
4- الاعتكاف في المساجد
5- الحج والعمرة ومستحباتها
6- الزكاة والخمس وما فيها من أعمال
7- الاعمال التطوعيـــة تقربآ لله سبحانه
من هذه الانواع تتجمع لدينا القدرة في تأدية الكم من هذه العبادة والتقديس لله سبحانه وتعالى بأي صورة من الصور التي أوجدها الله خدمة وتزكية للنفس الإنسانية شريطة أن تكون تربية وترقية للإنسان في حياته ورقي عالي للروح والعقل وطهارة للجسد ولهذا نجد ان الفرصة مواتية هنا في هذه الفترة في رمضان لما لهذا الشهر الفضيل من مكانه وقدسية وخصوصية مطلقه يحتاجها الانسان من الله سبحانه... ان شهر رمضان له قوة وعمق الخصوصيه والتي تنبع من عمق تأصيل الفكر فيه وبأنه مرتبط ارتباط وثيق بالعبادة والتقديس لله بكامل صنوفها من بداية الاستجابة في الصيام ونهاية القيام فيه في ليله ونهاره كل هذا يعطي الإنسان طابع الانقياد طواعية للعبادة والتقديس الالهي لهذه الشعيرة في فترة اعتبرت من اعظم الفترات واسمى الشهور قدسية عند الله سبحانه وتعالى، حيث قال في محكم كتابه ﴿ شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ﴾