على عتبات البقيع
رَنَّـمَ الـرُّزْءُ فِيـكَ لَحْنَـاً شجِيَّـا
فاصْطَلَى رُوحَاً تَرْتَـأي مِنْـكَ فَيَّـا
وَتَبَـارَتْ عَلَـى التَّفَجُـع ِتَهْـمِـي
أعْيُـنٌ دَمْعَهَـا سَخِيـنَـا سَخِـيَّـا
وَاستَقَرَّتْ فِي خَافِق الشِّعْرِ ظمْـأى
طَعَنَـاتٌ تَجْتَـرُّ عَـذْبَـاً مَـرِيَّـا
ضَامِرَاتٌ وَلْهَى خِمَـاصُ المعانـي
نَازِيَـاتٌ تَشْكُـو ظَمَـاهَـا مَلِـيَّـا
سُفَكَـتْ لِلْقَرِيـض ِمِنْهَـا قَـوَافٍ
بَوْحُهَـا لَـمْ يَـزَلْ عَلَيْهـا عصيـا
فَسَمَتْ تَرْتَقِـي السـرادقُ تحْكِـي
لِلدُّنَـا فِيـكَ عِشْقَـهَـا الأزلِـيَّـا
وَأنَاخَـتْ عِطْـرَاً يَسَـبِّـح لَـمَّـا
عَانَقَ الـنجـمُ لَوْنـَهَـا الْقُزَحِيَّـا
حَقُّ حَرْفِي إذْ يَلْثِـمُ النُّـورَ يَشْـدُو
صَادِحَاً فِي دَاجِـي الْفَيَافِـي سَنِيَّـا
حََقُّ حَرْفِي إذ يُصْدَعُ الْجُودُ يَنْعَـى
حِيْنَ تُنْعَـى سِبْطَـاً كَرِيمَـاً زكِيَّـا
سَيِّـدِي جِئْتُـكَ الْهُوَيْنَـةَ أمْـشِـي
تَسْبِقُ الـرُّوحُ خُطْوَتِـي وَالرَّوِيَّـا
جِئْـتُ يَقْتَادُنِـي لِلُقْيَـاكَ حُــزْنٌ
وَجِـرَاحُ الْأسَـي تَسْعَّـرُ فِـيَّـا
جئت أشكو في حضرة الجود شحي
عَـلَّ جُـودٌ يَرْتَـاحُ فِـي رَاحَتَيَّـا
جِئْتُ أنعَْى دُجَىً يُطـوِّق رُوحِـي
يَقْتَفِي شَوْقِـي نُـورَكَ الْعَسْجَدِيَّـا
يـا غَدِيرَالْعَطَـاءِ يَـا دِيمَـة الإح
سَانِ يَـا مَنْهَـلَ النَّـدَى الأبْطَحِيَّـا
يا تَرَاتِيلَ الْفَجْـرِ يَـا نَفْحَـةَ النُّـو
راحتوتـنا فَاسْتَـدْركَتْـنَـا دِفِـيَّـا
يَارَبِِيعَ الصَّبْر ِاجْتَبَـاكَ اصْطِبَـارِي
واسـتـفاقـت فيه الرؤى تـتهيـَّا
لَهْفَ نَفْسِي حَيْثُ المَسَافـاتُ تنـأى
لِعِنَـاق ِالْعُشَّـاق ِتَأبَـى مُضِـيَّـا
لَهْفَ نَفْسِي وَوَجْنتِي مَـا اسْتقـرَّتْ
فّوْقَ قَبْـرٍ يَشْكُـو الْجَفَـاءَ خَفِيَّـا
لَهْفَ نَفْسِي وَدَمْعَتِي مَا اسْترَاحَـتْ
قَرَّحَتْ مْنْ فَـرْطِ الْجَـوَى مَقْلَتيَّـا
بَـيْـنَ آه وَحُـرْقَــةٍ وَبُـكَــاءٍ
زلْزَلَتْ رُوحِـي أنْضَجَتْهَـا صِلِيَّـا
عَانَدتْنَـا دهْـرَا ًتَصَاريـفُ شُـؤمٍ
وَانْثَنَـتْ بِالأحْقَـادِ تَـزْبُـدُ غَـيَّـا
واسْتَحْكَمَتْ قُيُودُهَـا فِـي رِقَـابٍ
لَـمْ تَنْحَنِـي لِغَـيْـرِ رَبٍّ هُـوِيَّـا
فَارْتَدَيْنَـا مِـنَ التَّصَـبُّـرِ ثَـوْبَـا
نَبَضَ الْعَهْـدُ فِـي الْحَنَايَـا دَوِيَّـا
حَسْبُنَـا اللهُ فِـي الْمَلَمَّـاتِ ربَّــا
حَسْبُنَـا بِالْمُخْتَـارِ طَــهَ نَبِـيَّـا
سَوْفَ تََبْقَى مَـدَى الأزَامِيـن ِحَيَّـاً
مَا حَيِيْنَـا ، جُرْحَـاً نَدِيَّـاً طَرِيَّـا
فانْتَظِرْنَـا يَوْمَـاً نُوَافِيـكَ فَـوْجَـاً
نَتَهَـادَى شوقـا لحضن الثُّـرَيَّـا