أطفالنا ومعطيات وسائل الأعلام والواجب اتجاهها

 

من المفترض أن تدرس وسائل الأعلام المادة التي تقدمها للكل فئة من المجتمع أو طبقة من طبقاته مما يوافقه أو يوافق مستواه العمري والثقافي من البرامج ، ولكن وللأسف الشديد في الغالب لايتم ذلك ،بل ربما في كثير من
الأحيان يحدث العكس ،ولاسيما مع الأطفال.

فنرى في كثير من الأحايين يسلط الضوء في البرامج الخاصة بالأطفال على العنف والقتال وتعلم أساليبه ... ونحن نسال – مالهدف من ذلك ياترى؟!.

نعم من الشيء الجيد أن يهتم بالطفل ويولى به عناية خاصة..حتى أنه جعلت له في الآونة الأخيرة قنوات خاصة.ولكن غير الجيد هو ما تطرقنا إليه قبل قليل – وهو أن لايتم اختيار المسلسلات المناسبة مثلاً وأفلام الكرتون في هذه القنوات وما يجب أن يكون هو العكس.. فبدل من هذه البرامج والمسلسلات التي تدعو إلى العنف أستبدلها بما يسهم في ثقافة الطفل وتعليمه، بما ينهض بمستواه الفكري والثقافي وتطويره.

فإن التلفاز أوكما يحلو لعلماء اللغة تسميته (المرْئي) ممالا شك فيه له الدور الكبير والكبير جداً في حياة الطفل اليومية ،فإن الطفل في كثير من وقته يكون من غير عمل أو جلّه فارغاً ،فمعظمه يقضيه عند هذا الجهاز – وهنا يأتي دور الوالدين في وضع آلية لكيفية مشاهدة طفلهما للتلفاز – وكيف يتخيرون له البرامج المناسبة التي تنمي عنده روح الثقافة والعلم والاطلاع والمعرفة ،وإن كانت هذه البرامج قليلة كما أسلفنا إذا ماقورنت بغيرها من البرامج التي تدعو إلى الصراع والعراك .. وبعض البرامج الأخرى التي ليس لها هدف تربوي أو تعليمي يذكر.

وكما نتخير لأطفالنا مايشاهدون يجب أن نتخير لهم مايسمعون ومايقرؤن بأن نبعدهم عن مايخالف القيم والمبادئ الإسلامية الأصيلة .

فعلى الوالدين والمربين أن لايجعلوا جهاز التلفازهو المصدر الذي يستقي منه الطفل تربيته الفكرية بل لابد من مصادر أخرى أكثر أتساعاً في مسألة الثقافة والتعلم ولاسيما التعلم الديني فيرشدوه مثلاً إلى الكتاب وإلى الأشرطة السمعية الدينية وكذلك التعليمية... وهكذا.. تتنوع لديه مصادر التعلم الثقافي والديني والفكري... الخ.

حتى ينشأ على قاعدة قوية ومتنوعة فكرية متينة وقد حمل في فكره قبسات من الفكر النير السليم.