نريد قيادة مؤهّلة !!


لو عدنا خمسين عاماً للوراء، لتذكرنا الدور الذي كان يقوم به (المعمّم)، فهو بالإضافة إلى كونه رجل دين، فهو المعلم، و القدوة، و المرجع، و الصديق، وإليه يلجأ الناس في حل مشاكلهم .

إن "رجل الدين" يُعدّ الرقم الأصعب في إحداث التغير الاجتماعي ومواجهة مشكلات المجتمع، ولا يستطيع أي أكاديمي - مهما كان مستواه العلمي - الوصول في قوة التأثير التي لدى رجل الدين .

لذلك نقول، إذا كنا نريد مهندسا أو طبيبا أو معلماً أو ... فإنه لا بد بأن يتميز بكثير من المواصفات والقدرات التي تؤهله لممارسة هذا الدور، فلن تقبل أي جامعة من لا تتوسم فيه النجاح ، فما بالنا بمن يقود المجتمع بالدرجة الأولى، وإليه يؤول مصير الناس؟! أليس من الأجدر أن تكون قيادتنا على مستوى عال من القدرة والحكمة والذكاء والإبداع والتميز ؟!
أرجو أن يعذرني إخوتي وأحبتي "رجال الدين" فلهم كل التقدير والاحترام، لتحملهم مسؤولية التصدي لقضايا المجتمع، ولكني أقول للحوزات العلمية: عجلة الزمن لن تتوقف، ومستقبلنا بأيدينا، لا تسمحوا لمن يفشل في دراسته الأكاديمية أن يكون طالبا حوزويا، فمن لم يستطع تغيير نفسه، كيف له أن يقود المجتمع؟

 ولا تنتظروا توجّه الطالب بنفسه لدراسة العلوم الدينية، بادروا بالبحث عن أذكى الطلاب، وأكثرهم تميّزا دراسياً، وابدؤوا بعمل برامج تستطيعون من خلالها صناعة التوجه الديني لهم، فالأمر في غاية الخطورة والأهمية .

و إذا أردنا قيادة حكيمة لأجيالنا القادمة ، فلنؤسس لها من اليوم !!


٨ جمادى الأولى - أمين