شهداء الكاظمية رسل السلام الى البشرية

بسم الله الرحمن الرحيم

نبتهل الى الله العزيز الرحيم ان يتغمد شهداء القصف الأعمى لمدينة الكاظمية المشرفة وشهداء فاجعة جسر الأئمة بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جنته ويعطيهم المقام المحمود مع محمد وآل محمد عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام، وأن يمنّ على ذويهم بالصبر والسلوان.

ان العين لتدمع والقلب ليحزن وإنّا يا شهداء قصف الكاظمية وفاجعة جسر الأئمة لمحزونون، ولكن عزاءنا ان دماءكم الطاهرة وارواحكم الزكية، فعلت ما فعلته دماء الشهداء في تفجيرات كربلاء المقدسة قبل عامين في ذكرى عاشوراء، فراح المسيحي واليهودي والبوذي والهندوسي والمجوسي واتباع الديانات الارضية واللادينيين في مشارق الأرض ومغاربها، يتساءل عن شخصية الامام موسى بن جعفر وموقعه في خارطة التشيع والاسلام كما تساءل من قبل عن الامام الحسين بن علي عليهما السلام، فذاع اسم الحسين في الخافقين من حيث أرادوا طمسه بين انقاض ومخلفات التفجيرات، كما ذاع اسم الكاظم  من حيث ارادوا قهره في أزقة الكاظمية وإغراقه في نهر دجلة وسحقه على مقدمة جسر الأعظمية.

لقد عمل نظام صدام من قبل على تهجير اتباع أهل البيت بدوافع طائفية وعنصرية بغيضة، وحمل الكثيرين منهم على الهجرة بدينهم أسوة بالنبي موسى عليه السلام الذي هاجر وهو خائف يرتقب، لكن هؤلاء المهاجرين والمهجرين كان لهم قصب السبق في نشر الاسلام والتشيع في اوروبا واميركا واستراليا والدول الاسكندنافية وعلى مشارف القطبين.

واليوم فان التكفيريين ومن يريد بالعراق واهله شراً يعملون على نشر التشيع من حيث يكيدون له دوائر السوء، فان في تدبيرهم، انكسارهم وتشتتهم، ووحدة العراقيين ولحمتهم.
ندعو اولئك الذين يعتقدون انهم بمحاربتهم لشعائر الله يعملون على انحسار رقعة التشيع والشيعة الامامية، ان يعيدوا قراءة التاريخ مجددا ليكتشفوا ان الذي عادى أهل البيت وشيعتهم ساهم في نشر التشيع، والعراق مثالا.

ولا نعدو الحقيقة من قولنا ان الذين ينصبون العداء للعراق واهله لا يخافون على العراق ووحدته من وجود القوات المتعددة الجنسيات، بقدر خشيتهم من اطلاع الشعوب العربية والاسلامية على المظالم التي لحقت بالقوى الشيعية المغيبة في العراق بقرار طائفي منذ عقود بل قرون بعد ان انقشعت غيوم النسيان المتعمد عن سماء العراق، فالقوى المغيبة حقا هم شيعة العراق الذين يشكلون غالبية الشعب العراقي، وقد عوملوا معاملة الأقلية المقهورة، هذه القوى التى بدأت تستعيد حجمها الحقيقي على خارطة العراق السياسية، وهي تفتح صدرها واحضانها للجميع متجاوزة جراحها.

وصدق الشاعر حين قال:  كذب الموت فالحسين مخلد                            كلما أخلق الزمان تجدد