المرجع المدرسي : شهر رمضان : التقوى.. العطاء.. الإيثار

شبكة مزن الثقافية

خلال شهر رمضان المبارك نتزود بالتقوى، وهي الفضيلة التي تنفعنا في مواطن كثيرة؛ من أبرزها أن الإنسان المتقي يكون جواداً كريم النفس معطاءً محسناً للآخرين متفضلاً عليهم. فهو يبحث -بدافع التقوى- أن تكون يده هي العليا في أية علاقة تربطه والآخرين، ويريد أن يكون الأمثل والأفضل. 

ولكن البعض من الناس يريد الخير كله للآخرين، بمعنى أنه يريد لجاره أن يكون فاضلاً، وصديقه تقياً، وتلميذه صالحاً.. غافلا عن أن يبحث أو يريد هذه الصفات الحسنى وغيرها لنفسه قبل غيره. فلماذا لا أكون (أنا) أول ملتزم بهذه الصفات؟ 

إن العطاء من أفضل الفضائل، لأن من يعط يقه الله شح نفسه، نظراً لأن الإنسان عموما يعيش في زنزانة ذاته، ويبحث عن مصالحه الشخصية، ويفكر في أنانيته وفيما ينتفع به في لذاته وشهواته. أما إذا تمكن من التحرر من زنزانة ذاته، ودائرة أنانيته المظلمة وأعطى للآخرين، وكان كريماً وجواداً، فإنه _في واقع الأمر_ يكون قد قفز قفزة واسعة للغاية في مسيرة تطوره وتكامله وسموه، إذ انه استطاع الوصول إلى حقيقة الإنسانية وجوهر الآدمية، لأنه يعيش الحق والإحسان والإنصاف، ولا يعيش الذات والهوى. 

وعليه؛ فمن الجدير بنا أن نتعلم ونستفيد من التقوى، هذه الصفة، صفة الجود والكرم، وأن يكون الواحد منا لدى تعامله والآخرين يبحث عما يمكنه منحه لهم، لا عما يأخذه منهم، وأن يكون ممن يوق شح نفسه ويترفع على الأنانية والبخل والجمود..