للحُبِ صّوتْ...


 
من المعاني الوجدانية والتي تشعل جذوتها في أوردة الروح وبلهفة يتوق القلب لهمسه معنى عندنا نسميه بالحب. سواء كان حب الله حب آهل البيت .حب الوالدين.حب الأبناء .حب الأخوان .حب النساء والمال الجاه .فتلك مسميات نطلقها بلفظ الحب.

العلامة محمد حسين الطباطبائي له بحث رائع حول فلسفة الحب .
حيث ذكر إذا دققنا النظر في حب ما هو غذاء كالفاكهة مثلاً: وجدناه محبوباً عندنا لتعلقه بفعل القوة الغاذية، ولولا فعل هذه القوة وما يحوزه الإنسان بها من الاستكمال البدني لم يكن محبوباً ولا تحقق حب، فالحب بحسب الحقيقة بين القوة الغاذية وبين فعلها، وما تجده عند الفعل من اللذة، ولسنا نعني باللذة لذة الذائقة فإنها من خوادم الغاذية وليست نفسها، بل الرضى الخاص الذي تجده القوة بفعلها، ثم إذا اختبرنا حال حب النساء وجدنا الحب فيها يتعلق بالحقيقة بالوقاع، وتعلقه بهن ثانياً وبالتبع، كما كان حب الغذاء متعلقاً بنفس الغذاء ثانياً وبالتبع، والو قاع أثر القوة المودعة في الحيوان،(الميزان في تفسير القران )

ومن هنا يستنتج أن الحب تعلق خاص وانجذاب مخصوص شعوري بين الإنسان وبين كماله،.أذا للحب صوت لا يفقهه إلآمن عانقت جذوره أديم فؤاده حينها يتمخض عنه ذلك الشعاع النوراني وتنفرج أسارير الطهر بين جنبتاه ,كم هي رائعة تلك المشاعر ,عندما تتجرد النفس عن كل ما يدنس طهرها ,ونفحاتها العبقة. أبواب الحب توصد في وجه الحقد وعن كل من لا يدرك كنهه من يفقده عذريته .الحب جمال أخاذ حين يعشش في قلب العاشق ,شجرة يانعة قطوفها دانية, هو بحر عميق مداه يداعب شعاع الشمس أمواجه الهادئة كالنجم في بسط السماء.يرسل وميضه مخترقا شرايين القلب ليشعل الإحساس على أوتار الوجود, ونغما وعطاء بلا حدود.

الحب كنسمة رقيقة تتوق الروح إلى نفحاتها لتسبح في مسامات الجسد, وترسمه على ثغر العاشقين ,هو بذرة غرست في أعماق جمال الكون.والذي ينميها لتغذوا شوقا للقيا الحبيب.وتملأ الصدر لهفة لمصافحته,والتفاني من اجله , الشعور الصادق والحب الدافئ المنقح من الأحقاد وحب الذات. منقح من الزيف والنفاق واللعب بمشاعر الآخرين هنا يكون همسا تعشقه الأذن تذوب فيه الجوارح حبا طاهرا مقدسا لا تناله قيود القسوة والجمود.

عندما تنفق بسخاء من صميم القلب, وتغدق على الآخرين من انهار عطائه،وهنا تتجلى عظمة الحب00

فالمحب لايحب نظيره فحسب بل هو يتجه بمحبته نحو الله عز وجل نحو أهل البيت والغوص في بحر عشقهم ليملا شباكه من عجائب ذلك الإحساس النابض .بعيد ا عن انحرافات الحب .وقد قال الرسول الأكرم صل الله عليه وآله وسلم . علموا أولادكم حب نبيكم... وحب أهل بيته... قراءة القرآن بالحب يسمو الإنسان .
أيضا يتجه نحو الوالدين والتفاني في خدمتهم .لا ينطق الحب أف ابدآ .
هناك من نضعهم في حنايا القلب الأبناء بحاجة إلي الحب والمشاعر الفياضة بمعناه الحقيقي .و ليس الحب فقط ضم وتقييل لا !
بل هو بساط مخضر ترقد على أديمه أهات متيمة متدثرة بوشاحها الزاهر.
وهمسات تضفي جمالا على الروح وتسكنها في جنان الملكوت وكما أرادها الله .

هناك حب الزوجين كلاهما للآخر يستثيرونه بالعطاء بالتضحية.معطفا من الأحلام والأزهار يرتدياه ليبقى أكثر جاذبية وسحرا.بعيدا عن المشاعر الفاترة بمأوىً عن سهام التهميش والتحقير .والحزن الذي يعتري القلب جراء ذلك , يمزق الأحشاء ويتسلل إلى الأعماق يزحف بألويته ليقتل ما تبقى منه.
حب لأخيك ما تحب لنفسك بعيد عن التنافس القاتل لشفافية الروح والتي جبلت على حب الخير للآخرين لأنه من مكارم الأخلاق صفق له عند نجاحه لا يكفهر الوجه حسداً.

يقول الفيلسوف الوجودي"كيركجارد"00ان الضمير المفقر من كل حب فهو بطبيعته حليف القلب اليابس والجمال الأجوف والعقلية المشتتة 00وان الله جميل يحب الجمال وتجلى جمال الخالق في رحمته لعباده ورعايتهم بالحب .
عندما يجري نهر العطاء في عروقنا ويصب معينا وذوبان في خدمة الآخرين هنا يكون للحب صوت.

 

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
مريم
[ القطيف ]: 9 / 10 / 2005م - 5:30 ص
رائع ايتها الكاتبة المبدعه احلام
2
أحلام عبد الرحيم
[ القطيف :تاروت ]: 11 / 10 / 2005م - 5:22 م
الاروع مرورك العطر غاليتي مريم
شكرا لكِ