نبكيك أم تبكينا ..


قال تعالى في محكم كتابة العزيز﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ

وقال تعالى ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا

كثيرة الآيات التي تضمنها القران الكريم والتي توضح لنا عظمة كتاب الله وعظمة تلك الجوهرة الثمينة التي منحها الله تعالى عبادة ,لتكون منهج للسلوك وخريطة للتحرك.انزلها آيات بينات تشع سحرا ونورا لمن يتدبرها وينصت لهاويمتع بها  الأعين..


لذا أجد شتان بيننا وبين الطلائع الأولى من المسلمين الذين عاصروا النبي الأكرم والإمام علي

ما أروع الثقلين حين يجتمعا على مائدة واحده وأي غذاء لأوردة الروح والنفس .
كانت امة عريق حضارتها
يعانق جيدها الزهد والورع
تسربلت بالنور الإلهي  وبالعشق لتراتيل القران
توشحت  بها أرواحهم لتحلق بهم نحو عالم
الطهر والملكوت .
صافحت أيدهم رايات الحق المنبجسة من علوم
القران.يرتلونها بترانيم عذبة تقشعر منها الأبدان
يذبون فيه. آياته تتقاطر سحرا وكأنها نزلت للتو عليهم
يرتلونه في صلاتهم خشعا ركعا
نهضوا به لنصرة الدين وإعلاء كلمة التوحيد
شقوا دياجير الدجى بألويتهم
وانفجر ينبوع النصر والسؤدد
اتخذوه إماما وقائد فذ
لم تبارح حروفه العطرة جفونهم
واسكنوه أديم قلوبهم
واصبحت الروح مروج خضراء
فياضة بالعطاء
والغرب من قطف ثمارها 
واستمدوا  منها قوتهم
واستولوا على خزائنكم
وعملوا بها وانطلقوا
ونحن من نبذناه وراء الأظهر
بات القران محجما
آياته غريبة عنا حروفه ميته

بدت رسما وليس كما كان  منهجا
ومسلكا وقائدا.
هل سنعود ونفتح على اياته
ونحمل الرايات ننتظر
أن تصافح كفي خليفة الرحمن
وشريك القران .
أم سيضل للبركة فقط ...فإذا أردتم
السعادة وتحقيق الأمن والأمان فاحيوا قلوبكم
التي مرت عليها أجيال وأجيال
وهي في عداد الموتى فالسعادة لا تتحقق
إلا في الأفئدة العاشقة للجمال
والانسلاخ من الشهوات الدنيوية الزائفة
وليس في القبور التي في الصدور


فهل نبكيه أم يبكينا .