عقود حياة النبي المصطفى (ص)

شبكة مزن الثقافية تلخيص لمحاضرة فضيلة الشيخ فوزي السيف بقلم الاخ الفاضل ابو حسن المبارك
سماحة العلامة الشيخ فوزي السيف
سماحة العلامة الشيخ فوزي السيف


عقود جمع لكلمة " عقد " وهذه الكلمة لها عدة معاني. ومنها ما يرتبط بعنوان هذه المحاضرة ، وهو ان العقد : فترة زمنية تتكون من 10 سنوات.

فعلى هذا الاساس ، في هذه المحاضرة سنقسّم حياة النبي ص الى عقود ، ونرى ماذا جرى في كل فترة بالإجمال.

عاش رسول الله   -على المشهور - 63 سنة ، ونستطيع تقسيم هذه الفترة الى 3 اقسام:

1- قبل البعثة : وتمتد من السنة الاولى من حياته الى السنة الـ40 .
2- مدة البعثة ماقبل الهجرة : من 40 الى 53.
3- مدة البعثة مابعد الهجرة : من 53 الى 63

واما عن تقسيم حياة النبي ص الى عقود ، فستكون كالتالي:

  • اولاً - حياة النبي في العقد الاول :

أ/ صادفت ولادته عام الفيل ، التي انتصر فيها الله لأهل الحرم على جيش ابرهة القادم من اليمن من اجل هدم الكعبة.

ب/ تُوفي عبدالله والد النبي ، والنبي لم يولد بعد ، فعاش في رعاية امه امنة بنت وهب ، ويشترك النبي مع النبي موسى والنبي عيسى في كونهم عاشوا تحت رعاية الأم .

ج/ وفي فترة الرضاعة انتقل النبي مع مرضعته حليمة السعدية رضوان الله عليها الى البادية في عمرٍ مبكّر ، وللتفصيل اكثر :

https://youtu.be/WdkO6YDIpfI

وفي هذه الفترة كان يُأتى به الى امه وجده في مكة بين كل فترة واخرى .

د/ وبعد فترة الرضاعة رجع الى مكة ليعيش مع امه تحت كفالة جده عبدالمطلب ، وفي السنة السادسة من عمره الشريف تُوفّيت امه امنة .

هـ/ وفي السنة الثامنة من عمره تُوفي جده عبدالمطلب ع ، وأوصى ابنه أباطالب ع ان يكون كفيلاً للنبي محمد ص ، وبذلك انتقلت كفالته الى عمه ابوطالب ، وعاش معه ، وكان النبي قد ورث من امه : ام ايمن رضوان الله عليها ، و بعض النياق وبعض الاشياء.

وفي هذه الفترة كان الامام علي ع لم يُولد بعد.

  • ثانياً- حياته ص في العقد الثاني : 

أ/ كان لايزال تحت كفالة وحماية عمه ابوطالب ، وذلك بوصية من والده عبدالمطلب ، وايضاً لأنه كان يعتقد بنبوة محمد ص بإخبار من والده عبدالمطلب ، وبإخبارله من بعض الرهبان بأن علامات النبوة منطبقة في ابن اخيه محمد .

فكان يحميه ويتكفله .

ب/ اخذه عمه ابوطالب معه الى الشام للتجارة ، وكان عمره ص 13 سنة تقريبا .

ملاحظة : كان عمه لم يشأ ان يأخذه معه خوفاً عليه ، ولكن النبي ص هو من طلب من عمه ذلك .

وفي الطريق التقوا بالراهب بحيرى وكان قد قرأ في الكتب عن علامات النبي .

فدعاهم بحيرى على طعام ( صدقةً ) فلم يأكل النبي من هذا الطعام.

ثم عرض عليهم طعام ( هدية ) فأكل منه النبي .

ثم إن بحيرى سأل النبي وأقسم عليه باللات والعزى ، فقال له النبي : لاتقسم عليّ بأي منهما ، فوالله ما كرهت شيئاً ككرهي لهما .

فظلّ بحيرى يجمع في هذه القرائن والعلامات الى ان ازاح رداء النبي عن كتفه وشاهد خاتم النبوة ، والتفت الى عمه ابوطالب واخبره بأن يحافظ على النبي من اليهود ، فهم يبحثون عنه لقتله.

ج/ قيل ان النبي ص دخل في حلف الفضول ، وهو حلف لنصرة المظلومين.

  • ثالثاً- حياته ص في العقد الثالث :

أ/ عمل النبي ص في الرعي 

ب/ثم عمل في التجارة مع السيدة خديجة ع ، وسافر مُتاجرا.

ج/ وعندما بلغ عمره الشريف 25 سنة تزوج النبي بخديجة ، وكان عمرها ع 28 سنة على اقوى الاراء ، ومنهم من قال بأن عمرها 40 سنة ، وولدت له بنين وبنات.

  • رابعاً - العقد الرابع من حياته :

أ/ عندما بلغ عمر النبي الثلاثين سنة ، وُلَِدَ ابن عمه الامام علي ع في الكعبة.

ب/ كما كان ابوطالب تكفّل بالنبي ورعاه في صِغر سنه ، في هذه الفترة رعى النبيُ علياً امير المؤمنين .

ج/ وعندما بلغ ص الـ37 من عمره وضع بيديه الشريفتين الحجر الاسود (الاسعد) في ركن الكعبة ، وذلك بعد ان حدث سيل فتصدع بعض جدران الكعبة ، فأجمعت قريش على اعادة بناء الكعبة ، واتفقوا على ان يجمعوا الاموال لبناءها واشترطوا ان تكون هذه الاموال خالية من الربا والسحت ومن النهب ومن الحرام.

وبنوا الكعبة ، وبقي وضع الحجر الاسود ، وتنازعت القبائل في من يضعه في مكانه ، فكل قبيلة تريد ان يكون لها الشرف في ذلك .

فاقترح عليهم ابوأمية ( وهو والد ام سلمة زوجة النبي ) بأن يحتكموا عند اول داخل من هذا الباب .

فنظروا الى ذلك الباب واذا بالنبي يدخل منه ، فاستبشروا وقالوا انه الصادق الامين ، واحتكموا اليه ، فأمر برداء ، فوضع النبي الحجر بيديه الشريفتين في الرداء ، وامر بأن تأخذ كل قبيلة بطرف من هذا الرداء حتى اذا رفعوه اخذه النبي ووضعه في مكانه (كما كان في ايام جده النبي ابراهيم ).

د/ وبعد 15 سنة من زواجه بخديجة ، بُعثَ النبي ، وكانت خديجة من أوائل من صدّقت بنبوته .

  • خامساً - حياته ص في العقد الخامس:

أ/ تُوفي ابوطالب

ب/ ثم توفيت زوجته خديجة

ج/ بعد 13 سنة من البعثة هاجر من مكة الى المدينة المنورة .

بعد ذلك أسس دولته ، وخاض المعارك : غزوة بدر ثم غزوة ...وهكذا.

وقيل بأن النبي في عقده الاخير جهّز وقاد 82 عمل عسكري ( بين غزوة وسَرية )