الشأن الثقافي العام ومدى ارتباطه بمفاهيم القرآن الكريم

الأستاذ محمد الشبيب *

  لون آخر من ألوان الهجران الاجتماعي للقرآن وهو المظهر الأهم من مظاهر وأشكال الهجران ألا وهو الشأن الثقافي العام ومدى ارتباطه بمفاهيم القرآن الكريم .
 
    سؤال تحليلي نبدأ به الحديث عن هذا الجانب وهو :

  هل كل ما يطرح ثقافياً في المجتمع من ندوات ومنبر وأدب و..هل كل ذلك مصبوغ بالصبغة القرآنية ووفق مفاهيم القرآن وهل توجد أساساً ندوات وحوارات قرآنية في هذا المجتمع ؟
  هذا إذا أردنا أن نقيس مدى علاقة هذا المجتمع بالقرآن ، فبعض المجتمعات إذا كان فيها بعض المهتمين ثقافياً ربما تسمع فيها عن إقامة ندوات فكرية متنوعة ولكنك ليس من اليسير أن تسمع عن ندوات قرآنية أو تعالج المواضيع الثقافية والعلمية والأدبية من ناحية قرآنية ، وهذا ينبئ عن قلة الواعين والمدركين لإقامة مثل هذه الندوات والحوارات وينبئ أيضاً عن قلة المتخصصين قرآنياً في المجتمع والمهتمين في تأصيل الثقافة تأصيلاً قرآنياً ، أو لسنا ندعي بأن هذا القرآن هو الأصل الذي نستقي من ينبوعه الأسس والمفاهيم إذاً يجب أن ندرك مدى الحاجة لتأصيل الثقافة على ضوء القرآن والسنة المطهرة لكي لا يبقى مثقفاً واحد في المجتمع بعيداً عن الأصالة القرآنية ،لما في ذلك من خطر كبير على مصداقية وصحة الأفكار التي يطرحها ذلك المثقف أو مدعي الثقافة ، لأن أفكاره الناتجة عن مقدمات غير مقطوع بصحتها بل هي مستوردة من الشرق أو الغرب وبدون تمحيص وغربلة قد تؤدي إلى نتائج وخيمة على المجتمع .

  ولكن ماذا لو بحثت في تاريخ أحد المجتمعات الإسلامية والعربية القديم والحديث ولم تجد حتى اسماً واحداً لمفسر للقرآن الكريم أو ليس هذا هجران مبين ، أكثر المجتمعات بها مفسرين وكتاب في علوم القرآن ، ولكن ندعو أن يوفق الله لبعض علمائنا أن لا يغفلوا القرآن من نصيب كتاباتهم وأن يضعوه في مقدمة اهتماماتهم وعلى قائمة أولوياتهم .

 

عضو اللجنة الإشرافية بمركز القرآن الكريم بأم الحمام