صحيفة إيلاف مع مسئولي شبكة مزن الثقافية .

   

ايلاف - طارق السعدي: يحفل الانترنت العربي  والاسلامي بالعديد من المشاريع الرقمية التي تتخذ لها التشيع لاهل البيت كخطاب مركزي لانشطتها على الويب. تحادث ايلاف هنا مسؤولا عن شبكة مزن الثقافية الشيعية على الانترنت والتي استطاعت في ظرف وجيز جلب اهتمام العديد من المتتبعين (نص الحوار)

                             المسؤول عن موقع شبكة مزن الشيعية ل"ايلاف": قرصنة المواقع تعكس ازمة الحوار

 يحفل الانترنت العربي والاسلامي بالعديد من المشاريع الرقمية التي تتخذ لها خطاب اهل البيت كمركز أساسي لانشطتها على الويب التي تتميز بتقنيات عالية واصرار كبير على البقاء والصمود على الشبكة. تحادث ايلاف هنا مسؤولا عن شبكة مزن الثقافية الشيعية على الانترنت والتي استطاعت في ظرف وجيز جلب اهتمام العديد من المتتبعين.

ايلاف - من أنتم على شبكة الإنترنت ؟ وكيف تقدمون مشروعكم على الشبكة ؟ 
مزن: لقد حددنا منذ البداية رسالة هذا الموقع التي تتمثل في أنه "موقع يهتم بنشر الثقافة الإسلامية الأصيلة المستمدة من الكتاب والسنة والمتفاعلة مع مستجدات العصر"، وهذه الرسالة التعريفية توضح طبيعة مشروعنا وطموحاته، فهو مشروع يحاول وسعه أن يفتح نافذة على ثقافة ديننا الحنيف، ثقافة القرآن والسنة المطهرة بمعناها الأعم أي السنة من منظور مدرسة أهل البيت عليهم السلام، التي تشمل سنة النبي وأهل بيته الأئمة الأطهار انطلاقا من الحديث الشريف الذي رواه الفريقان وأخرجه مسلم في صحيحه والحاكم في مستدركه، ونصه كما جاء في المستدرك :
" تركت فيكم الثقلين ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما". 
وانطلاقا من إيماننا العميق بحيوية الإسلام وقدرته على الاستجابة الرشيدة لمعطيات العصر فإننا نحاول أن نقدم الإسلام مشروعا حضاريا متحركا من خلال الرؤى والبصائر المستندة إلى هدي الكتاب والسنة .
ونود أن نؤكد هنا أننا نعتبر أنفسنا جزءا من منظومة شاملة تتكون من الفقهاء والعلماء والخطباء والمفكرين والكتاب والباحثين وغيرهم من السائرين على طريق الدعوة إلى الله "قل كل يعمل على شاكلته".
إننا نأمل أن يساهم هذا المشروع في تعريف الأمة بهويتها الثقافية القادرة على الحضور الفاعل المبدع في عصر العولمة والاستلاب الثقافي.

 
ايلاف - لكن لماذا الإنترنت بالذات وليس وسيلة إعلامية تقليدية أخرى؟
مزن: جاء اختيارنا لهذه الوسيلة لعدة اعتبارات منها :
- كونها من أحدث وسائل الاتصال في عالم اليوم، ونعتقد أن المستقبل سيشهد تطوير هذه الوسيلة لتصبح أكثر شيوعا، الأمر الذي سيزيد من قدرتنا على إيصال خطابنا إلى شرائح أكبر.
- قلة التكلفة المالية مقارنة بوسائل الإعلام الأخرى.
- سهولة تأسيس موقع بالمقارنة مع الصعوبات الجمة ( قانونية، مالية، إدارية، رقابية، إجرائية) التي تعترض تأسيس واستمرار أي وسيلة إعلامية تقليدية أخرى.
- الإنترنت نافذة تطل على العالم، وليس على مدينة أو قطر أو إقليم معين. وهذا يعني عالمية الخطاب وهو ما ننشده، أي إيصال صوتنا لكل أرجاء العالم.

 ايلاف : وكيف وجدتم الزائر العربي المسلم ؟
مزن: الموقع لا يزال حديثا فقد تم افتتاحه قبل ثمانية أشهر تقريبا، وقد تركت وفاة مؤسسه سماحة الشيخ عبداللطيف الشبيب رحمه الله بعد أسبوعين من افتتاحه أثرا سلبيا في انطلاقة مسيرة الموقع، ولكن بحمد الله تم تجاوز هذه المرحلة، وواصل المشروع طريقه في سبيل تحقيق أهدافه المرسومة.
وقد وجدنا الزائر في هذه الفترة القصيرة متفاعلا يطرح مشاكله وهمومه وآراءه، وقد استفدنا من ذلك كثيرا.
وفي الواقع فإن الزائرين تختلف مستوياتهم واهتماماتهم، وبالتالي يختلف مستوى تفاعلهم وإسهامهم. ولكن بشكل عام نراه مرضيا، غير أننا نطمح للأفضل كما وكيفا.

 
ايلاف - ما القيمة المضافة التي جاء بها الإنترنت لمشروعكم الإعلامي ؟
مزن: لقد وفرت لنا الإنترنت منبرا جديدا نستطيع من خلاله إيصال رسالتنا إلى مختلف أرجاء المعمورة ، ونحن نطمح في استثمار هذا المنبر أفقيا وعموديا لتعريف العالم برسالة الإسلام لنكون بحق شهداء على الناس .

ايلاف - تسمون مشروعكم "الشبكة"، ما الفرق بين كلمة موقع وكلمة شبكة ؟
مزن: في الواقع لم تكن هذه التسمية منطلقة من تفريق بين المصطلحين، فقد جاء اختيار الاسم ليتوافق مع رمز الموقع http://www.mozn.net/
ومع ذلك فباعتقادنا أن مصطلح الشبكة يتناسب أكثر مع ما كان يهدف إليه مؤسس المشروع ، حيث لم يكن يريده موقعا شخصيا بل موقعا يستقطب أكبر شريحة ممكنة من المؤمنين برسالته للمشاركة فيه بنتاجاتهم المختلفة .

 
ايلاف - ما موقفكم من تخريب المواقع على الشبكة ؟ وكيف تقومون ما يسمى بالجهاد الإلكتروني ضد مواقع محددة بعينها ؟ 
مزن: ما نلاحظه من تخريب لمواقع محددة  بفعل ما يسمى بالقرصنة يعكس في أحد أبعاده أزمة الحوار الذي عده البعض بحق فريضة غائبة.
فالحوار الإسلامي ـ الإسلامي يعاني من أزمة حادة في خطابه، إذ هو في أغلب الأحيان خطاب إقصائي انفعالي، لا يهدف إلى اكتشاف الآخر أو التعرف على المحاور المشتركة أو الكلمة السواء.
ولذا نعتبر تخريب المواقع نتيجة طبيعية للغة الخطاب الحواري السائدة، يمكن أن نعتبر التخريب مستوى من مستويات الخطاب في أقصى عنفوان الانفعال.
إننا بحاجة إلى دراسات جادة لتفكيك خطابات الحوار المنتشرة على الإنترنت للكشف عن الخلل الثقافي الذي نعاني منه .

 
ايلاف - اما طبيعة الحضور الشيعي على الشبكة ؟ لماذا هذا التميز في الحضور ؟ ما السبب في رأيكم الذي يكمن وراء هذا العدد الهائل من المشاريع الشيعية الكبرى على النت ؟
مزن : إن الحضور الشيعي على الانترنت وإن كان البعض يرى أنه (حضور جيد) إلا أنه بحاجة إلى تطوير وتكثيف وتحديث، لكي يلبي جميع حاجات المجتمع الشيعي ونسبق الآخرين في ذلك و لقد عانى الشيعة خلال عقود طويلة من أمرين ساهما في رسم صورة ذهنية عنهم لا تشبههم أبدا ، وهذان الأمران هما : الأول إقصاؤهم عن المنابر الإعلامية التي يمكنهم من خلالها التعبير عن أنفسهم ومعتقداتهم وآرائهم ، والثاني الافتراءات والاتهامات ومحاولات الطمس والتشويه المختلفة التي مورست ضدهم .
وكان أسوأ ما في الأمر عدم إعطاء الفرصة للمتهم لبيان موقفه .
أما الآن فقد اختلف الأمر بفضل تقدم وسائل الاتصال الحديثة من فضائيات وإنترنت ، وبالتالي أصبحت الفرصة متاحة للشيعة ولغيرهم لإبداء وجهات نظرهم وتعريف الناس بعقائدهم ومذهبهم .
ومن هنا جاء هذا العدد من المشاريع الذي لا نعتقد أنه هائل ، بل إن الحاجة ماسة لعدد أكبر من المشاريع المؤسساتية الضخمة التي تهتم بالحوار الجاد مع الآخر ونشر رسالة أهل البيت وتراثهم الغني والذي نشعر أن العالم كله بحاجة للتعرف عليه .
إننا ندعو إلى تأسيس مواقع رصينة بمختلف اللغات الحية تأخذ على عاتقها تقديم الإسلام كمشروع حضاري بديل للرأسمالية الغربية التي تمارس هيمنتها الثقافية بكل ما أوتيت من وسائل.
                                                                                                      طارق السعدي