علي عسيلي العاملي : مَنْ ذا أُعزِّي وفيكَ الكلُّ قَدْ رُزِئَ

علي عسيلي العاملي

مَنْ ذا أُعزِّي وفيكَ الكلُّ قَدْ رُزِئَ ؟!

يا أوَّلاً كنتَ للإيجادِ مُبْتَدَأَ

يا سِرَّ "إِقْرَأْ" ألا ليتَ السَّمَّاءَ هَوَتْ
ونَصُّ نعْيِكَ فوقَ العَرشِ ما قُرِأَ

"طٰهَ" ، وصَكَّ عليكَ الذِّكرُ جَبْهَتَهُ
يُصغي إلى نبأٍ عزَّى بهِ "النبَأَ"

رحلتَ فالكونُ ما انفكتْ نوادِبُهُ
تبكي وراثيكَ بالإعوالِ ما فتِئَ

قالتْ "لَدَدْناهُ" أيْ غَصْباً سُقيتَ وما
سُقيتَ منها دواءً إنَّما صَدَأَ

مُلْقىً تراكَ تُقاسي وهْي شامتةٌ
فَمِنْ ضغونِ أبيها قلبُها امتلأَ

آهٍ أتصبحُ إثْرَ السُّمِّ مرتعشاً
إذا نهضتَ تجرُّ الخَطْوَ مُتَّكِئا !

مُعَصَّبَ الرأسِ مَحْموماً* فيا ألمي
لحيدرٍ منكَ هذي الحالَ كيفَ رأَى ؟!

قضيتَ في حجرهِ يا حِجْرَهُ فنعَتْ
أهلُ المودّةِ للأيَّامِ مُلْتَجَأَ

بئساً فبعدَكَ يا سُرعانَ ما انقلبوا
وأظهروا ما انطوى في الصدرِ مُخْتَبِئا

لهفي لبضعتِكَ الزهرا محاصرَةً
ورجْسُهمْ بيْتَها بالنارِ قدْ فَجَأَ

لاذتْ تناديكَ خلفَ البابِ :" يا أبتي"
وإذْ بمسمارِهِ للضِّلعِ قدْ وَجَأَ

ويلي أيدفعُها ؟! ويلي أيصفَعُها ؟!
تبتْ يداهُ فكمْ في كُفْرِهِ اجترأَ ؟!

ويلي ! أيُدْمي بضربِ السوطِ عاتِقَها ؟!
وجرحُها الغَضُّ حتى اليومِ ما برِئَ..

*كما ورد في وصف مرضه عندما خرج يحث الناس على الإلتحاق بسرية أسامة بن زيد (النص والإجتهاد للسيد شرف الدين ص ٣٣) 


تمت بعناية الحجة عجل الله فرجه في مرقد أمير المؤمنين عليه السلام