ما بقي

ما بقي

لا تفتِنيهِ
فلا ألقاهُ ينحرفُ
فكلُّ ما كان تحت السترِ منكشفُ

ما تصنعين بمَن أضلاعُهُ  كَرَبُُ على الجذوعِ
ويعلو رأسَهُ السعفُ؟

يحيا على كفِّ جنّازِِ
تقلّبهُ حوادثُ الدهرِ
أنّى عنهُ ينصرفُ؟

قد باتَ يحملُ في أعماقِهِ جُثثاً
كأنّما صدرُهُ مِن ثِقلِهِ "النجَفُ" 

يخافُ كُلَّ حبالِ الوصلِ
يرهبُها
ويتّقي الدفءَ
إن وافاهُ يرتجفُ

يخالُهُ الناسُ ممسوساً
وتحسبُهُ يقودُه العشقُ والترحالُ والترفُ

قالوا: استفاقَ على بؤسِِ
وما صدقوا
قالوا: تصخَّرَ
قالوها وما عرفوا

كيف الحياةُ لمن قُدّامَهُ نهَرُُ من الجِنانِ
فلا يدنوهُ يرتشفُ؟

أناخَ قُربَ جَمالِ الكونِ ناقتَهُ
يحدو بهِ الخوفُ
أم يحدو به الشغفُ؟

مازال يشتاقُ للصُدفاتِ
يرقُبُها
قد جُنَّ - واللهِ - من أقدارُهُ الصُّدَفُ

دعيهِ وامضي
أقولُ: انسيهِ
لا أملُُ
لن يبلُغّ الياءَ من تكبو بهِ الألفُ

محمد حسن يوسف
 14/11/2025